أمير الرياض يستقبل قائد قوة أمن المنشآت بالمنطقة    الاجتماع الوزاري الدولي الرابع للوزراء المعنيين بشؤون التعدين ينعقد بحضور 90 دولة و50 منظمة دولية    12 مليون عملية إلكترونية لتسهيل رحلة تملك المساكن بالمملكة    ارتفاع معدل التضخم في المجر خلال ديسمبر الماضي    تعمل بنظامي «الهايبرد والكهربائي».. «أجرة مكة» تدخل حيز التنفيذ    مندوب المملكة لدى الجامعة العربية يستقبل رئيس البرلمان العربي    تشكيل لجنة مركزية دائمة عالية المستوى للجهات الأمنية في المنافذ الجمركية    محافظ الأحساء يكرّم المتفوقين والمتفوقات من مستفيدي لجنة تراحم بالشرقية    الربيعة يزور جناح وزارة الداخلية في مؤتمر ومعرض الحج الرابع بمحافظة جدة    في إنجاز طبي سعودي.. ابتكار تقنية طبية متطورة لعلاج أمراض فقرات الرقبة بعد 7 سنوات من التطوير    وزير الخارجية يجري اتصالًا هاتفيًا بوزير الخارجية الجزائري    نائب أمير الشرقية يستقبل مدير عام فرع المركز الوطني للرقابة على الإلتزام البيئي    نائب أمير تبوك يتسلم التقرير السنوي لإنجازات وأعمال فرع وزارة التجارة    المجموعة الاستشارية للأشخاص ذوي الإعاقة تعقد اجتماعها الثاني للدورة الثانية    «الصفقة» على بعد خطوة.. خطة أمريكية لتنظيم غزة بعد الحرب    الجلسة العُلمائية لمبادرة تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة تُشدِّدُ على الإجماع الإسلامي "قديماً" و"حديثاً" على الحق المشروع للمرأة في التعليم    مقتل 120 في الخرطوم.. البرهان: مستعدون لسلام يحفظ أمن السودان    مركز الأمراض الوراثية والاستقلابية يحصل على الاعتماد كمركز متخصص من الفئة (أ)    أسهم أوروبا تعوض بعض الخسائر مع تراجع عوائد السندات الحكومية    برئاسة السعودية.. إبراز الهوية على طاولة «إذاعات العرب» في تونس    الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية لمواجهة جدري القردة في سيراليون    انطلاق أعمال "القمة السعودية لريادة الأعمال الاجتماعية" بالمدينة المنورة الخميس المقبل    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن أربعة مشروعات طبية تطوعية في الكاميرون    استشهاد 12 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي على منزلين جنوب قطاع غزة    محترف الهلال: اللعب في السعودية تجربة ممتعة.. وانتقالي ليس من أجل المال    استمرار الرياح النشطة مع توقع أمطار خفيفة وضباب على بعض المناطق    17 نصيحة من «المساحة الجيولوجية» لمواجهة مخاطر الزلازل    إنجاز علمي جديد.. «محمية الملك عبدالعزيز الملكية» تنضم للقائمة الخضراء الدولية    مدير تعليم جدة: نتعامل بدقة مع البلاغات الطارئة    وزارة الداخلية في مؤتمر ومعرض الحج .. الأمن في خدمة ضيوف الرحمن    مرحلة التصويت تغلق.. وإعلان الفائزين في حفل ل"Joy Awards 2025" السبت المقبل    مترو الخرج    ميزة لإدارة الرسوم المتحركة بمحادثات «واتساب»    700 ألف إسترليني لتحرير غوريلا مسجونة    أمير الجوف يشيد بدور "حقوق الإنسان"    مقترح للدراسة في رمضان    برعاية الأمير فيصل بن خالد.. إطلاق جائزة الملك خالد لعام 2025    ولي العهد يتلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية    الهلال يغري نونيز نجم ليفربول براتب ضخم    قرية "إرث".. تجربة