أكد عدد من مدراء الجامعات السعودية أهمية مؤتمر ظاهرة التكفير من جميع جوانبه، والذي ينطلق الثلاثاء القادم بالمدينة المنورة، مشيرين إلى أن المملكة قامت بمعالجة أمنية استباقية وفكرية للمشكلة حازت تقدير العالم. وقالوا إن التكفير حق لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ولذلك ينتفي شرعًا جواز تكفير أي فرد مهما كانت أخطاؤه إلا إذا توافق ذلك الوضع مع حق الله عز وجل وحق رسوله صلى الله عليه وسلم. وأشاروا إلى أنه لا ينبغي إخراج المسلم من دينه وهو الأصل إلا بيقين ثابت أقوى من يقين الأصل فيه وهو الإسلام. وحثوا المواطنين والمقيمين في البلاد على التعاون مع الجهات الأمنية في التصدي للفئة الضالة والإبلاغ عن المتورطين في الأعمال الإرهابية، ونوهوا بتوجيه عدد كبير من العمليات الاستباقية التي حققت نجاحًا كبيرًا في إفشال مخططات إرهابية. الحريقي: الخوارج ظاهرهم العبادة وباطنهم التفجير والتكفير يقول مدير جامعة الباحة الدكتور سعد بن محمد الحريقي: خرج الخوارج في مبدأ أمرهم على الخليفة الراشد: عثمان بن عفان (رضي الله عنه)فقتلوه ثم على الخليفة الراشد علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) فقاتلوه بحجة هي أوهى من بيت العنكبوت، فحاججهم حبر هذه الأمة: عبدالله بن عباس (رضي الله عنه) فرجع منهم من رجع إلى الهدى وإلى الصف الإسلامي، وبقي على ضلاله منهم من بقي، واضطر الخليفة علي (رضي الله عنه) إلى قتالهم قتالًا شديدًا فخمدت نارهم إلى حين. وعاد ظهورهم في العصور التالية على نفس النهج والحجج ظاهرهم العبادة والتقوى، والحرص على الدين والعقيدة، وحقيقتهم الجهل المطبق بأمر الدين وقلة البصيرة، والتقليد الأعمى للجهلة المتعصبين وقد وصفهم المصطفى (صلى الله عليه وسلم): بقوله «تحقرون دينكم إلى دينهم وصلاتكم مع صلاتهم». وفي هذا العصر ظهرت فلولهم على نهج أسلافهم يستحلون دماء المسلمين، ويتفننون في ترويع الآمنين ويسعون لإهلاك الحرث والنسل وشعارهم قتال الكفار وتحرير بلاد المسلمين وحقيقة أمرهم التكفير والتفجير.. وقد قامت حكومة هذه البلاد بمواجهة فتنة هؤلاء بما يقتضيه الوضع على شقين: الأول: معالجة أمنية استباقية، أودت بأحلامهم، وشتت فلولهم، وأفسدت مخططاتهم، ومن ورائهم. والثاني: معالجة فكرية (مناصحة ومحاورة، بالدليل الشرعي، وبالبرهان العقلي، نتج عنها إعلان الكثير منهم توبته، وعودته عن فكره ومنهجه المعوج). وسارت هذه المعالجات (الأول، الثاني) على خطين متوازيين، متكاملين وبنجاح منقطع النظير وأضحت هذه التجربة مثار إعجاب العالم من حولنا.. واوضح أن مبادرة جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بتنظيم مؤتمر عالمي حول ظاهرة التكفير بمشاركة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية خطوة مباركة وفي وقتها لدعم الجهود التي تبذل لمعالجة هذه الظاهرة وإخماد نارها. . باناجة : الفكر التكفيرى مارس الإرهاب وسفك الدماء قال مدير جامعة الطائف الدكتور عبدالإله عبدالعزيز باناجه يأتي هذا المؤتمر في وقت تعيش فيه الأمة واقعًا صعبًا، تعددت فيه المخاطر والمصاعب التي تحيط بها من كل الاتجاهات، ومن ضمنها الفكر التكفيري المنحرف الذي أسهم في سفك الدماء المعصومة، وإزهاق الأنفس البريئة، وأعمال التفجير، والتدمير، والتخريب، والإرهاب مما تأباه الشريعة الإسلامية السمحة والفطرة السليمة والعقول المستقيمة. واضاف ان المجتمعات الإسلامية بحاجة إلى الكشف عن الأسباب التي أنشأت هذه الظاهرة، وتوضيح شبهات هذا الفكر، والآثار الأمنية، والاجتماعية، والاقتصادية المترتبة عليه مشيرًا ان المسؤولية الملقاة على مؤسسات المجتمع في علاج هذه الظاهرة تربويًا، واجتماعيًا، وإعلاميًا كبيرة جدًا، للتعريف بسماحة الإسلام، ووسطيته وبعده عن مسالك الغلو والتطرف والإرهاب، وهذا ما تسعى إليه هذه الجائزة، مدير جامعة الملك خالد توعية الشباب بخطورة التكفير قال مدير جامعة الملك خالد الدكتور عبدالله بن محمد الراشد التكفير ظاهرة ذات أهمية عظيمة وأخطار جسيمة، وآثار سيئة ضارة بالأمم والشعوب، مشيرا انها شوهت دين الوسطية والعدل والاعتدال، والرحمة