تحدثنا كثيرا عن ظاهرة " المستقلين" على الساحة السياسية الفلسطينية، ودون الخوض في الموضوع مرة أخرى ومهاجمة من يدعون الاستقلالية فإننا نؤكد بأن شعبنا الفلسطيني لا يثق في أكثر من 90% من مدعي الاستقلالية. هناك نوع آخر من الناس أو من الشخصيات الهامة في المجتمع التي تتلون وتتبدل حسب الظروف ما بين الاستقلالية والانتماء،فحين الرخاء وإقبال الدنيا بمغانمها هم أكثر الناس حزبية وانتماء، ولكن وقت إدبار خيرها الدنيوي فهم مستقلون لا يمتون من قريب أو بعيد بأي تنظيم فلسطيني، منهم يتخلى خوفا من المغارم وآخرون طمعا بمغنم بعيد عن الحزبية، أي في مرحلة تكون تجارة المستقلين رائجة كما هو الحال الفلسطينية الآن وهذا سلوك تسلقي مجمع على كراهيته ورفضه من كل فئات الشعب الفلسطيني. يظن المتحولون بأنهم يخدعون الناس والفصائل وهم في الحقيقة لا يخدعون إلا أنفسهم وبعض قصيري النظر، ولكن خطرهم قد يضر الجميع، فالمتحول لا يخدم إلا نفسه ولا يعمل إلا من اجل مصالحه الذاتية وحين تجتمع صفتا الطمع والجبن في إنسان فإن الخير منه قليل والشر غالب، وخاصة في العمل السياسي المرتبط بمصالح الوطن والمواطنين والقضية الفلسطينية،ولذلك،وفي الوقت الذي لا يمكن فيه إصلاح المتسلقين، يجب التحذير منهم ومن خطرهم، حيث لا منطق في تمسك فصيل فلسطيني بأحد أعضائه أو حتى قادته إن تبرأ الأخير من الانتماء إليه، فهذا لا يليق بالتنظيمات التي تحترم نفسها فضلا عن الندامة والخسران الذي هو نتيجة حتمية للتصرفات غير المنطقية. ختاما نقول بأن التمسك بالمبادئ في المنشط والمكره وفي السراء والضراء هي من أجلّ الصفات التي يتميز بها الإنسان،ولكن لمن لا يستطيعون ذلك فإن الاعتراف بالعجز والاعتزال أفضل من الطرق الملتوية والجري وراء زخرف الدنيا وزينتها أو مناصبها،وذلك لا يعني أن الارتباط الحزبي أو الفصائلي مقدس و آثم من قطعه، فالفصائل قائمة على أفكار وسلوكيات إن اختلت أو لم يعد هناك قناعة بها فمن حق غير المقتنعين باعتزالها أو التحول عنها لأفضل منها فكرا وسلوكا لا مصلحة ومنفعة ظرفية.