تمثل زيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للبيت الأبيض استراحة تحظى بالترحاب بعد أسبوع شهد مقتل ستة جنود بريطانيين في تفجير نفذته حركة طالبان في أفغانستان ما كبد بريطانيا أسوأ خسارة في الأرواح تشهدها جراء هجوم لطالبان. وواجه كاميرون انتقادات خلال محاولة فاشلة لاطلاق سراح اثنين من الرهائن الأوروبيين من خاطفين في نيجيريا. من ناحية أخرى، يواجه تصدعاً في التحالف بسبب مسار تحقيق الانتعاش الاقتصادي وإصلاح أساسي للخدمات الصحية. واستقبلت الأنباء الواردة من الولاياتالمتحدة بأن الرئيس باراك أوباما يعتزم اصطحاب كاميرون إلى مبارة كرة سلة في إحدى الكليات بمدينة دايتون بولاية أوهايو على أنها إلهاء ترحيبي. وكتبت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن " حضور مباراة في دوري الجامعات الامريكى لكرة السلة يهدف للتأكيد على العلاقة الخاصة التي تربط الحليفين الرئيسيين وستسبق حفل عشاء رسمي غدا الأربعاء. وقال مسئولون بريطانيون إن الانتكاسات الأخيرة التي واجهها التحالف في الحرب فى أفغانستان على جدول الأعمال الفعلي للقمة (الأنجلو أمريكية)، إلى جانب الأوضاع الاقتصادية العالمية والقمع السوري الوحشي لمعارضي نظام الرئيس بشار الأسد. ويصل كاميرون وعقيلته سامانثا اليوم الثلاثاء إلى واشنطن لبدء زيارة رسمية تستغرق يومين ستمزج على الأرجح بين المحادثات السياسية وإعادة التأكيد على علاقات شخصية قوية بين "الزعيمين وعائلتيهما"، وفقا لبيان للبيت الأبيض. وقال البيت الأبيض إن الزيارة ستركز على الأهمية الأساسية للعلاقات الخاصة بين الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة.. بالإضافة إلى الصلة الشخصية القوية التي تطورت بين الزعيمين وعائلتيهما". وذكرت الصحيفة أنه يتوقع أن يناقش أوباما وكاميرون الأمور المتعلقة بقمتي حلف شمال الأطلسي(ناتو) ومجموعة الدول الثماني الصناعية، المقرر عقدهما في أيار/ماريو المقبل بالولاياتالمتحدة، إلى جانب قضايا الشرق الأوسط وإيران والاقتصاد العالمي. وفي بريطانيا، أثار الهجوم الأخير لحركة طالبان، والذي استهدف مركبة دورية مدرعة على الحدود بين إقليمي هلمند وقندهار، جدلا بشأن الجداول الزمنية للانسحاب وهدف ومبررات وجود قوات عسكرية في أفغانستان. وقال باري شيرمان، عضو البرلمان البريطاني عن حزب العمل المعارض، إنه على الرغم من عدم تأييده سياسة "الفرار" في أفغانستان، فإن الوقت قد حان لإجراء " نقاش جاد وتفكير ناضج" . وبذلت الحكومات البريطانية المتعاقبة جهودا حثيثة لإقناع الناخبين بالحاجة المتواصلة لإبقاء قوات في أفغانستان - ولن يمثل التحالف المحافظ - الليبرالي الذي يتزعمه كاميرون أستثناء. ويأتي الهجوم الأخير، الذي رفع العدد الإجمالي لحصيلة القتلى البريطانيين في أفغانستان إلى 404 قتلى، بعد زيادة في أعداد الضحايا في أعقاب نشر 20 ألف جندي من مشاة البحرية الأمريكية (مارينز) في أقليم هلمند ضمن زيادة في أعداد القوات الأمريكيةبأفغانستان.