تراثية    تطلق وزارة الثقافة مسابقة "عدسة وحرفة" احتفاءً بعام الحرف اليدوية2025    تشوه المعرفة    بمشاركة عربية واسعة.. «إثراء» يطلق النسخة الرابعة من ماراثون «أقرأ»    لا ناقة لي ولا جمل    بعد انقضاء 16 جولة من دوري" يلو".. نيوم في الصدارة.. والعدالة يواصل المطاردة    " الضوضاء الإعلامية وحارس الفيحاء"    "عدنان حمد" يقود أول حصة تدريبية للعروبة .. والسومة يشارك في التدريبات    "محمية الملك عبدالعزيز الملكية" تنضم إلى القائمة الخضراء الدولية    15 ممكناً للمنشآت الأعضاء في برنامج «المشغل الاقتصادي السعودي المعتمد»    نزيف ما بعد سن انقطاع الطمث    تناول الحليب يومياً يقي من سرطان القولون    مفوض الإفتاء بمنطقة جازان أثناء استقبال محافظ الداير له " على عاتقنا مسؤولية الوقوف كدرع منيع لحماية هذا الوطن "    انطلاق دوري الفرسان التطويري بمشاركة 36 فريقاً    العراق وترمب.. لا منطقة رمادية    مشروع نظام رعاية الموهوبين على طاولة الشورى    ختام مؤتمر مبادرة رابطة العالم الإسلامي لتعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة    هل نجاح المرأة مالياً يزعج الزوج ؟!    «ولي العهد».. الفرقد اللاصف في مراقي المجد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المطوف والأستاذ الجامعي ووكيل وزارة الحج السابق الدكتور محمد أحمد آشي: أتشرف بأن أسهم بجهدي وفكري لخدمة مهنة «الطوافة»
نشر في البلاد يوم 21 - 10 - 2011

ذاكرة المهنة كتاب وثائقي من إصدار الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف قدم له معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي الذي عده الأول من نوعه في هذا المجال.
وفي مقدمة الكتاب وعن الرعيل الأول قال المطوف فائق بن محمد بياري رئيس الهيئة التنسيقية إن مهن أرباب الطوائف تزخر بكثير من القامات السامقة من الرجال الذين قاموا على خدمتها على مدى عقود طويلة وواكبوا تطوراتها وشهدوا تحولاتها.
ويضم الكتاب التوثيقي الفخم بين دفتيه لقاءات مع الرواد الأوائل نشرت في نشرة الهيئة الفصلية الرفادة من عام 1427ه إلى 1430ه.
احتوى الكتاب أيضاً على تمهيد عن مؤسسات أرباب الطوائف، حيث تحدث الأستاذ محمد بن حسين قاضي الأمين العام للهيئة عن منظومة المؤسسات ومراحل الطوافة في العهد السعودي الزاهر والواجبات والمهام وغير ذلك مما يتعلق بأعمالها ولجانها.
استضافت نشرة الرفادة التي تصدرها الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف في عددها الأول، الذي صدر في غرة شهر ذي الحجة من عام 1429ه شخصية أكاديمية وإدارية مرموقة، وأقل ما يقال عنه إنه مهني متمرس وأكاديمي مرموق، وأستاذ جامعي خبير، وإداري محنك.. له سجل حافل في أروقة جامعة الملك عبد العزيز، ووزارة الحج، وفي مؤسسات الطوافة يفخر دائما بأنه مطوف"، بالفطرة ومنذ ميلاده، ولد وتربى وعاش في بيت مكي عشق كل أفراده هذه المهنة الشريفة، ومارسوها كابراً عن كابر .كما يعتز بتقديم لقب "مطوف" على جميع ألقابه ومسمياته العلمية والأكاديمية والوظيفية ففي مجال خدمة ضيوف الرحمن وبجانب أنه مطوف - عمل وكيلاً مكلفاً لوزارة الحج والأوقاف لشؤون الحج في عام 1410ه ثم وكيلاً في عام 1412ه ثم مستشاراً غير متفرغ لمعالي وزير الحج والأوقاف اعتبارا من 1-6-1409ه.
