على مدى أكثر من ثلاثة عقود وبداية من 1397ه .. التقينا بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز يرحمه الله في العديد من المناسبات التي لابد من تسجيلها للمواقف "الجميلة" التي صاحبت هذه اللقاءات واحاديث الامير مع الاعلام. حفل وزارة التخطيط في عام 1403ه وكنت ممثلاً لصحيفة الرياض في مكةالمكرمة ترأس الأمير لقاءً مهماً في فرع وزارة التخطيط في جدة وكان الاجتماع بحضور معالي الاستاذ هشام ناظر وزير التخطيط آنذاك والاستاذ عبد الحميد الدرهلي مدير عام فرع التخطيط في جدة تلك الفترة وعدد من كبار المسؤولين وبقينا ننتظر خروج الأمير حتى الواحدة من فجر اليوم الثاني وكنت أتوقع أن الأمير لن يلتقي بالصحفيين خاصة وقد حضر ضيفان من الرياض للاجتماع مع استمرار الاجتماع ساعات طويلة.. الا أن الامير وبعد خروجه وجد رجال الاعلام امامه فقابلهم بابتسامته وترحيب وتحدثنا الى الامير عن اللقاء واعطى الفرصة لأكثر من سؤال لكل الصحفيين الذين كانوا يمثلون اكثر الصحف المحلية وكان الأمير "يشير" للمسؤولين في الوزارة بالسماح للصحفيين بتوجيه الاسئلة.. واذكر يومها أن رجال الصحافة تسلموا تقريراً عن اللقاء نشر على صفحة كاملة في اليوم الثاني من اكثر الصحف وكانت "الرياض" احداها. سيارة الأمير احد الزملاء اراد أن "ينفرد" بسؤال الصحيفة فلحق الأمير إلى حيث تقف سيارته في "فناء" الوزارة وعرف الامير الامر وقابله بابتسامته وهو يردد "تريد شيء تفضل" وسأل الزميل وأجاب الأمير. ذكريات في منى كان الأمير يحرص على تفقد معسكر القوات المسلحة في "منى" في اليوم الحادي عشر من الحجة وهو اليوم الذي يتفقد فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - "رئيس الحرس الوطني" آنذاك وولي العهد فيما بعد - معسكر الحرس الوطني في منى والذي استضاف بعثة صحيفة الرياض في الحج عدة سنوات.. كان الامير يصل الساعة العاشرة والنصف ويتفقد خدمات القوات المسلحة والمستشفى الميداني وكان المسؤول تلك الفترة عن الخدمات الطبية اللواء د. عبد الرحمن لنجاوي يرحمه الله وعقب الجولة يجلس سموه ويلتف حوله رجال الاعلام. أسئلة مختلفة لم تكن الاسئلة عن الحج ودور القوات المسلحة وطائرات الهليكوبتر والاخلاء الجوي والمستشفى الميداني في الحج بل كان الزملاء يخرجون عن كل ذلك ويسألون الامير اسئلة اخرى عن الدفاع الجوي والطائرات والقوات الجوية البحرية وغير ذلك وكان الأمير يتقبل ذلك وهو يبتسم بل ان بعض الصحفيين يسأل الامير اكثر من سؤال مع وجود ممثل لكل صحيفة محلية وفي اخر اللقاء كان الامير يقف لالتقاط الصور مع الصحفيين والموجودين ويستقبل طلبات بعض المواطنين ورجال القوات المسلحة. قصر شبرا في عام 1397ه وكنت ممثلاً لصحيفة "البلاد" حضرنا حفلاً في "قصر شبرا" في الطائف وكان الامير يستقبل اي مواطن او صحفي على مدى ساعات وجوده .. رحم الله الأمير.