لقد ضرب مجانين الأهلي أروع أمثلة التعامل السليم وقت ما يتطلب الوضع ذلك، كيف لا، وهم تلاميذ مدرسة الراقي، الذين تربوا على حب الأخضر منذ نعومة أظافرهم. رغم هزيمة الفريق من الاتفاق، وفي الثواني الأخيرة، وبضربة جزاء، تسببت في خروجهم من بطولة كأس ولي العهد، إلا أن هذا لم يحرِّك مقدار شعرة في ثقة مجانين الأهلي بلاعبيهم أو الجهاز الفني أو الإداري المشرفين على الفريق، لأن مجانين الأهلي لديهم ثقافات ومنها ثقافة الهزيمة، وأثبتوا ذلك من خلال تشجيعهم للّاعبين بعد نهاية المباراة، ومؤازرتهم كي لا تؤثر نتيجة هذا اللقاء في المباريات القادمة والمهمة في دوري زين، كما أن تشجيعهم للّاعب جفين البيشي، وهو المتسبب في ركلة الجزاء، يعتبر قمة التعامل الإنساني الرياضي، كي لا يُحمِّل اللاعب جفين نفسه المسؤولية عن خروج الفريق من البطولة. إن هذا التعامل الراقي بين الجماهير واللاعبين، وخصوصاً في ظروف سيئة كالتي مَّر بها الفريق الأهلاوي في مباراة الاتفاق، لم نشاهدها في أنديتنا المحلية ولا العربية، بل نشاهد الجماهير تسخط وتشتم اللاعبين والجهاز الفني والإداري، وتطالب بإقالة بعضهم، وكأن خروجهم من إحدى البطولات يُعتبر نهاية العالم، وبعض الجماهير تغادر المدرجات قبل نهاية المباراة، في إشارة واضحة لعدم الرضا عن النتيجة أو المستوى أو كليهما معاً، بعكس تعامل مجانين الأهلي والذي لا يحتاج إلى وصف أو تعليق لأن الجميع شاهد اللوحة الجميلة التي رسموها بعد المباراة. هنيئاً للراقي بهذه الجماهير الوفية، والتي تعطي دروساً مجانية لجماهير الأندية الأخرى في كيفية التعامل مع فريقها في حالات الفوز ووقت الأزمات. للتواصل : [email protected]