القدس تئن أما سمعت أنينها .. وتنشد الألم والجرح من وطأة غازيها .. وتدمي القلوب حزنا على مآسيها .. خراب ودمار عاث المحتل فيها .. في القدس تاريخ وحضارة .. في القدس نور ونضارة .. في القدس أشجارً تبعث حياةً وأزهارا .. تنام وتصحو المدينة المقدسة في هذه الأيام على أصوات الجرافات والآليات " الإسرائيلية " وهي تدك الأرض وتحفر في الصخور وتهد القبور وتخرب الأساسات فيها ...ها هي المؤسسة الصهيونية تضرب بعرض الحائط كافة القوانين والمعاهدات الحامية لهذه المدينة وتقوم يوميا بتنفيذ مخططات تهويدية كبيرة وإقامة الأحياء والمعابد اليهودية فيها وذلك بهدف التغيير من واقعها وتاريخها الإسلامية العريق .. أسوار القدس الشامخة تمثل الهدف الأكبر للمؤسسة الصهيونية لتهويد المدينة، فهذه الأسوار قد بنيت لحماية هذه المدينة من الأخطار المحدقة بها، ولطالما وقفت هذه الأسوار صامدة تدافع عن القدس وتذود عنها الطاغاة والطامعين .. ها هو مسلسل التهويد مستمر بحق هذه الأسوار وبحق المدينة المقدسة، فالحفريات متواصلة أسفل أساسات المسجد الأقصى وبناء المراكز والأحياء اليهودية مستمر، والأخطر من ذلك ما كشف عنه مؤخرا أن المؤسسة " الإسرائيلية" تُسرِّع من عمليات حفر شبكات الأنفاق الممتدة أسفل القدس والمسجد الأقصى المبارك، وذلك باستخدامها مواد كيميائية لإذابة الصخور التي تحمل المسجد وذلك في محاولة لإنشاء شبكة من الأنفاق حسب مخطط تلمودي إسرائيلي تهويدي، كما أن الهدف من استخدام المواد الكيميائية هو العمل على التآكل المتسارع جداً للطبقة الصخرية التي تحمي المسجد الأقصى المبارك، أو للعمدان الصخرية التي تقوم عليها أساسات المسجد الأقصى. إن القدس تعيش خطرا كبيرا وهي بحاجة لصحوة عربية إسلامية من أجل إنقاذها من المشاريع الصهيونية التهودية الهادفة إلى تدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم، كما تواصل " إسرائيل" المصادقة على مخططات بناء مراكز صهيونية في القدس، وتعمل على تكثيف البناء اليهودي بأحياء القدس الصامدة، وذلك بهدف تغيير الواقع الديمغرافي والجغرافي للمدينة وتمهيدا لترحيل أهلها الأصليين عنها، خاصة أن هذه المخططات تشكل خطراً كبيراً على المخطط العام للمدينة المقدسة، وتعمل على طمس تاريخ وهوية المدينة المقدسة وعراقتها الإسلامية الخالدة كما صادقت المؤسسة الاحتلالية حديثا على بناء مجمع سياحي يهودي كبير سيضم صالات عرض وقاعات مؤتمرات وكافيتريا ومحل تذكارات على مساحة 5 آلاف متر مربع، فيما تشرف الجمعيات الصهيونية على إقامة هذه المشاريع التهويدية في المدينة المقدسة والتي تسعى دوما إلى زيادة وتكثيف الاستيطان في القدس .نحن اليوم أمام مخاطر كبير تداهم المدينة المقدسة وتعمل على تنفيذ المخططات التهويدية بحقها،