تصوير - خالد الرشيد : أكد معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن العمل الخيري النزيه مفهوم من المفاهيم الأخلاقية المنيفة وقيمة من القيم العالمية. جاء ذلك خلال لقائه بقناصل الدول العربية والإسلامية المعتمدين في جدة، وقال : إن الدين جاء ليعزز هذا الخلق في الناس ويحثهم على ترجمته إلى ممارسة عملية مشيرا إلى أن رابطة العالم الإسلامي تدعو إلى إفساح المجال أمام العمل الإنساني من دون تمييز ولا استثناء مشيرا إلى أن رسالة الهيئة تتلخص في السعي إلى الريادة في العمل الخيري المؤسسي مؤكداً أن الهيئة أكملت ثلاثين عاما في العمل الإغاثي. ثم ألقى السفير محمد الطيب مدير عام فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكةالمكرمة كلمة قال فيها: إنه من الطبيعي أن تكون المملكة العربية السعودية رائدة العمل الإنساني على النطاق الإقليمي والعالمي، فهي بلاد الحرمين الشريفين، مهد الإسلام وموئل العروبة، التي أشاد بنيانها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله على قواعد ديننا الحنيف، دين الرحمة والمحبة، دين السلام والأمان، دين الإنسانية جمعاء. لذلك فإنه لا غرو أن المملكة العربية السعودية تأتي في طليعة دول العالم في تقديم المساعدات الإنسانية ونجدة المحتاجين وإغاثة الملهوف في جميع أنحاء العالم، فإذا كانت هيئة الأممالمتحدة قد دعت الدول الأعضاء فيها لتخصيص ما نسبته 00.06% (ستة في العشرة في المائة) أي اقل من 1% من ميزانية كل دولة للمساعدات الإنسانية، فإن المساعدات الإنسانية التي تقدمها المملكة العربية السعودية قد بلغت في بعض الأعوام ما نسبته 7% من ميزانيتها العامة، أي أكثر من سبعة أضعاف ما قررته الأممالمتحدة. ولعل أهم ما يميز المساعدات التي تقدمها حكومة المملكة أنها مساعدات غير مسيسة، تستهدف المحتاجين في جميع أنحاء العالم دون تمييز بين الناس على أساس العرق أو اللون أو الدين، كما أن مساعدات المملكة تقدم بالتعاون والتنسيق مع الهيئات الدولية المختصة وكذلك بالتنسيق مع حكومات البلدان التي تصلها المساعدات بمنا يضمن وصولها للمحتاجين الحقيقيين وعدم انحرافها عن أهدافها، ولم تقتصر مساعدات المملكة على المساعدات الإغاثة العاجلة عند حدوث النوازل الطبيعية من زلازل وفيضانات، وإنما تشمل كذلك تنفيذ مشاريع ذات نفع دائم مثل بناء المستشفيات والمدارس وطرقات السير، وحفر الآبار. وعلاوة على كل ذلك فإن حكومة المملكة العربية السعودية لم تكتف بتقديم المساعدات الإنسانية الرسمية، وإنما شجعت ودعمت إنشاء منظمات إنسانية غير حكومية محلياً وعالمياً.. وتأتي هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية على رأس هذه المنظمات الإغاثية غير الحكومية التي استطاعت بفضل الله سبحانه وتعالى والدعم غير المحدود من قادة المملكة، احتلال مركز متقدم في مجال الإغاثة والمساعدات الإنسانية في العالم أجمع. كلمة عميد السلك القنصلي ثم ألقى سعادة السفير غسان المعلم عميد السلك القنصلي بجدة كلمة قال فيها: إنه لمن دواعي سروري أن ألقي كلمة في هذا الحفل الكريم الذي تنظمه هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية على شرف السلك الدبلوماسي والقنصلي المعتمد بجدة والمنطقة الغربية والذي سيسمح لنا التعرف عن قرب على إنجازات هذه المنظمة الرائدة حيث اطلعت على برنامج الحفل الذي يتضمن عرض فيلم وثائقي عن إنجازات الهيئة ومعرض يبرز أهم المشروعات التي نفذتها. لقد شهد العالم في السنوات الماضية الكثير من الأزمات الاقتصادية والمالية والنزاعات العسكرية إلى جانب العديد من الكوارث الطبيعية ومنها الفيضانات والجفاف والزلازل، إضافة إلى ما يعانيه العالم من تغييرات مناخية، نتج عن كل ذلك مئات الآلاف من اللاجئين والجياع والمنكوبين، وتشير الإحصاءات التي أصدرتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين في العالم تجاوز الخمسة عشر مليون لاجئ عدا اللاجئين داخل أوطانهم الذين تركوا ديارهم لأسباب أمنية أو مناخية، بحيث تجاوز العدد الأربعين مليون لاجئ يضاف إلى ذلك عدد الجياع في العالم الذين تجاوز عددهم التسعمائة مليون شخص وفق آخر إحصائيات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة. ولاشك أن المنظمات الخيرية غير الحكومية قدمت الكثير من المساعدات الإغاثية والإنسانية لمساعدة اللاجئين والمنكوبين، ومن هذه المنظمات التي نعتز بها هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي التي يرأس مجلس إدارتها معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي ويرأس جهازها التنفيذي الدكتور عدنان بن خليل باشا، فها هي بعثتها تعود ظافرة من الصومال بعد أن قامت بتوزيع كميات وفيرة من الأغذية المتنوعة على المحتاجين في هذا البلد الشقيق الذي تتهدده المجاعة بما ينذر بكارثة إنسانية. وقد قام الوفد بعمله في ظروف طبيعية وإنسانية وأمنية بالغة السوء لدرجة أن أحد أفراده تعرض لإطلاق نار ورغم هذا واصلوا عملهم الإنساني بشجاعة واقتدار واستطاعوا أن يصلوا إلى أماكن نائية، للتخفيف من معاناة المنكوبين وإغاثتهم.