كان سعادته عضواً بلجنة الحج المركزية لمدة خمس سنوات، اعتباراً من عام 1410ه، ورئيساً للجنة التنفيذية لمراقبة نقل الحجاج، وعضواً في مجلس إدارة المؤسسة الاهلية لمطوفي حجاج دول جنوب شرق آسيا للدورة الأولى 1422ه ، والدورة الثانية 1428ه. وفي المجال العلمي والأكاديمي، تقلد عدة مناصب إدارية وأكاديمية في جامعة الملك عبد العزيز، منها نائب لمديرها، ورئيس للجنة العليا لاحتفالاتها، بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة، ووكيل لكلية العلوم لفترتين ، ثم عميد لها، ثم عميد لعمادة شؤون المكتبات لفترتين أيضاً، وممثل للجامعة في اللجنة السعودية الدنماركية، وفي المجال الإداري، تبوأ العديد من المناصب الإدارية، من أبرزها مدير عام للشركة السعودية للمدن السياحية، ومشرف عام على مركز جدة للعلوم والتكنولوجيا، ومدير للدورة الرياضية الثانية للجامعات السعودية. كما يشارك في العديد من اللجان والمجالس والأمانات، منها عضوية الأمانة العامة لجائزة عبد الله بن عبد لعزيز العالمية للبحث العلمي "شركة سابك" في عام 1425ه. وله العديد من المؤلفات العلمية والبحوث والدراسات. إنه المطوف الأستاذ الدكتور محمد أحمد بن عبد الله آشي، الذي التقته "الرفادة" لتبحر معه في ذاكرته، وتقف على بعض المحطات والمشاهد المهمة، في مسيرته الطويلة في أروقة وزارة الحج ، والمؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج دول جنوب شرق آسيا، فكان لها معه هذا الحوار.
تأدية الدور
في بداية هذا اللقاء، تحدث المطوف الاستاذ الدكتور محمد أحمد آشي، حول علاقة أسرته التاريخية بالطوافة، وأجاب عن سؤال حول بداية ممارسته لهذه المهنة، وذكرياته معها ومع الحجاج، وتحدث حول ما أضافته مهنة " الطوافة" إلى ملامح شخصية بقوله : " أسرة الآشي، من الاسر المكية التي شرفه الله بخدمة حجاج بيته الحرام، وقد تنقلت هذه المهنة بين الأجداد والآباء والأبناء والأحفاد لأكثر من مائتين وخمسين عاماً، وذلك واقع صكوك الوقفيات للدور بمكة المكرمة، والتي أوقفها بعض الحجاج الآشيين الميسورين حيث كانوا حجاجاً لنا ونظّروا الأجداد عليها، وتوالت النظارة من جد إلى جد على مر السنين، حتى وصلت إلى الأحفاد من جيلي في الوقت الحاضر". ويضيف: " ورداً على سؤالك حول بداية ممارستي لهذه المهنة، وذكرياتي معها ومع الحجاج، ففي الحقيقة أنني لم أمارس المهنة كمطوف - لا عند قيام المؤسسات أو قبلها- بسبب تواجدي خارج مكة المكرمة أثناء دراستي الجامعية وما تلاها من أعوام أثناء وجودي خارج المملكة للدراسات العليا، لكن استطيع أن أقول إنني شاركت إلى حد ما في خدمة الحجاج، والتعامل معهم عندما كان من الطبيعي - قبل إنشاء المؤسسات - أن يقوم كل فرد من أفراد العائلة بتأدية دوره تجاه خدمة الحجاج - حتى وإن لم يكن من أربابها - مثل الآباء والأعمام، الذين كانوا يقومون بواجبات الاستقبال والضيافة والترحيب بضيوف الرحمن، عند قدومهم في بداية الموسم، وكذلك مثل الأمهات في بعض الاحوال، واللاتي كن يقمن بإعداد الضيافة عند قدوم الحجاج، أو القيام بالطبخ في أيام منى وعرفات، إن لزم الأمر".
