ليس ذنب الأهلي أن لديه رجال يفهمون في القوانين والأنظمة، وليس ذنب الأهلي أن من حوله من المنافسين يفكرون بالأقدام، وما قرار لوزان بحق رئيس الشباب وخطابه الا تأكيد على أن الأهلي لا يكتفي بتقديم دروسه في الملعب بل حتى من خارجه. وهنا يكمن الفرق بين ركل الكرة بالعقل وركل الكرة بالقدم فقط. وعندما نقول الأهلي يجب أن نتذكر بأن الأهلي أول من قام بتجنيس اللاعبين، فكرة القدم وضعت لتكون للجميع وليست حكرا على عرق أو مذهب، وهو أول من اسس مفهوم المدارس الكروية والاهتمام بالنشء وامتد هذا الاهتمام ليشمل موسوعة الألعاب في الأهلي، وهو الأول بين اقرانه في فتح باب الاستثمار من خلال تخصيص اكثر من هيئة للإشراف على مشروعات النادي، وجلب العديد من مكاتب الاستشارات لصناعة مستقبل القلعة، وهو أول من فكر في استثمار التجربة البرازيلية باستيراد وتصدير اللاعبين وقبلهم بالطبع المدربون، بل نجح في تحويل لاعبيه لراقصي سامبا في الملعب في وقت كان فيه المنافسون يلعبون بطريقة (طقها والحقها) وذلك من خلال اسبقيته في استقدام كم كبير من المدربين البرازيليين ليصنعوا من الأهلي تحفة العصر والزمان. بل يكفي أن نذكر بأن الأهلي عندما فكر في استثمار التواجد الرابح للتوانسة في مونديال 78 رافقه فيما بعد الهلال والاتحاد، وهاهو ابن الأهلي دياب يصبح المسؤول الكبير في الكرة التونسية، وتلحظون مما سبق بأن معظم هذه القرارات سنها مؤخرا اتحاد الكرة كتأكيد على أن الأهلي لا يكتفي بنفسه بل يفكر من أجل صناعة مستقبل الآخرين، وهذا مايجعل الأهلي يسبق الجميع في تحويل كرة القدم من لعبة لمصنع للكفاءات والقدرات التي جعلت من المليك ينصف هذا الفريق أخيرا ويطلق عليه لقب "السفير"، وهنا يكمن الفرق بين الأهلي ومن لازالوا يعيشون ويعشعشون في زمن الملاعب الترابية، كل ما اخشاه أن يخرج علينا من يؤكد بأن نفوذ الأهلي امتد للمحكمة الدولية. باختصار كرة العقول تكسب في ملاعب الأقدام. فواصل قاد تشجيع مانشستر يونايتد حافظ المدلج ليصبح رقما صعبا في دورينا، فهل يقود تشلسي مصطفى الأغا وليفربول علي الزين لدورينا مستقبلا!! تبادل حسن معاذ ورئيسه الادوار في حرب التصريحات المشتعلة وظهر الرئيس لاعبا واللاعب رئيسا. تخيلوا الرئيس يهدد لاعبه واللاعب يطالب الرئيس أن يكون وطنيا ويؤجل الحديث عن انتقاله من أجل منتخب الوطن، هناك فرق بين من يسدد بعقله ومن يفكر بقدمه!! انتظرنا أن يكون رئيس رابطة دوري المحترفين منتخبا ففاجئنا قرار المايك بالبطارية، كيف تنجح الرابطة ورئيسها يمثل السلطة في وجه الأندية؟! مخرج كنا ننتظر الأخضر قبل المباراة بشهر، ونحتفل بعدها شهر، ونظل نتجاذب اطراف الانتصار شهر، كنا وكان الأخضر، غبنا وغاب الأخضر. (الاقتباس من قصيدة شهر لعبدالرحمن بن مساعد) . Twitter:@f_a_alghamdi