سفير الوطن النادي الأهلي لا شك أنه عاد لإمتاع الجماهير على كافة ميولها وأضاف مع ذلك الإبداع شيئاً آخر وهو القدرة على الحصول على نتائج مقنعة ، وبمعنى آخر أنه عاد لتقديم المستوى مع ضمان الحصول على النتيجة ، وتقديم المستوى والنتيجة معاً لا شك أنه مطمع كل نادي ومطلب كل رياضي ، وفي جميع المنافسات الرياضية. صحيح أن الإبداع والفن الكروي لم يغب عن سماء الأهلي وهو في أحلك الظروف واسواء النتائج ، وكان ذلك محل استغراب ودهشة كل المتابعين مستوى راقٍ ونتيجة سلبية ، وتقديم المستوى لا يشفع لأي نادي ولا يغني عن بطولة ونتيجة إيجابية ، فالمستوى وحده لا يشفع لأي نادي لكن الأهلي اليوم حقيقة بمستواه ونتائجه هو غير نادي الأهلي بالأمس ، فالمتابعون يجدون أنه يقدم المستوى الراقي مع النتيجة الإيجابية . هذا النمط من المستويات والنتائج وبعد أن شارك الهلال في صدارة الدوري فقد هب كثير من حملة الأقلام وتتسابقوا في القول على أن بطولة الدوري أهلاوية وهذا القول بالجزم على أن بطولة الدوري أهلاوية ليس صحيحاً ، ففي عالم الكرة قد تأتي الأيام بما لم يكن في الحسبان ، فخطأ تحكيمي وحده كافياً لتغيير مسار البطولة فما بالك وهناك عوامل أخرى تتحكم في النتائج ، ومن ثم فتلك العناوين التي جاءت في بعض الصحف وبالخط العريض لتؤكد وصول الأهلي لبطولة الدوري ، فيها مغالاة بل قد تكون مغالطة ، لأن ترشيح الأهلي لنيل البطولة مع أن الدوري لا زال في منتصف الطريق ، والتنافس بين أندية المقدمة قوياً ، والفارق النقطي بين الأربعة المتنافسين على الصدارة ليس بالفارق الكبير فضلاً عن ذلك كله فقد بقي من الدوري إحدى عشرة مباراة أي أن هناك في رصيد بنك الدوري ثلاث وثلاثون نقطة لا زال التنافس عليها قائماً وشديداً بين الأندية ، ولن يكون الحصول عليها كلها أو معظمها بالأمر السهل . وكل نقطة تذهب تتضاءل معها فرصة الحصول على البطولة ، وبخاصة أن الأندية المنافسة للأهلي أندية لا تعرف التهاون ولا التراخي ، ولديها من القوة والعوامل ما لدى الأهلي أو أكثر ، ومن هنا فلا يمكن الجزم بحصول الأهلي على البطولة والحال كذلك . أن الذين يجزمون بأن بطولة الدوري للأهلي أو أنهم يرشحونه للبطولة حالهم دون شك لا يخلو من أمرين : إما أنهم محبون للأهلي ويريدون أن تكون هذا الترشيحات وقود لدعم مسيرته في الدوري وتشد من أزره وتشجيعه لمواصلة هذه الانجازات والنجاحات والمستويات ، ولكنها هنا تخطئ الطريق الصحيح ، فمثل هذه الترشيحات قد يكون لها سلبيات على اللاعبين بحيث يركنون إلى ذلك ويترسخ في أذهانهم أنهم فعلاً قد ضمنوا الدوري ، وبالتالي ينامون على مخدة الترشيحات فلا يفيقون إلا بعد فوات الأوان . ومن ثم فإن هؤلاء قد اضروا بمسيرة الفريق من حيث أرادوا تشجيعه ومؤازرته . أو أن هؤلاء الذين يجزمون بوصول الأهلي للبطولة هم من المتربصين به خارج الأسوار ويتمنون سقوطه وخروجه من الدوري دون بطولة ، فيحالون إيهام اللاعبين بمثل هذه الأقوال سعياً وراء إدخال الغرور في نفوسهم والاستسلام للترشيحات وتناسي المنافسين من حولهم ، وعدم احترام الخصوم في الميدان والاستهانة بهم ونتيجة مثل الأمر معروفة مسبقاً وهي السقوط المريع . والفشل الكبير . والتجارب كثيرة ونتائجها مريرة ومؤسفة ، فكم من ناد خرج من بطولة كانت قريبة منه قاب قوسين أو أدنى فجاءت الترشيحات من كل حدب وصوب واستسلم ذلك الفريق لهذه الترشيحات وتناسى أن خصمه يسعى لذات الهدف ثم أفاق على صدمة كبيرة فوجد البطولة ذهبت لغيره .