لقاءات البرزة
ويستطرد المطوف الدكتور محمد أحمد آشي قائلاً: " وقد تستغرب أني لم أقم بخدمة الحجاج الآشيين الذين كانوا يسألون عن كبير عائلة "الآشي" في زمن الطوافة الفردية، ولكني كنت اشارك في خدمة حجاج خال الوالدة - رحمه الله - الذي كان بمثابة والدها، كونها يتيمة وتولى هو تربيتها، وبحكم التصاقي الكبير بهم، ووجودي الدائم معهم خصوصا في أوقات الحج والتي كانت تمتد لأكثر من أربعة اشهرر في ذلك الوقت " . ويمضي قائلاً: " وإجابة على سؤالك حول ما اضافته مهنة "الطوافة" إلى ملامح شخصيتي، فعلى ما اعتقد ان ممارسة مثل هذه الاعمال بصفة عامة، تنمي في الانسان القدرة على تحمل المسؤوليات، وقيادة المجموعات والانضباط، وحبه أيضا لمساعدة اليغر في ظروف مختلف ولعلي لا استطيع الحكم على نفسي إلى أي مدى أكون قد حظيت بقدر منها". ويضيف : " لقد كنا نسعد بالتعامل مع الحجاج ونلتقي بهم ونتحدث معهم في "البرزات" اليت كانت تقام عادة أمام منزل المطوف الشيخ بالنسبة للحجاج الجاوة بعد عودتهم من أداء كل صلاة بالمسجد الحرام، والأجمل من ذلك ، إقامة البسطا الصغيرة بعد صلاة الجفر لبيع الشاي والقهوة والعيش الحلو المطعم بحبيبات قليلة من الزبيب، والتي كانت تدر أرباحاً يومية لا تتعدى اصابع اليد من الريالات، لكنها كانت في ذلك الوقت تعد مكسباً كبيراً.
مرافقة الحجاج
ويواصل حديثه حول هذه الحقبة قائلاً: "لقد كان دورنا في ذلك الوقت - كبشباب في العقد الثاني من العمر - هو في مرافقتنا للحجاج في الزيارات لبعض الأماكن القريبة من مكة المكرمة مثل جبل النور وغار ثور والجعرانة وعرفات، وأيضاً مرافقتهم في رحلات ترفيهية إلى وادي فاطمة، حيث كان الحجاج يستمتعون بأشجار النخيل والغطس في مجرى عين المياه الجارية، اضافة الى سحب الحافلات من الشركات العاملة في نقل الحجاج، يوم الثامن من ذي الحجة، وإيقافها بالقرب من سكن الحجاج استعداداً للصعود إلى عرفات، وتعريف السائقين بموقع مخيم الحجاج، كذلك كنا نقوم بمرافقة الحجاج في الحافلات التي كان تقلهم ، وذلك كمرشدين عند النفرة إلى منى ، وأخيراً من المشاعرر المقدسة إلى مكة المكرمة، وفي أوقات مكوث الحجاج بعرفات ومنى، كنا نشرف على عملية توزيع الوجبات، بالاشتراك ع الافراد المقيمين من ابناء جلتهم وبعض العملان حيث كان المطوف في ذاك الوقت، يقدم للحجاج الجاويين - دون غيرهم - وجبات ضيافة القدوم، وهي عبارة عن ثلاثة وجبات عند وصولهم الى مكة المكرمة، ووجبات أخرى في أيام منى وعرفات، وعلى مدى ستة أيام".
