جمع وترتيب : الشريف فهد بن احمد بن عبدالله المهدلي نحْنُ اليوم على ضفاف المكتبة نقف أمامها لننهل منها كتابا عربيا . . يزخُر بالفائدة . . والحكمة الرصينة كتاب نتدارسه ونتعرّف على ما يدور في خلجاته . . وقد وقع الاختيار على كتاب صدر مؤخراً والموسوم ب " الفوائد الغراء من تهذيب سير أعلام النبلاء " للشريف فهد بن أحمد المهدلي وهو كتاب يحتوي على قراءة ألفي صفحة ويقع في ثلاثة مجلدات كبيرة وقد طُبِع بأجود انواع الطباعة واختير لها أجود أنواع الورق وكتب غلاف الكتاب الخطاط عثمان طه وهو الخطاط الذي كتب مصحف خادم الحرمين الشريفين في مجمع الملك فهد ومن اسم الكتاب يتضح أنّ له ارتباطا بسير اعلام النبلاء للامام الذهبي رحمه الله تأمل الكتاب الأول هو السير للذهبي والاصل الثاني نزهة الفضلا تهذيب سير اعلام النبلاء حيث إن الدكتور محمد موسى الشريف قام بتهذيب السير ووضع فهرسة في المجلد الاخير وهي فهرسة فوائد على نسق علمي ومنطقي وقام صاحب الفوائد بجمع هذه الفوائد الموضوعة في النزهة وجمعها ورتبها وارجع الفائدة بالعنوان وجمع بين نزهة الفضلاء وأصله سير أعلام النبلاء . . الفائدة من الكتاب الفائدة من هذه الفوائد ظاهرة فهي على تشعبها وطولها مفيدة استيفاء العناصر للموضوعات والدروس والخطب . . وفيها مئات من الابيات الشعرية المختلفة التي تضفي على الموضوعات المطروحة حلاوة وطلاوة، وفيه ما تفتقت عنه قرائح الأئمة في كلامهم عن مختلف الجوانب الايمانية والعلمية والادبية والاخلاقية في مدى ثمانية قرون وهي المدة الزمنية التي تكفّل هذا الكتاب بإبرازها . وتناول الكتاب في الجزء الأول أبواب الايمان ودلائله . . من الدعوة الى الله والعبادة وحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم والأخوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد ثم عرّج على لوازم الإيمان وذكر منها البلاء والفتن وتحت كل عنوان من هذه العناوين فقرات كثيرة تحتوي في طياتها على فوائد عظيمة وجليلة . ثم بعد الايمان تكلم عن الاسلام وذكر تحته عناوين كثيرة منها : 1 ان الاسلام دين يسر وسماحة لا تشدد فيه . 2 ومظاهر الاسلام وعزته . 3 نواح حضارية في الاسلام . وتحت كل عنوان فوائد معنونة بنسق علمي وتستمر الفوائد الى ان تعرج الى عنوان العقيدة والتوحيد وما يندرج تحته من البدع والتكفير والعقائد الضالة واسبابها ومن ثم الفرق والآراء الاعتقادية . . والجماعات الضالة الخارجة عن الدين ثمّ الكلام في المعجزات والكرامات وضابطها . . ثم بعد ذلك تناول الكتاب الحديث في " التصوف والصوفية " ثم الكلام على مسائل عقدية متفرقة كالتجسيم والتشبيه وانتشار الكلام والتعلق بالقبور . . وخُتم الجزء الأول في الكلام في فتنة خلق القرآن والمحن التي صاحبتها والمناظرات في ذلك . ويبدأ الجزء الثاني بباب العلم والعلماء ففي العلم نُقلت فوائد جليلة في فضل العلم، وصور من العلم النافع وكيفية اكتسابه، والرحلة في طلبه، وآدابه، ضوابطه، ووسائله، كالاختبارات والمناظرات والاجوبة والردود . أما الشطر الثاني " العلماء " فقد اندرج تحته اكثر من ثلاثين عنوانا مرتبا