قال السفير الامريكي لدى سوريا روبرت فورد اليوم الثلاثاء ان لديه تقارير تفيد بأن جماعات المعارضة السورية المسلحة مارست انتهاكات لحقوق الانسان مثلها مثل القوات الحكومية وحذر الجانبين من ارتكاب مثل تلك الانتهاكات.وعبر فورد ايضا عن شكه بشأن أنباء قبول سوريا خطة مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان قائلا ان من الافضل انتظار افعال لا كلمات من الرئيس السوري بشار الاسد.واضاف قائلا "يجب ان أبلغكم من واقع خبرتي به (الاسد) أنه ينبغي للمرء أن ينتظر رؤية خطوات على الارض وعدم الاكتفاء بأخذ كلماته على علاتها."وأعلنت الولاياتالمتحدة في السادس من فبراير شباط إغلاق سفارتها في سوريا بسبب تدهور الوضع الامني هناك لكن فورد يبقى السفير ويعمل من واشنطن.وسئل فورد في جلسة في الكونجرس عن بيانات صدرت مؤخرا عن منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان ومقرها الولاياتالمتحدة أفادت بأن جماعات المعارضة المسلحة في سوريا ارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان. وقالت ان من بين هذه الانتهاكات الخطف والاحتجاز والتعذيب لافراد من قوات الامن ومؤيدي الحكومة.وقال "كان لدينا تقارير مثل هذه العام الماضي عندما اضحى بعض القتال في حمص خطيرا حقا." وأضاف قائلا "أثرنا (هذه التقارير) حتى في سوريا عندما كانت السفارة مازالت مفتوحة. بحثناها مع بعض ممثلي مجلس الثورة المحليين -وهم انفسهم ليسوا اعضاء في المجموعات المسلحة لكنهم بالتأكيد على اتصال بها- وأكدت لهم انهم سيحاسبون وفقا لنفس المعايير إذا كانوا يرغبون في الحصول على دعم من الدول الغربية."وقال فورد ان الولاياتالمتحدة أثارت الموضوع مع المجلس الوطني السوري واشار الى انه في الاسبوع الماضي أصدر المجلس بيانا جاء فيه ان مثل هذه الانتهاكات تتناقض مع ما يناضلون من اجله.ولم يذكر فورد تفاصيل التقارير التي تلقاها بشأن انتهاكات حقوق الانسان التي ارتكبتها قوات المعارضة.وقال "لكن يتعين علي أن أقول ... كلما استمر العنف لفترة أطول في سوريا كلما أصبح أسوأ وكلما شاهدنا عددا أكبر من المتشددين في الجانبين الذين هم ليسوا بالضرورة من المدافعين عن حقوق الانسان .. يكسبون نفوذا وهذا يمثل مشكلة حقيقية وهذا هو السبب في اننا نحتاج الى التحرك بسرعة أكبر." وفي تعليقاته الافتتاحية امام لجنة توم لانتوس لحقوق الانسان إتهم فورد الرئيس السوري بارتكاب انتهاكات "ضخمة" لحقوق الانسان. وقال انه أثار القضية باستمرار مع الاسد عندما كان سفيرا في سوريا بدءا من أول اجتماع معه قبل 13 شهرا. وقال "في تلك المناقشات لم يبد الاسد اهتماما يذكر بحقوق الانسان بل في الحقيقة غضب من أنني أثرت هذا الموضوع. وتدهور تجاهله القاسي على مدى العام المنصرم الى انتهاكات ضخمة لحقوق الانسان يمكن ان ترقى الى جرائم ضد الانسانية." وأضاف فورد ان الولاياتالمتحدة تؤيد المحاسبة على الجرائم التي ارتكبها النظام السوري. وقال "سندعم جمع الادلة" على انتهاكات حقوق الانسان. وتقول الاممالمتحدة ان أكثر من 9000 شخص قتلوا في الانتفاضة ضد حكم الاسد والمستمرة منذ عام. وتقول سوريا ان حوالي 3000 من افراد قوات الامن قتلوا وتلقي بالمسؤولية على مجموعات "ارهابية". وبالاضافة الى الاتهامات التي تتعلق بالمعارضة السورية وجهت هيومن رايتس ووتش إتهامات ايضا الى قوات الاسد بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان شملت استخدام دروع بشرية في شمال سوريا في جهودها لسحق المعارضة. وقال فورد ان الحكومة الامريكية لا تعتقد ان "إضفاء المزيد من الطابع العسكري" على الصراع في سوريا هو أفضل مسار واضاف انه يفضل العقوبات لزيادة عزلة النظام السوري. وأضاف ان الولاياتالمتحدة تريد ان تتحدث الى دول الجامعة العربية بشأن سبل تنسيق العقوبات على سوريا في مؤتمر "اصدقاء سوريا" الذي سيعقد في اسطنبول يوم الاحد والذي ستحضره وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون.