صحيفة "مير نوفوستيه" تقول إن نهاية العام الماضي، كانت مليئة بالأحداث السياسية الصاخبة، التي أججتها الانتخابات البرلمانية الروسية الأخيرة. فهل ستستمر هذه الحالة في العام الجديد؟ وفي معرض بحثها عن إجابة عن هذا السؤال: استعانت الصحيفة بعدد من كبار الساسة والمرشحين للرئاسة في روسيا. منهم فلاديمير جيرينوفسكي زعيم "الحزب الليبرالي الديموقراطي الروسي"، والمرشح عن الحزب للانتخابات الرئاسية. يرى جيرينوفسكي أن العام الجديد سوف يحمل لروسيا اضطرابات سياسية كبيرة. ومن غير المستبعد أن يستقيل الرئيس دميتري مدفيديف قبل نهاية شهر يناير الجاري. ويتوقع جيرينوفسكي أن تهبط أسعار النفط، في النصف الثاني من العام الجاري، إلى مستوى 40 دولارا للبرميل، لتغرق البلاد، بعد ذلك، في بحرٍ من المشاكل الاقتصادية الحقيقية الكبيرة. أما غينادي زيوغانوف زعيم الحزب الشيوعي الروسي، والمرشحُ عن الحزب للانتخابات الرئاسية، فتوقع أن تحل بروسيا أوقات صعبة للغاية، ابتداء من الربيع القادم. وعبر عن ثقته بأن البلاد سوف تشهد نشاطاً سياسياً جماهيرياً كبيراً، خلال العام الجاري، يؤدي إلى توسيع نطاق الحريات الديموقراطية. وأوضح زيوغانوف أن السلطة الحالية لن يكون بمقدورها أن تستمر في حكم البلاد، بنفس الأساليب التي درجت على اتباعها في الأوقات السابقة. لهذا سوف تكون نسبة الخداع والمراوغة أقل بكثير من ذي قبل. وهذا الأمر، سوف يفرز جملة من المشاكل الجديدة، ستضع الرئيس ورئيس الوزراء الجديدين في موقف لا يحسدان عليه. ومن جهته، يؤكد النائب في مجلس الدوما غينادي غودكوف، أن السؤال الرئيسي الذي من المفترض أن يطرحه كل مواطن شريف على نفسه، يجب أن لا يتعلق بهوية المرشح الذي يسعى للوصول إلى سدة السلطة في العام 2012، بل ببرنامج ذلك المرشح، ومدى واقعية ذلك البرنامج وقابليته للتطبيق. لأن روسيا أصبحت اليوم بحاجة ماسة إلى اصلاحات حقيقية. وأصبح مصير البلاد مرهونا بإجراء إصلاحات جذرية، أكثر من أي وقت مضى. ومن المؤكد أن الإصلاح الحقيقي سوف يحصل، لكن في أواخر السنة الجارية، وبعد أن تجتاح البلاد موجة من الاضطرابات والصراعات. لكن ذلك لا يعني أن الأمور يمكن أن تصل إلى حد الحرب الأهلية. ويقول رئيس هيئة رئاسة المجلس الروسي للسياسات الخارجية والدفاعية سيرغي كاراغانوف، إن من المتوقع أن تصل إلى السلطة في الولاياتالمتحدة، حكومة رجعية انتقامية، سوف تتسبب بأضرار جسيمة لأمريكا نفسها بالدرجة الأولى. أما في الشرق الأوسط، فإن خطر نشوب حرب شاملة يتزايد بشكل كبير. وفي الصين، ستبدأ أعمال شغب على خلفية اقتصادية، لأن سلطة الحزب الشيوعي الصيني ضعفت بشكل كبير، وأصبحت الصين في مرحلة مشابهة للإتحاد السوفييتي في عام 1989، أي قبل الانهيار. لكن في عام 2012، سوف يتسلم مقاليد الأمور في ذلك البلد زعيم جديد، وليس من المستبعد أن ينتهج ذلك الزعيم أيديولوجيا جديدة أيضاً، لتصبح الصين من خلالها أقرب إلى روسيا، وهذه حقيقة إيجابية للغاية.