لا يمكن لأي عابر بشرق جدة إلا وأن يرى مقدار حجم النظافة، الذي تتولاه "أمانة جدة" ومن خلال المشاهدة بالعين المجردة، والشعور بالأذى من الروائح الكريهة لابد وأن يتذكر ما يرى تلك التلال من النفايات عهوداً مضت من التقصير الذي كانت تمارسه أمانة جدة، ثم يتساءل بمرارة هل الأيام تكرر نفسها أوتجتر ذاتها.. وعلى أية حالة فإن ما نقدم من سطور كان من وحي رؤية السيد علي المطيري أحد الذين لقيتهم في حي المساعد، وقد رمقي التقط عدة صور فوتوغرافية توضح (مستوى) النظافة في ذلك الحي الذي يعد بوابة لجهة من جهة الجنوب ومن خلال حديثي مع عدد من السكان الذين تصادف وجودهم في تلك الأصبوحية من يوم أول من أمس، كان الرأي الذي يخامرهم أن الأمانة - أمانة جدة - تمارس تقصيراً واضحاً معهم، وهم سكان ذلك الحي الملاصق تماماً لطريق الحرمين، فما بالك بالأحياء الخلفية الأخرى في الصواعد والبستان وفي الحرازات وغيرها. هم يرون أن "الأمانة" تزعجهم أشد الازعاج بتلك الارتال الكبيرة من النفايات التي تكومت أمام دورهم وتظل عدة أيام دون أن تطرق المكان عربة نقل النفايات، وبين الحلم بإزالة تلك المناظر الكريهة للعين والأذن، وبين الوصول المتأخر لسيارة نقل النفايات، تكون تلك الأكياس المملؤة بالقمامة وبعضها ممزق ومتهتك تكون الروائح قد ملأت المكان وآذان النفوس وتسببت في نشوء الميكروبات والجراثيم والحشرات الصغيرة. ثمة من يتحدث بحسن نية قائلاً: هل انتهى عقد أمانة جدة مع شركة النظافة مثلاً بحيث لم يعد هناك متعهد بإزالة نفايات الحي، إلى من يتحدث عن وجود تراخٍ ظاهر بين مراقبي الأمانة والشركة، ولما عرفت الشركة بضعف المتابعة صارت تتصرف بتلك الصورة المخجلة. وكان من بين الملاحظات في ذلك المكان أن أعمدة الإضاءة في الحي تكون في وضع جيد لعدة أيام ثم توقف لأسابيع، وهكذا ومثل هذا الحال وأيضاً حال النظافة يمكن لهما وحدهما أن يعطياك مؤشر حجم ما يحمله الناس من معاني عن (خدمات) أمانة جدة لهم. وهم يتساءلون لماذا لا يجلس معنا رئيس فرع البلدية بأم السلم وينظر لمطالبنا، لكنهم لم يسألوا عن المجلس البلدي لمعرفتهم (بجدواها) ويسألون هل (يمكن) لأمين جدة أن يسمع صوتنا؟.