تحدث الكثيرون عن المستويات الكبيرة التي يقدمها فريق الأهلي الأول لكرة القدم هذا الموسم وحلل البعض وأشاد وأُعجب البعض الآخر بالمستويات الراقية التي يقدمها الفريق مع مدربه التشيكي جاروليم وأتفق الجميع على أن ( أهلي 2011 – 2012 ) يختلف تماماً عن الاهلي سابقاً وأسترجع الكثيرون أهلي السبعينيات ومطلع الثمانينات أهلي دابو والصغير والخوجلي وكيال وأبو داود تلك الأسماء التي رسخت أسماءها بحروف من ذهب في تاريخ الراقي. فهل يعيد أهلي الجاسم والمسعد والموسى بالإضافة للعلامة الفارقة فيكتور وكماتشو والحوسني تلك الامجاد ويعود معها الزمن الجميل لذاكرة الأهلاويين الذين بدأوا في استرجاعها من خلال عودة الكبار من الأهلاويين لمشاهدتهم في المدرجات خلال المباريات وأحاديث هؤلاء الذين لا حديث لهم في مجالسهم سوى عن الأهلي ومستوياته وموقعه في سلم ترتيب دوري زين . ولعل حديث اللاعب الدولي الكبير تيسير الجاسم عقب مباراة فريقه في الجولة الماضية أمام النصر والتي كسبها الفريق وعند سؤال مذيع قناة الرياضية عما إذا كان الأهلي استفاد من تعادل الشباب والهلال فرد ذلك القائد بالقول " نحن لا نلتفت لنتائج الفرق الأخرى وتركيزنا على مبارياتنا التي نحرص على حصد نقاطها و" لو ألتفتنا للفرق الأخرى ونتائجها فلن نحقق شيئا في الدوري " ، وبهذه الإجابة المختصرة في أحرفها شرح الجاسم كيف وصل الأهلي في هذا الموسم لقمة مستوياته الكروية بعد ان اعاد ترتيب أوراقه وتوفق القائمون عليه في جلب مدرب كان بالفعل هو رجل المرحلة ، ومن يدخل في دهاليز هذا الفريق ويقترب من لاعبيه أكثر يعرف كيف يصنع الوئام والمحبة بين أعضاء الفريق الواحد فريقاً لا يقهر فريق جماعي يلعب كرة قدم حديثه كل لاعب يبحث عن تميز زميله قبل تميزه الشخصي هذا هو حال لاعبي الأهلي حالياً بعد أن تخلصت الإدارة التي وضعت يدها على مكمن الخلل منذ الموسمين من لاعبي الامزجة والشللية الذين خلقوا داخل النادي أجواء غير صحية واعتمدت على لاعبي الصفوة ذو المستويات الفنية الرفيعة والالتزام الاحترافي والأعمار السنية المتقاربة لتخلق تركيبة جيل جديد سيطعم في القريب العاجل بلاعبين من الأولمبي المتميز في دوري كأس الأمير فيصل بن فهد لتشكل الإدارة بذلك نواة جيل جديد في الأهلي بدأت تبرز ثماره في هذا الموسم . بصمات فنية لجاروليم لقد اتسمت مسيرة الفريق هذا الموسم بالقوة من بدايتها والإعداد والتحضير الجيد وكان للأجهزة الإدارية والفنية فضل كبير في تلك البداية فالإدارة قامت بتعاقد مع التشيكي جاروليم وأجهزته الفنية منذ وقت مبكر كما تعاقدت مع صانع الألعاب المميز البرازيلي كماتشو رغم الانتقادات الكثيرة التي واجهتها الإدارة من الإعلام عند التعاقد معه بالإضافة للمميز الكولمبي خايرو بلامينو لتصنع الإدارة عموداً فقرياً قوياً للفريق ولم تلتفت للأصوات المطالبة بالتعاقد مع مدافع أجنبي مبدية ثقتها الكبيرة والمطلقة في المدافعين المحليين ونتج عن ذلك تألق لافت لمدافعي الأهلي هذا الموسم حيث لم يدخل مرمى الفريق سوى 13 هدافاً في 15 مباراة بعد التنظيم الرائع الذي صنعه جاروليم في خط الدفاع من خلال إعادة تأهيل هؤلاء المدافعين بالتركيز على تنظيمهم وهيكلة خط الظهر بأكمله وتوزيع المهام وخلق الانسجام فيما بينهم . وكانت بصمات الجهاز الفني ظاهرة من بداية الدوري وتشكلت أكثر مع استمرار الفريق في المباريات والجولات حيث أن معظم المباريات حتى التي تعثر بها الفريق كان الأفضل فنياً باستثناء الخسارة من الهلال في الجولة الرابعة من الدوري والتي كانت الكبوة الوحيدة للفريق هذا الموسم فكل المحللين والنقاد والمتابعين أجمعوا أن الأهلي هو الفريق الأفضل فنياً في الملعب من خلال الانضباط التكتيكي في جميع خطوطه مما مكنه من تقديم تلك العروض الفنية الراقية التي جعلت الراقي يعتلي الصدارة وينافس بشراسة على البطولة التي غابت عنه سنوات طوال . الأهلي يعيد العملاقة والقدامى للمدرجات وشهد هذا الموسم عودة العملاقة من لاعبي الاهلي القدامى لمدرجات الأهلي من أمثال هداف الأهلي التاريخي حسام أبو داود وعدد من اللاعبين الذين كانت لهم بصمات مع الأهلي بل شملت العودة كذلك الجماهير من كبار السن الذين لم يأتوا للمدرجات منذ زمن طويل ولسان حالهم يقول ( اشتقنا يا أهلي والله اشتقنا ) ذلك عودة الأهلي لتوهجه القديم.