دراسات ميدانية
تولى المطوف الدكتور محمد أحمد آشي في السابق منصب وكيل وزارة الحج، واسهم في وضع كثير من خططها وسياساتها ، وقد تحدث عن تلك الحقبة، معدداً أبرز السياسات التي أسهم في رسمها ، بقوله" لاشك أن المناصب لا تضيف إلى شاغلها شيئاً، بل هو الذي يضيف إليها، وإذا لم يكن كذلك فلا حاجة للمنصب به، فلقد سبق ترشيحي لهذا المنصب ، عملي مستشاراً غير متفرغ لدى وزير الحج والأوقاف - آنذاك- معالي الشيخ عبد الوهاب عبد الواسع - رحمه الله - لدراسة أوضاع المكتبات التي كانت تحت إشراف الوزارة، حيث كنت أشغل وقتها وظيفة عميد شؤون المكتبات بجامعة الملك عبد العزيز، وفي موسم حج 1409ه، حظيت بثقة ولاة الأمر - حفظهم الله - وبثقة معالي وزير الحج والاوقاف وكلفت بالعمل وكيلاً لوزارة الحج والأوقاف". ويضيف سعادته قائلاً: " لم ترق إسهاماتي - في تقريري- إلى مستوى طموحاتي ، ربما لظروف حالت دون تحقيق ما كنت أصبو إليه.. إنما وإلى حد كبير - ولله الحمد - إنني راضٍ عما قدمته للوزارة إبان علمي بها على مدار خمس سنوات، ولعل من أبرز السياسات التي اسهمت في رسمها ، هو أن تواكب وكالة الحج التقدم التقني في المجالات الادارية والمالية، والقضاء على النمط الروتيني وآلياته التي لم يجد التطوير لها - في ذلك الوقت- طريقاً، وكانت البداية في إدخال الحاسب الآلي بالوكالة، والاستعانة في ذلك بأحد الزملاء المتخصصين من الجامعة، وكلف بالعمل مستشاراً غير متفرغ لوضع الاحتياجات اللازمة لميكنة أعمال الوكالة ورفع مستوى الأداء ، كذلك التأكيد على ان الخط المستقيم في أي عمل هو أقصر طريق للوصول إلى الهدف، وأن التنظيم الدقيق، والبعد عن المجاملاات على حساب الآخرين، والاحترام المتبادل بين الرئيس والمرؤوس، من أهم مقومات نجاح أي عمل، ولقد حرصت آنذاك على تطبيق بعض الأنظمة المعمول بها بالجامعة، خصوصاً فيما يتعلق بالقوى البشرية وكيفية الاستفادة المثلى منها، بالاسلوب العلمي والعملي".
الرؤى المستقبلية
بما أن المطوف الدكتور محمد أحمد آشي أستاذ جامعي وأكاديمي مرموق وإجاري عريق فما نظرته لواقع مؤسسات أرباب الطوائف في الوقت الحالي، ورؤاه ونظراته المستقبلية لها. حول هذا المحور الذي طرحته عليه تحدث سعادته قائلاً: اعتز كثيراً بكوني أستاذاً بالجامعة ، فلها - بعد الله - الفضل الكبير فيما حققته خلال عملي الوظيفي على مختلف الأصعدة، كوننا حملنا مسؤولية وأعباء إدارية في الجامعة وخارجها، ونحن دون السن المناسبة لمثل هذه المهام لقد أدت فيها محدودية أعداد من يحملون الدكتوراه من السعوديين آنذاك ووضع الجامعة كجامعة في مرحلة الانشاء دوراً كبيراً". ويضيف بقوله "إنني انظر إلى واقع مؤسسات ارباب الطوائف في الوقت الحالي على أنها تسير بخطى ثابتة نح الوصول إلى أهدافها المرجوة، وتلقي كل الدعم والتشجيع من ولاة الامر، وما اقرار تثبيتها وإلغاء الصفة التجربيبة عنها إلا أكبر دليل على ذلك، كما أنني انظر بعين التفاؤل إلى مستقبلها، إذا ما أعيدت هيكلتها وأعطيت استقلاليتها في اتخاذ قراراتها، بما لا يتعارض مع الأنظمة والتعليمات الصادرة عن الجهات المشرفة عليها، وتعددت أغراضها بما يخدم مصالح مساهميها، ويرفع من مستوى أداء خدماتها لحجاجها".
