•• عبدالرزاق بكر أو "كاتو" كما كان يطلق عليه أيامها هو ذلك النجم الاتحادي في السبعينات والثمانيات الهجرية ،كان أحد أساطير الكرة الاتحادية والغربية، حيث كانت الكرة مزدهرة ازدهاراً كبيراً. كان عبدالرزاق بكر طالب المدرسة الحريص على دراسته لاعباً صاحب لمسات فنية عالية وحساسية في قدمه لتعامله مع الكرة في الاستلام والتسليم بدقة ملحوظة، فهو أحد الذين يعتمدون على العقل قبل القوة، يجيد حالة التمركز في وسط الملعب أو التجنيح على أحد أطراف الوسط .. كل ذلك في خلق رياضي سامي فهو طوال حياته الرياضية لم يحصل على كرت أصفر ناهيك عن الأحمر كما قال لي. بالصدفة التقيت به دون سابق معرفة شخصية به وإن كنت أحد المتابعين له من بعيد منذ زمن طويل .. لكن هذه المناسبة التي جمعتنا في منزل الصديق الدكتور إبراهيم الصويغ فتحت باب "دردشة" الكلام عنه الرياضة.. عندما قلت له. • دكتور عبدالرزاق ما هو الفارق بين لاعب الأمس ولاعب اليوم؟ •• وكأن السؤال فتح جرحاً في داخله عندما راح ينظر إلى البعيد كأنه يستجلب صور تلك الأيام ومقارنتها بصور هذه الأيام قال : كان اللاعب أيام زمان "هاوي" للعبة وضع تحت كلمة "هاوي" هذه أكثر من خط، كان من أجل هوايته يصرف على نفسه من لبس وغيره، الآن تغير اللاعب في تعامله مع – ناديه – إنه ينظر إلى ماذا سوف يحصل عليه من مادة نقدية أو حتى عينية، فهو قد يغير شعاره في لحظة ليرتدي شعاراً آخر. • فقط هذا هو الفارق؟ •• ابداً هناك فوارق في مسلكية اللاعب أيام زمان عنه هذه الأيام . كان ملتزماً وعاشقاً لشعار ناديه، تعامله مع من هو أكبر منه سناً يختلف عن تعامله مع من هو في مثل سنه. • وما هو السبب في ذلك؟ •• أعتقد أن هذا يعود إلى حياة الأسر في جدة، كانت الأسر حريصة على متابعة أبنائها داخل النادي، تعرف أن "تمرين" الاتحاد لا تجد موضع قدم لك من كثرة الجماهير التي تحرص على مشاهدة "التمرين". • مثل من هذه الأسر؟ •• جميع أسر جدة أمثال الكيال وأبو داوود والراجخان والبكر وحسام الدين والمسعود وغيرهم من الأسر القديمة والشهيرة في جدة هؤلاء كانوا هم المحفزين للعبة واللاعب، فكانوا يذهبون إلى الملعب لمتابعة أبنائهم . كان اللاعب يحترم صديق والده بل يخافه كخوفه من والده، لكونه يعامله معاملة ابنه الذي يخاف عليه، هذا الترابط الأسري كان خلف الوضع الرياضي بأكمله. • هل كانت بدايتك الكروية في الاتحاد؟ •• ابداً كان هناك فريق قوي اسمه الهلال البحري وكان هذا النادي في حارتنا حارة "البحر" وكنا أهل هذه الحارة ننتمي إلى هذا النادي الذي كان به لاعبون مهرة، وعندما حُل ولا أريد أن اذكر سبب "حله" وهي هزيمته من "الاتحاد" بأربعة أهداف على ما أظن وتفرقنا وذهبت ولعبت في اشبال الاتحاد لقد كان فريق الهلال البحر فريقاً له سطوته الكبيرة. كان ذلك في بداية السبعينات الهجرية كما أذكر. • لكن أذكر أنك التحقت بالشباب في الرياض •• آه عندما ذهبت إلى الرياض للالتحاق بجامعة الملك سعود طلب مني نادي النصر الانضمام إليه لكنني اعتذرت خوفاً من تأتي الظروف ويتقابل النصر مع الاتحاد، وأنا لا أريد أن أكون في مباراة ضد الاتحاد.. فكان أيامها شيخنا الاستاذ عبد الحميد مشخص وهو اتحادي صميم،عندما عرف سببي بعدم الالتحاق بالنصر قال تعال الشباب وسوف نعفيك من اللعب أمام الاتحاد إذا ما قدر لنا أن نتواجه مع بعضنا. وقد استطاع اقناعي بذلك اضافة إلى احترامي الكبير له. •لكنك لم تنقطع عن اللعب مع الاتحاد مع وجودك في الرياض؟ •• نعم عند بداية ذهابي إلى الجامعة كنت آتي قبل يوم المباراة وأسافر ثاني يوم، إلى أن وصلت إلى مرحلة "البكالوريوس" فتوقفت عن المجيء. •هل تذكر مباراة بذاتها عالقة في ذهنك؟ - هناك مباريات عديده جداً بين الاتحاد والوحدة أو الاتحاد والأهلي . فماذا أذكر لك منها أنها ذكريات تمر في الذاكرة كالشريط في الذهن. • لكن الملاحظ أن الأخوة السودانيين كانوا بكثرة في الأندية لدينا؟ •• ياه نعم كان لدينا عبد الحفيظ مرغني "حفائظ" وسيد مصطفى وعمر حامد وبشرى والتوم بشاره وغيرهم، كانوا أصحاب قدرات فنية عالية ويلعبون في الاتحاد والوحدة والأهلي وكانوا يشاركون في دوري كاس الملك أما دوري كأس ولي العهد فإنهم لا يشاركون فيه ويكتفى به باللاعبين الوطنيين وكان فرصة لإظهار مواهبهم كلاعبين وطنيين. • هل هناك فوارق في المواهب الآن عن أيام زمان؟ •• كما قلت لك كان اللاعب لاعباً "هاوياً" وهذا يعطيه روح التفاني في لعبه، فهو يلعب ليمتع نفسه والجماهير التي أتت لتراه هذا اولاً، ثانياً كان هناك دوري المدارس الذي كان يخرج المواهب، كان الدوري يشعل المنافسة بين المدارس: تعرف عنما كنا في الجامعة بالرياض كان لدينا فريق قوي كسبنا الهلال وأهلي الرياض أيامها. إن اختفاء الرياضة عن المدارس له أسبابه في الخلل الذي تعينه رياضياً. • وماذا تحتفظ بمذكرات لك رياضية؟ •• لدى مجلة المصور المصرية التي عملت ملحقاً جميلاً عن الاتحاد وأيضاً مجلة الرائد التي عملت عدداً خاصاً عن الاتحاد وهناك الأضواء أيضاً. • في نهاية "الدردشة" قلت له هل تذكر من سجل أهداف مباراة الاتحاد والأهلي في عام 1386ه. •• قال تقصد التي نتيجتها 8 / 2 ، نعم ستة أهداف للغراب وهدف لحسين هارون وهدف كما أذكر لعبد الله صالح .. وكانت أغلب الأهداف من صناعتي، لأنني كنت لاعب الوسط المتقدم. • تشعب الحوار إلى نواحي أخرى عن جدة واتساعها وخروجها خارج السور .. وغياب أحيائها القديمة. فتوقفت "الدردشة" عن الرياضة .. التي سوف يفاجأ بها منشورة هنا مع الاعتذار.