سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المليك يشرف مجلس الشورى الأحد ويلقي الخطاب الملكي السنوي .. خادم الحرمين يستقبل سماحة المفتي العام والعلماء وكبار المسؤولين وضباط الحرس الملكي والمواطنين
استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في الديوان الملكي بقصر اليمامة أمس أصحاب السمو الملكي الأمراء وسماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وأصحاب الفضيلة العلماء وكبار المسؤولين وكبار قادة وضباط الحرس الملكي وجمعاً من المواطنين الذين قدموا للسلام عليه أيده الله وتهنئته بسلامة الوصول إلى الرياض . وفي بداية الاستقبال أنصت الجميع إلى تلاوة آيات من القرآن الكريم مع شرحها وتفسيرها . بعد ذلك تشرف الجميع بالسلام على خادم الحرمين الشريفين . كما تشرف بالسلام على الملك المفدى حفظه الله مانع بن منصور بن مانع بن جمعه وإخوانه الذين أعربوا عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين على عزائه ومواساته لهم في وفاة والدهم منصور بن مانع بن جمعه رحمه الله داعين الله سبحانه وتعالى أن يجعل ذلك في موازين حسنات الملك المفدى . وتشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين رعاه الله جمال بن برغش بن مشل التمياط وإخوانه الذين أعربوا عن شكرهم وتقديرهم للملك المفدى على عزائه ومواساته لهم في وفاة والدهم برغش بن مشل التمياط سائلين الله تعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء . وقد دعا خادم الحرمين الشريفين الله سبحانه وتعالى أن يتغمد فقيدي الأسرتين بواسع رحمته ويسكنهما فسيح جنته وأن يلهم أهلهما وذويهما الصبر والسلوان . إثر ذلك ألقى فضيلة عضو المحكمة العليا الشيخ عبدالعزيز بن صالح بن عبدالعزيز الحميد الكلمة التالية : الحمد لله القائل ، الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتو الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ، والقائل الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين وهادياً إلى صراطه المستقيم وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيرا. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سماحة مفتي عام المملكة أصحاب الفضيلة والعلماء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد : إنه لشرف عظيم وغبطة تغمرني لا حدود لها أن أقف بين أيديكم وفي هذا الجمع المبارك لأتحدث عن مناسبة عظيمة تمر ذكراها بعد أيام قليلة على بلادنا هي ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية - هذا اليوم الذي وفق الله فيه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن في توحيد المملكة العربية السعودية، هذا اليوم الذي جمع الله فيه الكلمة وبسط فيه الأمن وأعلى كلمة الدين . الملك عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته أسس هذه الدولة وأحكم بنيانها على أساس متين ، أسسها على عقيدة التوحيد وإفراد الله بالعبودية، أستمد حكمه من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أخذ البيعة من مواطنيه على تحكيم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أخذاً من قوله تعالى// ومن أحسن من الله حكماً لقوم يؤمنون // أسسها على العدل بين الناس لا تأخذه في الحق لومة لائم، أسسها على انصاف المظلوم وإغاثة الملهوف آخذاً من قوله تعالى //وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل// . أسسها على تعظيم شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أخذاً من قوله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر . خادم الحرمين إن هذه الثوابت التي بنى الملك عبدالعزيز عليها حكمه وملكه هي دستور هذه البلاد لا يحيد عنها من يأتي من بعده لعلمه ولبعد نظره جعل الله الجنة مثواه. إن بلداً يقام على ذلك لا تعصف به الفتن ولا تختلف فيه الكلمة ولا يخرق صفه عدواً ومتربص . كان جل خطبه في كل مناسبة ترسيخ لهذه المبادئ العظيمة . خادم الحرمين استمر أبنائه البررة على هذا العهد الذي قطعه عبدالعزيز على نفسه حتى استلمتم الأمانة فكنتم نعم الأمين وقطعتم على نفسكم عهداً ما برحتم وفقكم الله تكررونه في كل مناسبة بالمحافظة على هذه الثوابت التي أعز الله بها بلادنا .. واليوم المملكة العربية السعودية تبوأت المكانة التي تستحقها بين دول العالم، أمن مستتب وتطور في كافة المجالات، واليوم لا يطلع شمس يوم إلا وأنت على موعد مع منشأة حضارية جبارة تقام ومنشآت تفتتح، إن ذكرى اليوم الوطني لهذه البلاد أدام الله عزها تفرض على كل مواطن ومواطنة التحدث بنعم الله، وأما بنعمة ربك فحدث .. ولئن شكرتم لأزيدنكم، التحدث بعظم نعمة الدين، التحدث بعظم نعم الأمن التحدث بعظم نعمة جمع الكلمة ووحدة الصف، التحدث بما صرف ويصرف من ميزانيات ضخمة لرفاهية المواطن والمواطنة التحدث بما تحقق من التوسع في فتح الجامعات والكليات والمعاهد وإنشاء المباني الضخمة، التحدث بما صدر من مقامكم الكريم من أوامر سامية في هذا العام أدخلت الفرحة والسرور على كافة شرائح المجتمع . خادم الحرمين: إن أعظم ما تفتخر به المملكة العربية السعودية إضافة إلى ما أشرت إليه ذلكم الحدث التاريخي في 19 /9 /1432 عندما وضعتم بيدكم المباركة حجر الأساس لتوسعة الحرم المكي الذي بحق يعتبر أعظم توسعة في التاريخ الإسلامي هذا الحدث التاريخي شرفكم الله به وأعظم به من شرف وأدخل الفرحة في قلوب عموم المسلمين وأثلج صدورهم .. بما جعلهم يرفعون أكف الضراعة في شهر كريم بأن يجزيكم الله خير ما يجازي به عباده الصالحين . خادم الحرمين إن من مفاخر هذه البلاد أن لكم يداً تبني وتسعى بالخير وتجمع كلمة المسلمين ويداً تسعى إلى الإصلاح ومحاربة الفساد وقمع المفسدين فجمع الله لكم الخير من طرفيه وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال طوبى لعبد جعله الله مفتاحاً للخير ومغلاقاً للشر . طوبى لكم بما حباكم الله من محبة صادقة في قلوب مواطنيكم طوبى لكم وأنتم تحملون قلباً يفيض حباً وشفقة ليس لمواطنيكم ولا للمقيمين فيها بل لكافة الأطياف الإنسانية . خادم الحرمين راهن بعض المرجفين ودعاة الفتنة في قبول المواطن لدعوتهم وإرجافهم فكان الرد بحمد الله مخيباً لآمالهم لان حجتهم داحظه فهل يستبدل المواطن والمواطنة ما يعيشونه من أمن واستقرار وتطور واجتماع الكلمة بالفوضى والتخريب ،إن المواطن يعي دوره ويعرف حقوقه وأنتم بحمد الله أيها القائد المبارك تدركون ذلك ولا أدل على هذا من صدور أمركم في هذا العام .. ومن خلال تنفيذها المواطن إن شاء الله على موعد مع منجزات ضخمة في الإسكان والصحة وغيرها . أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك في عمركم وأن يمتعكم بالصحة والعافية على طاعة الله . أسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم وأن يديم علينا نعمه الظاهرة والباطنة وأن يجعلنا جميعاً من الشاكرين . ثم ألقى الشاعر حسن بن حسين الإدريسي والشاعر مهدي بن عبار العنزي قصديتين بين يدي خادم الحرمين الشريفين . حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز رئيس هيئة البيعة وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الأمير سعد بن عبدالله بن تركي وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن سعود بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير الدكتور مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد مستشار سمو ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن ناصر بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز المستشار في ديوان سمو ولي العهد . *الخطاب الملكي السنوي للشورى من جهة ثانية يشرف بمشيئة الله تعالى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله يوم الأحد الموافق السابع والعشرين من شهر شوال لهذا العام 1432ه مجلس الشورى ويلقي - رعاه الله - الخطاب الملكي السنوي لأعمال السنة الثالثة من الدورة الخامسة للمجلس يتناول فيه السياستين الداخلية والخارجية للدولة. أعلن ذلك معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ. وأكد معاليه أن تشريف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمجلس الشورى مصدرُ اعتزاز ٍللمجلس رئيساً وأعضاءً ومنسوبين . فقد اعتادوا هذا التشريف الملكي في كل ِسنةٍ من دورات المجلس حيث يوجه حفظه الله خطابَه الملكي يتناولُ فيه السياستين الداخلية َ والخارجية للمملكة ، كما يوجه من خلاله رسائلَ مهمةٍ لأعضاء المجلس والمواطنين . وقال معاليه في تصريح