زيادة الهيكلة
تطور العمل في هذه المهنة بقيام مؤسسات أرباب الطوائف التي نقلت العلم في هذا المجال من العمل الفردي الاجتماعي إلى العمل الجماعي المؤسسي، تعليقاً على ذلك ، وحول قرار تثبيت مؤسسات أرباب الطوائف، والمطلوب من هذه المؤسسات لمواكبة هذا التحول الكبير، وكذلك حول أهم النظم الإدارية والمالية التي يتوجب على مؤسسات أرباب الطوائف استحداثها وتطبيقها لمواكببة هذه المرحلة الجديدة، تحدث المطوف الأستاذ الدكتور محمد أحمد آشي قائلاً: "الأمر واضح .. ماتقوم به المؤسسات حالياً لا يمكن أن يقوم به الفرد مهما كانت قدراته الفكرية أو الجسمانية أو المادية، فالعمل الجماعي أمر لا يختلف علليه اثنان من حيث القوة، ويد الله مع الجماعة، والحج من النواحي التنظيمية والادارية ليس كما هو الحج في العقود المضاية، فهناك متغيرات كثيرة وظروف مختلفة بين الماضي والحاضر" ويواصل حديثه قائلاً:" أما حول قرار تثبيت مؤسسات ارباب الطوائف، هذا القرار التاريخي يمثل منعطفاً مهماً في مسيرتها، وحول المطلوب من هذه المؤسسات لمواكبة هذا التحول الكبير، وكذلك حول أهم النظم الادارية والالية التي تيوجب على مؤسسات اربابب الطوائف استحداثها وتطبيقها لمواكبة هذه المرحلة الجديدة، وهذا التوجه والتحول الكبير، فقرار التثبيت - رغم تأخره- جاء بعد دراسات مستفيضة ومتأنية، والكرة الان في ملعب المؤسسات لتثبت جدارتها وأهليتها لهذا القرار، وكما ذكرت لك سابقاً، أنه تحتاج في الوقت الحالي إلى اعادة لهيكلتها واسلوب عملها دون الاخلال بأهدافها الاساسية التي لا يمكن التنازل عنها أو الإقلال من اهميتها".
مواكبة المتغيرات
ويختتم حديثه حول هذا المحور قائلا: " أما فيما يخص النظم الإدارية والمالية، فهذه النظم - ولله الحمد - متوافرة لدى المؤسسات ، وفي رأيي أن الوقت حان لأن تعمل المؤسسات على التوجه إلى المؤسسة الالكترونية في نظمها الادارية والمالية، لرفع مستوى الاداء وزيادة الانتاجية" . وحول البنى الأساسية لهذه المؤسسات، والكوادر البشرية العاملة فيها، وما تمتلكه من تجهيزات وأجهزة ومعدات، وحول سماح قرار التثبيت لها باستخراج سجلات تجارية، مما ينعكس ايجابا على انشطتها واعمالها، تحدث بقوله : " البنى الأساسية والتجهيزات والاجهزة والمعدات أمر مقدور عليه متى توافرت الامكانات المالية، ولكن الأهم هو تهيئة الكوادر البشرية التي تحقق الارتقاء بمستوى الأداء، وهذا لن يتأتي إلا بالعمل الجاد والتدريب المستمر والامان الوظيفي لهذه الكوادر، فأنت على سبيل المثال لاتستطيع أن تستفيد من جهاز حاسب تؤمنه، إذا لم يكن للدى المستخدم القدرة على تشغيله، وعلى الأقل الرغبة في التدرب علىه، وقس على ذلك الأمور الاخرى الادارية والاجرائية، ومن هنا تأتي اهمية التدريب ليواكب التسارع والمتغيرات الكثيرة في اساليب العمل". ويضيف بقوله : " أما فيما يخص قرار تثبيت مؤسسات أرباب الطوائف الذي سيتيح استخراج سجلات تجارية، ففي اعتقادي أن المؤسسات معنية بالبحث والخوض في كل نشاط تجاري يعود عليها بالفائدة، ويكون معتمداً على دراسة جدوى عملية، فالتجربة الماليزية تعتبر فريدة وناجحة بكل المقاييس، فمؤسسة "تابونج حاجي" هي أصلاً أنشئت من أجل العناية بحجاج ماليزيا وتقديم خدمات راقية لهم ، لكن في الوقت نفسه تعدى نشاطها الى خارج حدود خدمات الحجاج، وأصبحت مؤسسة لها وزن لايستهان به في المجالات التجارية والصناعية، لذا يجب على المؤسسات أن تبحث عن كل فرصة متاحة لهأن وتعطي أهمية خاصة للانشطة ذات العلاقة بخدمات الحجاج، مثل خدمات المشاعر المقدسة والإسكان في مكة المكرمة والتغذية وغيرها".
