مصادفة التقينا مع عدد من «العرب» المتواجدين في أمريكا في مدينة «روشستر» أكثرهم جاء من أجل «العلاج» في المركز العالمي «مايكو كلينك» المركز الرئيسي لمايو وبعضهم جاء في زيارة من الطلاب المبتعثين للدراسة في امريكا سواء من «مينابلي» التي تبعد عن روشستر 80 كيلو متراً أو من غيرها وكانت الأحاديث من هنا وهناك عن «الفوارق» التي وجدوها في أمريكا والموجودة في أوروبا والتي لا توجد في بلادهم. بلاد الحقوق تحدث أحد الإخوة مركزاً على مسألة «الحقوق» وأنها «مضمونة» في أمريكا دون تمييز ودون أن يكون للمحسوبية دور فيها وضرب مثلاً بقصة حادث حصل له مع شخص أمريكي وأن المحكمة ضمنت حقه ولم تنظر إلى أنه «أجنبي» أو من غير أبناء أمريكا. القانون آخر قال إنه «القانون» إنه «العدل» المطبق على الجميع وأسهب في تأكيد ذلك وهو يقول انظروا إلى الشارع وإلى المحلات التجارية وإلى الأسواق طوال اليوم من يتجرأ على كسر القانون أو التعدي أو التجاوز على الآخرين؟ الكل هنا يخشى القانون ويحسب له ألف حساب ولا يقدم على تصرف إلا بعد أن يفكر أكثر من مرة لأنه يعرف أن «القانون» لا يرحم ولا يعرف «التمييز» بين أمريكي ومقيم هنا في أرض «الحقوق» كما أطلق عليها. التمييز متحدث ثالث قال إن مشكلتنا في العالم العربي «التمييز» والفوارق والمحسوبية حتى إن هناك من ممكن أن يُطبق عليه القانون وهناك من لا يستطيع أحد أن يطبق عليه النظام وضرب مثلاً بأن الرئيس الأمريكي السابق «بوش» أراد أن يدخل إلى «ملعب رياضي» في غير الوقت المحدد له فوجد «حارس الملعب» يمنعه من الدخول وهو يعرف أنه أمام الرئيس الأمريكي ويعتذر له ويطلب منه أن يحضر في الأوقات الرسمية للدخول.. وتساءل هذا الشخص من يستطيع في بلادنا أن يمنع «موظفاً معروفاً» أو صاحب سلطة حتى لو كانت متواضعة من ألا يتجاوز النظام بل إن هناك في بلادنا من يُحاسب مطبق النظام على ما يمكن أن يسمى «جراءة» على منع «هذا المسؤول» أو «التنفيذي» من عمل ما يريده حتى ولو كان ذلك «كسراً للنظام». المرأة سألت أحد الحضور عن «المرأة» وقيمتها وضمان حقوقها في أمريكا فقال أنا أتواجد من سنوات في أمريكا ولي زيارات للعديد من المدن ورأيت أن المرأة في أمريكا تجد حقوقها كاملة دون «تمييز» بل لها مشاركتها في العديد من الأعمال مع الرجل وإن كان هناك «فارق» من أن المرأة الأمريكية تعمل في كل الأعمال التي لا تتفق مع ديننا وعاداتنا في بلادنا لكنني أتمنى أن أجد المرأة -يقول المتحدث -»تنال حقوقها» في بلادنا سواء حرية التصرف أو مراجعة الإدارات الحكومية أو «السفر» في سن محددة. حماية المرأة وقال آخر إن المرأة هنا لا يستطيع أي شخص أن يتعدى عليها أو على حريتها وكرامتها لأن القانون «صارم» ولا يقبل أن تهان المرأة لذلك الصورة الحقيقية هنا أن المرأة تجد من يناصرها بقوة ونصوص «القانون». عربي في أمريكا أحد الحضور سأل سؤالاً وأجاب عليه قال ما يحزنني إن العربي إذا حضر إلى أوروبا وأمريكا «بلاد الغرب» بصفة عامة تجده يلتزم بالتعليمات بدقة سواء المرور أو التصرف أو ضبط رغباته في ذات الوقت لا تجده بهذه الصورة في بلاده وهو أقرب «للفوضى» وعدم الالتزام وأرجع السبب إلى أن «القانون» وإن كان موجوداً في بلادنا لكنه لا يطبق لذلك فإننا نتصرف بما نريد ولا نخشى شيئاً لأن «هواتف» الواسطة كما يقول تعمل للشفاعة الأمر الذي لا نراه في أمريكا.. ولو أننا أعدنا العمل بالقانون لما وجدنا من يتجاوزه ولوجدنا أن الصورة «الأمريكية والأوروبية» انتقلت إلى بلادنا.. لكن ختم حديثه بقول «لا أتوقع ذلك»!! النتيجة خلص الإخوة بعد العديد من الآراء والأفكار والرؤى إلى أمر واحد وهو أن الضعف والتراخي في تطبيق القانون هو السبب الرئيسي الذي تعاني منه بلادنا، لكن أحد الإخوة قال لماذا لا نطبق تجربة «دبي» فهي تطبيق القانون بقوة دون تمييز لذلك فإن أبناءنا إذا ما ذهبوا إلى «دبي» يعيدون صياغة تصرفاتهم حتى عودتهم بمعنى أن القدوة موجودة.. لكن غير الموجود وهو ما أجمع عليه الإخوة الذين تحدثوا عدم وجود من يطبق القانون على الجميع ونؤكد «على الجميع».