لوكالة الأنباء السعودية بهذه المناسبة "إن المجلس وأعضاءَه يتطلعون لهذه المناسبة التي يتشرف فيها أعضاء مجلس الشورى بالاستماع إلى الخطاب الملكي الذي يلقيه خادمُ الحرمين الشريفين والاستماع ِإلى ما يوجهُه / حفظه الله/ من مضامين ضافيةٍ تُعد وثيقة نستلهمُ منها مواقفَ الدولة وتوجهاتها تجاه كثير من القضايا والمستجدات على الساحات العربية والإسلامية والدولية . وأضاف " إن مضامينُ خطابات ِخادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى تعد منهاج عمل للمجلس وأعضائه ، وتمهد الطريقَ للمجلس لتحقيق المزيد من الإنجازات ، فهي ترسمُ الأهدافَ والبرامجَ والغايات التي تطمح الدولة ُإلى تحقيقها ، وبذلك يشرعُ المجلسُ في دراساته وجلساته ومقترحاته انطلاقاً من تلك الخطابات ويعملُ على تحقيق الأهداف والغايات التي رَسمَ ملامَحها خادمُ الحرمين الشريفين أيده الله". وبين معالي رئيس مجلس الشورى أن ممارسة الشورى في المملكة النابعة من شريعتنا الإسلامية الغراء، أسهمت في تقديم الرأي السديد ، والمشورة المخلصة والقرارات الرشيدة، كما أسهمت في توسيع قاعدة صناعة القرار ونجحت في بناء جسر للتواصل الحضاري والإنساني مع العديد من دول العالم من خلال الحضور المميز للمجلس ووفوده في الساحات البرلمانية الدولية. وأوضح معالي رئيس مجلس الشورى أن حجم التطلعات والآمال والطموحات التي ينشدها ولاة الأمر والمواطنون تتواكب مع ذلك القدر من المقومات والنجاحات التي حققها المجلس. وأشار معالي الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ إلى أن المجلس أضاف إلى سجل منجزاته إنجازاً تاريخيا حيث أصدر 154 قراراً خلال السنة الثانية من دورته الحالية تتجاوز مجمل القرارات التي أصدرها المجلس في السنوات الأربع لدورته الأولى ، منها 34 قراراً تختص بالأنظمة واللوائح و 51 قراراً خاصة بالتقارير السنوية و 66 قراراً بالاتفاقيات والمعاهدات ، وهي إنجازات كانت بحجم العمل الذي بذله المجلس ولجانه المتخصصة في دراسة جميع الموضوعات التي أحيلت إليه من خادم الحرمين الشريفين ، أو التي تم اقتراحها من أعضاء المجلس بموجب المادة الثالثة والعشرين من نظام مجلس الشورى التي تتيح لأحد الأعضاء أو عدد من الأعضاء اقتراح نظام جديد أو تعديل نظام قائم . وقال معاليه " إن دور مجلس الشورى تجسد في خدمة المواطن وصيانة مقدرات الوطن متجاوزاً المفهوم الضيق لإبداء الرأي إلى آفاق أوسع فما يقدمه المجلس هو بمثابة قرار له قوته وإجراءاته الدقيقة والمحكمة يصدر بعد دراسات ومناقشات عميقة سواء في اللجان المتخصصة أو تحت القبة، وتمكن المجلس عبر الحوار الراقي ، وفي إطار معايير من الحرية المسؤولة والاحترام المتبادل ، تمكن من إنجاز العديد من الموضوعات والقضايا الوطنية المعروضة عليه بعد أن أخضعها للدراسة الشاملة والمعمقة وأصدر بشأنها القرارات المهمة واقترح العديد من الأنظمة مما أهله للقيام بدور فاعل ومؤثر في معالجة بعض القضايا الحيوية في مجتمعنا ، إلى جانب مراقبة أداء الجهات الحكومية سعيا للرفع من كفاءة العمل وتحسين الأداء. ومضى معاليه يقول " إن مجلس الشورى عمل على تطوير قواعد العمل في المجلس وفي لجانه المتخصصة وتحديثها بما يعزز دوره التشريعي والرقابي ليحقق تطلعات القيادة الرشيدة ، ويلبي آمال المواطنين في مزيد من تطوير وتحديث بعض الأنظمة ذات الصلة بحياتهم المعيشية والعملية " . وأرجع معاليه ما تحقق للمجلس من إنجازات على مدى دوراته الماضية إلى فضل الله تعالى ثم توجيه ومساندة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني / حفظهم الله / وتفاعل وتعاون أصحاب السمو والمعالي الوزراء والمسؤولين، وتواصل مع المواطن عبر وسائل ونوافذ عديدة ، فهو الدافع الرئيس والمستهدف في قرارات المجلس ورؤيته لمستقبل الوطن . ورفع معالي رئيس مجلس الشورى بالغ الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على ما يلقاه المجلس من دعم واهتمام منه - حفظه الله بوصف مجلس الشورى سنداً داعما للحكومة في مسيرة الإصلاح والتطوير التي تشهدها المملكة بحمد الله في هذا العهد الزاهر . وسأل المولى عز وجل أن يوفق قيادة المملكة إلى ما فيه الخير والصلاح ، وأن يديم على المملكة نعمة الأمن والإيمان ويحفظها من كل مكروه .