حثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون المعارضة السورية اليوم الثلاثاء على بناء مجتمع أساسه حكم القانون واحترام حقوق الأقليات لئلا تصبح سوريا بعد الآن خاضعة "لأهواء ديكتاتور". ووجهت كلينتون هذه الرسالة خلال اجتماع عقدته مع ستة من أعضاء المجلس الوطني السوري وهي جماعة معارضة تسعى لتمهيد الطريق إلى انتقال ديمقراطي للسلطة. وكانت احتجاجات سلمية مناهضة للأسد قد بدأت في سوريا قبل تسعة أشهر مستلهمة ثورتي الربيع العربي في تونس ومصر وأخذت تقترب من حافة حرب أهلية مع تنظيم جماعات معارضة مسلحة لصفوفها. وتقول الأممالمتحدة إن ما لا يقل عن 4000 شخص لاقوا حتفهم خلال أعمال العنف في سوريا. وقالت كلينتون وهي تجلس قبالة ستة من أعضاء المجلس الوطني السوري داخل فندق في جنيف "يتضمن الانتقال الديمقراطي أكثر من إزالة نظام الأسد. إنه يعني وضع سوريا على طريق حكم القانون وحماية الحقوق العالمية لكل المواطنين بغض النظر عن الطائفة أو العرق أو النوع." وكان ينتظر أن ينضم إليهم في وقت لاحق معارض سوري سابع لم يشأ أن تعرف هويته لأسباب تتعلق بالأمن. وقالت كلينتون "تدرك المعارضة السورية الممثلة هنا ان الاقليات في سوريا لديها اسئلة وبواعث قلق مشروعة بشأن مستقبلها وينبغي طمأنتها على ان سوريا ستكون افضل في ظل نظام من التسامح والحرية يوفر فرصا واحتراما وكرامة على أساس التوافق لا بناء على أهواء ديكتاتور." ويخشى بعض السوريين أن يؤدي انهيار حكم الأسد إلى حرب طائفية وعرقية مماثلة لما حدث في العراق في أعقاب الإطاحة برئيسه الراحل صدام حسين عام 2003. وأضافت كلينتون "سنناقش العمل الذي يقوم به المجلس لضمان أن تكون خطتهم هي التواصل مع كل الأقليات لمواجهة نهج فرق تسد الذي يتبعه النظام والذي يقوم على الوقيعة بين الجماعات العرقية والدينية." وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن المعارضين السوريين الستة هم برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري وأعضاء المجلس عبد الأحد أسطيفو ونجيب غضبان وبسمة كدماني ووائل مرزا وعبد الباسط سيدا. وفي مؤشر على المخاطر التي يواجهها معارضو الاسد خارج سوريا انضم عضو سابع من المعارضة لم يرغب في ان يذكر اسمه في وقت لاحق الى المجموعة. وأغضب فورد دمشق بتأييده الصريح للمظاهرات المناهضة للأسد. وهاجم مؤيدون للأسد السفارة الأمريكية وموكب فورد. وغادر السفير سوريا في 24 اكتوبر تشرين الأول مع تصاعد حملة حكومية ضد المحتجين واتساع تمرد مسلح ضد الرئيس بشار الأسد. ودفع ذلك سوريا إلى الرد بالمثل واستدعاء سفيرها من واشنطن للتشاور. وكان من المقرر أن يعود السفير بحلول 24 نوفمبر تشرين الثاني الذي يوافق عطلة عيد الشكر في الولاياتالمتحدة لكن وزارة الخارجية أجلت عودته وأشارت إلى استمرار الحملة ضد المحتجين وقرارات دول أخرى بسحب مبعوثيها ومسألة ما إذا كان باستطاعته التنقل والعمل بفاعلية في سوريا. وقال البيت الابيض انه يعتقد ان عودة السفير من اكثر الوسائل فاعلية لارسال رسالة الى الشعب السوري بأن الولاياتالمتحدة تقف متضامنة معهم.