ترتيبا شيقا . وبعد ذلك جاء الكلام في منشأة الكتابة العربية وذكر نصه المكتبات في القرون الثمانية الأولى ثم الكتب والتعريف بها ونقد بعضها ويستمر الكلام حتى جاء عنوان العلوم الاسلامية فبدأ بالقرآن والقراءات والتفسير والحديث والفقه والقضاء ومتفرقات في هذا الباب ثم اللغة العربية والأدب والفصاحة والبلاغة والشعر والشعراء ثم التاريخ فذكر جميع الدول التي كانت في القرون الثمانية الأولى بدءا بالاموية الى الدولة الصلاحية والايوبية، ثم اتجه الكلام على الملوك الصالحين ووزرائهم الى ان انتهى الكلام في السياسة الشرعية وأهل الذمة وبهذا ينتهي الجزء الثاني . ثم انتقل في الجزء الثالث وتصدر عنوان : الصلاح والصالحون فتناول سيماء الصالحين وسمتهم وصفاتهم ومن فوائد الصلاح وصحبتهم وامثلة على حياتهم وفضلهم وعنايتهم بالقلب ومعرفتهم لأسباب البلاء والذنوب وحالهم مع حاجات الانسان الضرورية كالأكل والمال والنوم ووصاياهم . . ثم انتقل إلى الكلام في الاخلاص والتقوى والتوكل والخوف والخشية والرجاء والصدق والمحاسبة والمراقبة وحسن الخلق والاحتمال والاحسان والأدب علاقته بالعلم والانفاق في سبيل الله والايثار والتعفف والتواضع والتوقير والاحترام والحساسية والشفافية والرحمة والرّقة والزهد في الدنيا وشكر النعم والصبر والصمت والعفة والقناعة والكرم والمداراة والمروءة والمواساة والوفاء ثم انتقل الى صفات المؤمنين وذكر منها الإنصاف ثم الترقي والتضحية والتنافس وحب الجماعة وكراهية الفرقة والمحافظة على الوقت والحكمة والذكاء والفطنة والشجاعة والعدل والعقل والعفو والفراسة وكتمان الأعمال الصالحة والنصح والهمة والورع واليقين ثم عرج على الصفات التي تطلب بقدر ومنها الحذر والحزن والدهاء والمكر والعتاب والغض والفخر والمزاح والضحك والندم والتزكية والمدح وانتقل بعد ذلك على الكلام في الأخلاق السيئة كالاستخفاف والبخل والعيب والسخرية والسعاية والوشاية والشتم والسب والطمع والطيش . . وغيرها . ثم ذكر آفات القلب واللسان كالأذية والجدل والمراء والجهل والحسد والخيانة والرياء والعجب والغيبة والفصول والكبر والكذب والنفاق وانتقل بعد ذلك على باب الحب والعشق وذكر في ذلك صورا على العشق المحرم وانتقل بعد ذلك الى باب اخبار النساء . . ثم باب الزواج ثم باب عناية الوالدين بالأبناء وبر الوالدين ثم الدنيا والعمر والوعظ والوعاظ . ثم العلاقة بالله ومظاهر حسن العلاقة بالله والاستسقاء والتوبة واللجوء الى الله حال التهديد . . ثم انتقل على باب المرض والموت والتعزية والتأبين ثم الرؤى . . ثم متفرقات ثم الأوائل والانشاد والغناء والبركة . وأبواب الجن . . والحظ والنصيب ثم الحنين الى الأوطان ومن ثم الرزق والشرف والمكارم وعجائب وغرائب وعقوبات ثم العمل والكسب عند السلف والعين والفرصة . . والقصص وكوارث واقطار وباب المبالغة واخر عنوان كان مفاهيم . وبعد ايها القارئ فهذا كتاب الفوائد الغراء خلاصة الثمان مائة سنة الأولى فيه من الاخبار العجيبة والكلمات الرصينة . . والله نسأل ان يجعله كتابا مباركا يضفي رونقا وبهاء في المكتبة العربية والإسلامية .