اعتقل مقاتلون من مدينة الزنتان سيف الاسلام القذافي دون قتال وهم يحتجزونه الان في معقلهم الجبلي الى ان تقوم طرابلس بمحاكمته وذلك بعد شهر من أسر وقتل والده معمر القذافي.وبدأ «الفصل الاخير من الدراما الليبية» مثلما وصفها متحدث باسم الثوار السابقين في ظلام ليل الصحراء عندما اعترضت وحدة صغيرة من المقاتلين من بلدة الزنتان بناء على معلومات سرية سيف الاسلام واربعة من رفاقه المسلحين اثناء انطلاقهم في سيارتين دفع رباعي في احد دروب الصحراء.وانتهى الامر بعد رحلة جوية طولها 300 ميل شمالا في طائرة شحن باحتجاز سيف الاسلام الذي تلقى تعليمه في لندن والبالغ من العمر 39 عاما والوريث المنتظر لاربعة عقود من الدكتاتورية في منزل امن في الزنتان وتعهد سكان البلدة بعدم ايذائه حتي يمكن ان يحاكم في العاصمة.وقال الاشخاص الذين اسروه انه كان»مذعورا جدا» عندما تعرفوا عليه في البداية على الرغم من لحيته الكثيفة ولباس الطوارق الذي كان يرتديه. ولكنهم طمأنوه وبحلول الوقت الذي تحدث اليه فيه مراسل لرويترز على متن الطائرة كان يتجاذب اطراف الحديث بشكل ودي مع حراسه. وعلى الرغم من ساعتين سادهما التوتر على مدرج المطار عندما اندفعت حشود منفعلة الى الطائرة التي نقلته من اوباري في الصحراء الى الزنتان وهي احد معاقل المعارضين للقذافي في الجبال الغربية قال المقاتلون الذين كانوا يحتجزونه انهم مصممون على الا يلقى نفس مصير والده الذي قتل بعد اسره. والزعماء الغربيون الذين ايدوا انتفاضة فبراير شباط ضد القذافي شعروا بالصدمة لدى رؤيتهم فيلما يصور المقاتلين وهم ينتقمون من القذافي قبل شهر الحكومة المقبلة بزعامة رئيس الوزراء عبد الرحيم الكيب على السعي للحصول على مساعدة خارجية لضمان محاكمة نزيهة لسيف الاسلام. وتوجه الكيب من طرابلس الى الزنتان لتكريم مقاتليه . ووعد بمحاكمة عادلة لسيف الاسلام على الرغم من انه لن يسلم للمحكمة الجائية الدولية في لاهاي والتي وجهت له لائحة اتهام بارتكاب جرائم في حق الانسانية. ومن المتوقع ان يعلن الكيب تشكيل الحكومة وذلك حسبما قال مصدر في الادارة المؤقتة.وقال وزير العدل في الحكومة الليبية الانتقالية ان سيف الاسلام سيحاكم في ليبيا بتهم خطيرة عقوبتها الاعدام.وسألت رويترز الوزير محمد العلاقي عما تنويه ليبيا فيما يتعلق بسيف الاسلام فقال انه حرض آخرين على القتل واساء استخدام المال العام وهدد وحرض وشارك في تجنيد وجلب مرتزقة.وقال ان هذه الجرائم ليست سوى عينة من الجرائم التي سيوجهها النائب العام لسيف الاسلام.وسألت رويترز العلاقي عما اذا كانت الجرائم تصل عقوبتها الي الاعدام فقال «نعم». ولدى معرفة نبأ اعتقال سيف الاسلام عمت الفرحة شوارع المدن في شتى انحاء ليبيا الواسعة والغنية بالنفط والتي يقطنها ستة ملايين نسمة فقط. ودوت اصوات اطلاق نار في الشوارع ليس فقط من البنادي ولكن ايضا من المدافع الثقيلة المضادة للطائرات والمحمولة على ظهر شاحنات صغيرة مدنية. وقال احد افراد الميليشيات وكان يقوم بدورية في طرابلس عن سيف الاسلام»اخير هزمناه بعد كل اشاراته لنا باصبعه في التلفزيون وتهديده لنا. «الحمد لله.عشنا تحت تهديداته والان لنا اليد العليا بعد هذا النصر.»ويمثل مصير سيف الاسلام اختبارا لحكومة الكيب المقبلة مع تأهبها لبسط سلطتها على بلد تهيمن عليه الان ميليشيات مسلحة ذات ولاءات محلية قامت بالانتفاضة.وحث الزعماء الغربيون ليبيا على العمل مع المحكمة الجنائية الدولية التي اصدرت ايضا امرا باعتقال سيف الاسلام بتهم ارتكاب جرائم في حق الانسانية اثناء قمع المحتجين. ودعت منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومان رايتس ووتش ليبيا الى تسليم سيف الاسلام للمحكمة الجنائية الدولية وضمان سلامته. ووعد الكيب بمحاكمة عادلة لسيف الاسلام الذي اعتقل في الصحراء بجنوب البلاد.ووسط تكبير الحضور قال الكيب في مؤتمر صحفي في مدينة الزنتان بالجبل الغربي حيث نقل سيف الاسلام وعدد من حرسه الشخصي «اطمئن شعبنا وبقية دول العالم بأن سيف ومن معه سيحاكمون محاكمة عادلة تضمن فيها الحقوق التي يرعاها القانون.»وقال مسؤولون ان سيف الاسلام الذي تعهد بان يموت وهو يقاتل اعتقل دون مقاومة ربما اثناء محاولته الهروب الى النيجر.وقال احمد عمار وهو احد من أسروه لرويترز «في البداية كان مذعورا جدا.اعتقد اننا سنقتله.»وابلغ سيف الاسلام مراسلة رويترز على متن طائرته ان يده التي كانت في ضمادة اصيبت في غارة جوية لحلف شمال الاطلسي قبل شهر. وسئل عما اذا كان يشعر بانه بخير فقال ببساطة»نعم.» وقال مقاتلو الزنتان انهم يعتزمون الاحتفاظ به الى ان يتمكنوا من تسليمه للسلطات. ويعتقد الليبيون ان سيف الاسلام يعرف مكان مليارات الدولارات من الاموال العامة التي جمعتها عائلة القذافي. وقال محتجزوه انهم لم يعثروا معه الا على بضعة الاف من الدولارات وبنادق في السيارتين المصادرتين. وقال عمار لرويترز ان وحدته المؤلفة من 15 رجلا والذين كانوا يركبون ثلاث سيارات تحركوا بناء على بلاغ عن احتمال وجود هارب بارز محتمل. واعترضت الوحدة سيارتين كانتا تقلان سيف الاسلام واربعة اخرين في الصحراء على بعد نحو 70 كيلومترا من بلدة اوباري النفطية الصغيرة في نحو الساعة 1.30 صباحا(2330 بتوقيت جرينتش يوم الجمعة.) وبعد ان اطلق المقاتلون النار في الهواء واجبروا السيارتين على التوقف طلبوا معرفة هويات الركاب. وقال المقاتلون الذين تعرفوا عليه ان سيف الاسلام رد بقوله انه» عبد السلام.»