الطلاق هو تشتت وانهزام وانكسار . . فهل المطلقة هي من اختارت لنفسها مصيرها ؟ الأقدار من خير وشر بين يدي الرحمن من يوم مولدنا الى مماتنا، لانستطيع أن نرد قدرا أو نؤجل حدوثه ، هناك كثير من الناس في مجتمعنا يتعاملون مع المطلقات وكأنهن مذنبات ويلحقون الضرر بهن والإساءه إليهن ، والبعض من النساء يقطعن صلتهن بالمطلقة كليا وإن كانت هناك صلة قرابة تربطهن خوفا على أزواجهن منها . وحتى إن مارسة حياتها الطبيعية مثلها مثل باقي البشر وخرجت الى الأماكن العامة نظرات الناس تلاحقها في كل إتجاه تسلكه يرصدون خطواتها ، وإن خالطتت المطلقة للفتيات العذراوات في مجلس واحد ليتحدثن كما السابق سرعان ماتشتت الأمهات بينهن خشية من اختلاط المطلقة بهن، وإن رفعت المطلقة سماعة الهاتف أمام الناس لتجيب أتهموها بأنها على موعد حبيب ، حتى بعض الصداقات التى يظهر معدنها في هذه المواقف تتخلى عن صديقتها المطلقة وتتهرب منها بحجة كثرة الانشغال، والى جانب كل هذا الاضطهاد هناك من يحاول التودد الى المطلقة ليس مؤاساة بها ، بل لرغبة دنيئة وهم الذئاب البشرية الذين يتجمعون حولها طمعا فيها لإنهم يفكرون بأنه ليس هناك مايعيق العلاقة بها ونسوا أن للمطلقة رباً تخشاه وعرضا تصونه . لماذا المرأة المطلقة تفزع النساء المتزوجات وتثير الغيرة لديهن ؟ لإنهم يشعرن بنقص التقصير إتجاه أزواجهن لذلك هن يخشين أن تأتي المطلقة وتكمل ماينقص الزوج . المرأة الواثقة من نفسها لا يطرأعلى تفكيرها كليا فكرة ارتباط زوجها من المطلقة أو غيرها من النساء ولكنها تدرك تماما مدى احتياج زوجها لغيرها إمراة تكمل مانقصت به نحوه . المطلقة مثل الأرملة تماما كلها أقدار من الله وما كتب عليهن ربما سيقع يوما على غيرهن ممن يشمتن فيهن أو يقسين عليهن . . . مالذي تغير في المطلقة بعد طلاقها حتى تجد كل هذا النفور ؟ الرحمة يامسلمين ارحموا المطلقات . . . ربما الطلاق كان نصرا من الله لها اذى وقد صرف عنها، والطلاق أحيانا يكون راحة للإنسان من الهم والعذاب ، والبيوت أسرار وللنفس خفايها ،لانستطيع أن نوجه اللؤم للمطلقة وحدها ، وليس من حقنا أن نعرف تفاصيل سبب طلاقها لإنها أعلم بظروف حالها أكثر من غيرها ، وبدل من أن نقطع في بدنها بالظنون والشكوك نقف بجانبها في محنتها ونساعدها على تجاوزها ، وفي النهاية المطلقة بشر مثلنا ليس معنى إنها انفصلت عن زوجها يعني إنها ستتخلى عن دينها وشرفها أيضا ، فهل سنعارض حكم الله فيما شاء ؟ قال تعالى : " ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن أن بعض الظن إثم " . . . وجاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم إنه قال " إن الله حرم على المسلم دمه وماله وعرضه وأن يظن به السوء " . . وأخيرا . . الإنسان إن اصابته غرغرينه في إحدى أعضاء جسده لتخلى عنه فورا وبتره . . . مسألة العذراء لن تعيق المرأة من فعل الذنب ما يعيقها هو مخافة الله . . نوف جعفر دمنهوري _ جدة Nouf_ b 2 @hotmail . com