آليات "العوائد"
حول شكوى المسؤولين في مؤسسات أرباب الطوائف من ثبات العوائد التي يدفعها حجاج الخارج نظير ما تقدمه لهم هذه المؤسسات من خدمات دون أي تعديل أو زيادة لأكثر من 20 عاماً ورداً على سؤال حول مايشكله هذا الأمر من عوائق أمام توفير موارد مالية مناسبة لتطوير العمل فيها، تحدث بقوله : " بالتأكيد ان هذا الأمر يشكل عائقاً كبيراً، ولك أن تتصور ما ستدفعه لأحد أفراد عائلتك أو حتى خادمك عند ادائه فريضة الحج عبر مؤسسات حجاج الداخل، وقارنه بما يدفعه الحاج لمؤسسات أرباب الطوائف، ناهيك عن الطلبات المتزايدة في كل عام من قبل الوزارة والجهات الأخرى، والتي تشكل أعباء مالية أضافية عاماً بعد آخر، والقول بأن عائد السهم مرتفع جانبه الصواب، المؤسسات ليس لديها أصلاً رأس مال يحسب على أساسه للسهم عائد من ربح أو خسارة".وختتمنا هذا الحوار بسؤال حول تأثير طبيعة عمله كأستاذ جامعي ومشاغل هذه المهنة الكثيرة وارتباطاتها على تفرغه لمهنة الطوافة ومتابعة شؤونها، فرد المطوف الاستاذ الدكتور محمد أحمد بن عبد الله آشي، عضو مجلس إدارة المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج دول جنوب شرق آسيا، والمشرف على قطاع التدريب والجودة، بقوله: "للمعلومية.. أنا لست متفرغاً للعمل بالمؤسسة، ولست من مقدمي الخدمات المباشرة للحجاج، فأنا من المنتمين إلى هذه المهنة، ويسعدني أن أكون أحد القائمين على راحة ضيوف الرحمن من خلال علمي الاداري كعضو في مجلس إدارة المؤسسة، ومسؤولاً عن إسكان الحجاج بالمشاعر المقدسة، والتطوير والاستثمار، ومشروعات المؤسسة التي تصب في خدمة المساهمين والحجاج على حد سواء، وبالمناسبة ما كان قبولي للعمل بوزارة الحج، إلا من هذا المنطلق، ولا افشي سراً إن قلت لك أني خسرت ما يعادل 25% من راتبي عن انتقالي من الجامعة الى الوزارة ولكن كان عزائي في ذلك هو أن اسهم بجهدي وفكري لخدمة هذه المهنة".
السيرة الذاتية
المعلومات الشخصية
الاسم: محمد أحمد بن عبد الله بن عبد الغني آشي.
تاريخ الميلاد: 1 شعبان 1365ه
مكان الميلاد: مكة المكرمة.
الحالة الاجتماعية: متزوج وله ستة أبناء
المؤهلات العلمية
الثانوية العامة، مدرسة العزيزية الثانوية بمكة المكرمة 1384ه
درجة البكالوريوس بتقدير ممتاز " جيولوجيا/ كيمياء"، عام 1388ه جامعة الملك سعود.
دبلوم معهد الصحة العالي - روما - إيطاليا.
درجة دكتوراه الفلسفة في العلوم ، 1393ه - 1973م، جامعة "شفيلد" بالمملكة المتحدة.
التدرج الوظيفي
معيد بجامعة الرياض،1388ه.
عضو هيئة تدريس بجامعة الرياض ، 1393ه
عضو هيئة تدريس بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ، 1395ه.
وكيل كلية العلوم بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، "لفترتين" 10-1-1395ه
عميد كلية العلوم بجامعة الملك عبد العزيز، 25-1-1399ه
المدير العام للشركة السعودية للمدن السياحية 1402ه.
عميد شؤون المكتبات بجامعة الملك عبد العزيز "لفترتين"، 18-5-1407ه
وكيل وزارة مكلف لوزارة الحج والأوقاف لشؤون الحج اعتباراً من 10-10-1410ه
وكيل لوزارة الحج والأوقاف لشؤون الحج اعتبارً من 18-1-1412ه
استاذ بالجامعة 1415ه، وحتى تاريخه.
الوظيفة الحالية : استاذ بكلية العلوم بجامعة الملك عبد العزيز.
الترقيات العلمية
استاذ مساعد 1395ه
استاذ مشارك 1399ه
استاذ 1404ه


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.