والتسامح والصلاح والإصلاح، وقد تجرأ حملة فكر التكفير على أقدس مقدسات الأمة وأهم مقوماتها كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، حيث قالوا على الله بغير علم، فاستباحوا الدماء المعصومة، والأعراض المصونة، والأموال المحترمة، وروعوا الآمنين، وأتلفوا الممتلكات. واشار إلى أن ظاهرة هذه بعض آثارها الوخيمة جديرة بدراسة أسبابها، وبواعثها والبحث عن جذورها، وتوعية الأمة وبخاصة الشبيبة الناشئة بعظم خطرها، وسوء عواقبها، كيلا يكونوا وقودها وأول من يصطلي بسعيرها. كما أنها جديرة بوضع الحلول الناجعة، والخطط الاستراتيجية، وتكثيف الجهود وتضافرها، واستنهاض الهمم لعلاجها وقلع بذورها. وقد استشعر ولاة الأمر في هذا البلد المبارك أهمية وخطورة هذه الظاهرة التي أصبحت تقض المضاجع وتؤرق العقلاء ليس في العالم الإسلامي فحسب، بل في العالم كله على اختلاف مشاربه، فعقدت المؤتمرات والندوات، ومنها هذا المؤتمر المعنون ب ((ظاهرة التكفير: الأسباب والآثار والعلاج)) الذي بادرت جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بالإعداد والترتيب له وذلك لتبصير العامة والخاصة بخطورة وأهمية هذه الظاهرة، وليتحمل علماء الأمة الإسلامية مسؤولياتهم تجاه هذه الظاهرة. وابدى شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على رعايته لهذا المؤتمر ولسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود راعي الجائزة على جهوده المباركة في العناية بالسنة والاهتمام بالأمن الفكري. طيب: لا يجوز إخراج أحد من دينه بدون يقين يقول مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور اسامة بن صادق طيب: الإسلام دين جامع لكل معاني العدل والحكمة والإنصاف والإقساط في كل الأمور (إن الله يحب المقسطين). ومملكتنا الغالية، منذ أن توحدت على يد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود (طيب الله ثراه) لم تفتأ تؤكد قولا وعملا أن الدستور الحاكم والمقيد لكل أمور حياتنا هو الشريعة السمحة، سواء من أحكام التنزيل العزيز أو أهداب السنة الشريفة. وقد تصدى رجالات بلادنا من أجل تفعيل هذه المصادر الحكيمة من خلال الجمعيات العلمية والجوائز والمسابقات واللجان. ومن أبرز هذه الهيئات (جائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة). فكانت الجائزة مجالا خصبا لتناول إضاءات السنة النبوية الشريفة والدراسات التي تسبر أغوار المشكلات والقضايا ذات العلاقة. ونحمد للقائمين على أمر الجائزة اختيارهم هذا العام موضوعا حيويا مهما هو (التكفير) ظاهرة وأسبابًا وآثارًا وعلاجًا. وهي ظاهرة تفشت في بعض المجتمعات الإسلامية دون الأخذ العميق بما جاء في أحكام الله وفي السنة النبوية. وقال ان التكفير حق لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يكون أبدا لغيرهما. وفمن هنا ينتفي شرعا جواز تكفير أي فرد مهما كانت أخطاؤه إلا إذا توافق ذلك الوضع مع حق الله عز وجل وحق رسوله صلى الله عليه وسلم، أي أنه لا يجوز التكفير إلا لمن كفره الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، كما جاء عند شيخ الإسلام ابن تيمية. والأصل فيمن يتم تكفيره الإسلام، فلا ينبغي إخراج المسلم من دينه، وهو الأصل إلا بيقين ثابت أقوى من يقين الأصل فيه، وهو الإسلام. ولنا عبرة في قول الله عز وجل: (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا..) وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر. فقد باء به أحدهما)، وقوله: (ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله). واضاف أن هذا المؤتمر سيكون له الأثر الفعال من خلال محاوره في مخاطبة شريحة خاصة من الشباب، وهم أكثر الفئات التي تفتقر إلى صفات التعمق والتزام الحكمة وعدم النظرة الثاقبة في العواقب والنتائج، إلا من رحمه ربه. وبخاصة إذا أخذنا في الاعتبار هذا الانفتاح التواصلي الهائل واتساع رقعة الفضائيات والشبكة العنكبوتية وأوعية المعلومات. كما سيؤتي أكله ثمارا طيبا من خلال الوقوف المتعمق على أسباب ظاهرة التكفير ورصد الآثار السالبة لها، ومن ثم إيجاد الحلول الناجعة.