بدأ وزير الخارجية البريطاني وليام هيج زيارة تاريخية الي ميانمار -أمس الخميس-لتقييم اصلاحات "مشجعة" بدأتها القيادة المدنية للبلاد لكن مسؤولين قالوا انه سيحدد شروطا لرفع العقوبات. وزيارة هيج التي تستمر يومين هي اول زيارة يقوم بها وزير خارجية بريطاني منذ ان تولى العسكريون السلطة في بورما السابقة في 1962 . ووصل هيج الي نايبيتاو -العاصمة التي بنيت سرا قبل ست سنوات- حيث سيجتمع مع الرئيس والقائد السابق للمجلس العسكري الجنرال ثين سين في وقت لاحق من اليوم. وسيسافر الي يانجون المدينة الرئيسية حيث من المنتظر ان يجري محادثات غدا الجمعة مع اونج سان سو كي زعيمة الحركة المطالبة بالديمقراطية والفائزة بجائزة نوبل للسلام. وقال هيج في بيان "هذه الزيارة... اصبحت ممكنة بعد الخطوات الاخيرة المشجعة التي اتخذتها الحكومة البورمية." "انا أزور هذا البلد لتشجيع الحكومة البورمية على مواصلة طريقها للاصلاح وتقييم ما الذي يمكنه ان تفعله بريطانيا لدعم هذه العملية." وتأتي زيارة هيج للمستعمرة البريطانية السابقة في اعقاب زيارة لوزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الشهر الماضي وسط بوادر على ذوبان الجليد في علاقات ميانمار مع الغرب. واثناء زيارتها وعدت كلينتون بدعم ملموس من واشنطن إذا اطلقت ميانمار سراح المزيد من السجناء السياسيين وقدمت مزيدا من التنازلات بما في ذلك فتح حوار مع الانفصاليين العرقيين. وقال مسؤول بريطاني في لندن قبل ان يغادر هيج الي ميانمار ان بريطانيا ستسعى داخل الاتحاد الاوروبي من أجل تخفيف العقوبات إذا حدث تقدم مهم في ثلاثة اهداف مهمة.. إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الباقين واجراء انتخابات حرة ونزيهة في ابريل نيسان واشراك الجماعات العرقية في التيار الرئيسي للعملية السياسية. واطلق سراح 12 معتقلا سياسيا فقط هذا الاسبوع بين 900 سجين افرج عنهم كبادرة على حسن النية في يوم الاستقلال. وما زال ما يصل الي 600 سجين سياسي خلف القضبان. وفي كلمة بثتها وسائل الاعلام الحكومية يوم الاربعاء بمناسبة استقلال بورما السابقة عن بريطانيا في الرابع من يناير كانون الثاني 1948 حذر ثين سين "الدول القوية" من محاولة التعدي على "استقلال وسيادة" الدول الاضعف وهي تعليقات نمطية للمجلس العسكري الذي كان يحكم البلاد. وأطلقت ميانمار اصلاحات جذرية منذ ان سمح لحكومة مدنية بتولي السلطة في مارس اذار الماضي بعد ان حكم العسكريون البلاد لنصف قرن تقريبا. وقال مسؤولون بريطانيون دون ذكر تفاصيل ان هيج سيعلن اثناء الزيارة عن معونة لميانمار. وتعهدت بريطانيا بانفاق 185 مليون جنيه استرليني (290 مليون دولار) على المعونات لميانمار في الفترة من 2011 الي 2015 . وتقدم بريطانيا معونتها من خلال منظمات دولية او هيئات خيرية وليس من خلال حكومة ميانمار.