أشاد معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس رابطة الجامعات الإسلامية الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، بالدور الريادي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود _ حفظه الله _ في مسيرة الخير والبناء والسعي لجعل المملكة العربية السعودية في مصاف الدول المتقدمة في عهده الميمون. وقال معاليه "لقد أصبحت المملكة بفضل من الله ثم بفضل جهوده الكبيرة منارة للعلم والتقنية والازدهار في مختلف المجالات، وخاصة في المجال المعرفي والاقتصادي والتعليمي والعلاقات الدولية خدمة منه يحفظه الله للإسلام والمسلمين، ولقد وضع حفظه الله حجر الأساس للعديد من المدن الجامعية التي تهتم بالتكنولوجيا والدراسات الحديثة وأسس المدن المتخصصة في مجال المعلومات، فأصبحت المملكة من دول العشرين المؤثرة في اقتصاديات العالم".جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الدكتور التركي في ختام أعمال مؤتمر" نقل وتوطين التكنولوجيا في الدول الإسلامية " الذي نظمته رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع كلية الدراسات الإسلامية بمؤسسة قطر، في الدوحة مساء أمس الاول بمشاركة عدد من العلماء والمثقفين والمهتمين بالتقنية المعرفية. وناقش المشاركون في المؤتمر عدة بحوث علمية تناولت المسائل المتصلة بهذا الموضوع، حيث عرضت مجموعة الأبحاث التي تم إعدادها للمؤتمر حول أهمية نقل التكنولوجيا إلى الدول الإسلامية، وعن كيفية تهيئة البيئة في هذه الدول وتوطين التكنولوجيا فيها، وقدمت معها العديد من البحوث عن ضرورة الاهتمام باللغة العربية في هذا التوطين، باعتبارها لغة القرآن الكريم، كما أنها اللغة التي ظلت قرونا متلاحقة لغة العلم والحضارة الإنسانية، حيث استخدمت النتائج التي توصل إليها علماء المسلمين في الكيمياء والطبيعة والفلك والرياضة والجبر وفي العلوم الإنسانية، والاقتصادية والاجتماعية بشكل عام. كما تناول المؤتمر أهمية وضع استراتيجية واضحة أمام الدول الإسلامية لنقل التكنولوجيا وتوطينها، باعتبار أن بعض الدول الإسلامية قد حققت إنجازا ملموسا في مناحي تكنولوجيا العصر، ويمكن أن تفيد الدول الأخرى من هذا الإنجاز، وأن تتعاون معا في سبيل النقل والتوطين، تأكيداً على أهمية التكامل بين الدول الإسلامية في ظل وحدة الهدف ووضوح الرؤية لآليات النقل والتوطين. وأوصى المشاركون في ختام المؤتمر بالاهتمام بتفعيل القيم الدافعة للتقدم، والكامنة في المعارف والعلوم الإسلامية، التي تشجع على تعظيم ثقافة الإبداع والتفوق والإحسان وإنشاء مركز أبحاث في كل شركة صناعية أو مؤسسة تهتم بتطوير منتجاتها، وتكون طريقا للتواصل بينها وبين مؤسسات البحث العلمي في الجامعات ومراكز البحوث. كما أكدوا على ضرورة الاهتمام باكتشاف المواهب والقدرات، وتنمية المهارات، والسعي لاستيعاب العلوم الحديثة وأساليب تطبيقها في الحياة العملية، ورعاية الموهوبين، وتشجيعهم على الإبداع والابتكار، والدعوة إلى الاهتمام ببراءات الاختراع، ورعاية الشباب ودعمه في سبيل تحقيق إنجاز أفضل.ودعا المشاركون إلى أهمية التعاون مع المنظمات الإسلامية والاهتمام بالثقافات العلمية بين المسلمين، والربط بين مؤسسات البحث العلمي في الدول الإسلامية من خلال جهاز تقني يعمل على عدم تكرار الأبحاث العلمية. وطالبوا بتطوير برامج التعليم في الجامعات والمؤسسات التعليمية، مع الربط بينها وبين مؤسسات المجتمع وقطاعاته الإنتاجية بما يلبي تطلعاتها نحو بيئة أنقى ومجتمع أفضل, والابتعاد قدر الإمكان عن التكنولوجيا الملوثة للبيئة، مع احترام أخلاقيات البحث العلمي وإنسانية المعرفة, واستخدام اللغة العربية في مختلف العلوم الطبيعية والإنسانية، تأليفاً ونشراً، وترجمة في كافة المجالات من خلال مشروع إسلامي للترجمة بما يفتح المجال للاطلاع على أحدث نتائج البحوث العلمية، وبما يسمح بالإضافة والتجديد من خلال تفعيل مشروع معمل اللغة العربية باعتباره مدخلا حاكما لتطوير مناهج اللغة العربية، وتعزيز حركة تعريب العلوم ونقل نظرياتها وتطبيقاتها. وأكدوا ضرورة وضع استراتيجية موحدة لنقل التكنولوجيا وتوطينها في العالم الإسلامي والمحافظة على الكفاءات الإقليمية واستثمارها, وإنشاء جامعات وكليات متخصصة في مجالات التكنولوجيا والبحث والتطوير في البلدان الإسلامية، وتوجيه طلاب الدراسات العُليا إلى إعداد رسائلهم في مجالات العلوم التطبيقية والتكنولوجية. كما شددوا على أهمية تكوين هيئة علمية إسلامية للتنسيق في مجالات نقل التكنولوجيا وتوطينها، تشارك فيها الهيئات المتخصصة في العالم الإسلامي، داعين وسائل الإعلام إلى الاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا، وتخصيص مساحات مناسبة في برامجها للتوعية بأهمية نقل التكنولوجيا وتوطينها، وتشجيع الإبداع ودعم المبتكرين.