كان مشهداً مؤثراً ذلك الذي عرضته إحدى الوكالات الإخبارية قبل عقد لصورة امرأة مسنة في صحراء النيجر تحفر بيوت النمل لتحصل منها ما خبأته من حبوب لتأكلها مع أولادها من شدة الجوع .. الكثيرون الذين شاهدوا هذه الصورة هزوا رؤوسهم واكتفوا بالقول: يا الله ألهذه الدرجة يصل الجوع بالإنسان ليسرق قوت النمل ويسد به رمقه؟! ، لكن الأمير سلطان عندما شاهد الصورة تأثر تأثراً بالغاً من المشهد وأمر على الفور بتشكيل فريق لدراسة وضع تلك المرأة ومعرفة ما يمكن فعله تجاهها ومن في حالتها فكان ذلك الموقف هو ميلاد لجنة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخاصة للإغاثة التي أمر بتكوينها لتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة لمتضرري المجاعة في النيجر ثم توسعت نشاطاتها لتغطي عدة دول أفريقية وتقدم المساعدات والبرامج الإنسانية وتشارك المحتاجين أفراحهم وأحزانهم. وبعد بحث طويل عن تلك المرأة المسنة التي شاهد الأمير سلطان صورتها في التلفاز وهي تحفر بيوت النمل لتأكل ما ادخره من شدة الجوع فقد تم الوصول إليها وقدم لها الفريق مساعدات كثيرة، وبعد أن علمت بأن الأمير سلطان قد كلف اللجنة للوصول إليها ومساعدتها وأن حالتها قد أثمرت عن ميلاد مشروع إنساني كبير يغطي النيجر وعدة دول إفريقية لم تجد سوى أن ترفع يدها إلى السماء وتدعو للأمير سلطان ولسانها يردد الله أكبر.. الله أكبر. ولم يقتصر دعم سموه واهتمامه ومتابعته للقضايا الإنسانية على حالة هذه المرأة، بل إن ذلك أبسط مثال لاهتمام سموه بالقضايا والمآسي الإنسانية ومعالجتها قدر المستطاع.