الإرادة سيدة الموقف في حياة أي إنسان ، تساعده على تجاوز ما قد يواجهه من عقبات في سبيل الوصول لما يطمح ، لولوه إحدى النماذج الناجحة التي تسير على خطى ثابتة نحو مستقبلها الذي تراه بعين الأمل لا عين النظر، دخلت «البلاد» لتفاصيل حياة لولوة ورحلتها مع كف البصر والطموح . بداية الرحلة كنت طالبة مجتهدة في دراستي وفي مرحلة المتوسطة بدأ بصري يضعف وأصبحت استخدم النظارات الطبية ، وبذلت مجهودا مضاعفا للمحافظة على مستواي الدراسي ، ولكن استمر بصري بالتناقص شيئا فشيئا حتى تخرجت بتقدير جيد جدا بعد أن كنت أحرز المراتب الأولى بين الطالبات في المراحل السابقة ، وانتقلت إلى المرحلة الثانوية وازدادت معاناتي حين بدأت باستخدام العدسة المكبرة ،و كنت أتغيب كثيرا عن المدرسة حتى نصحني الطبيب بترك الدراسة لتدني مستوى الرؤية لدي و تدهورت حالتي واضطررت للبقاء في المنزل لمدة ثلاث سنوات ولم أكمل ما تبقى لي من المرحلة الثانوية ، ولم أكن أعلم حينها بوجود معاهد ومدارس لذوي التحديات البصرية . بصيص الأمل التحقت بمعهد النور الذي يهتم بأصحاب الإعاقة البصرية بعدما أشارت إحدى صديقات والدتي عليها بضرورة إكمال دراستي ، كنت محطمة لفقداني بصري إلا النزر القليل ولكني حاولت أن أختبر قدراتي وأتحدى نفسي ، والحمد لله وفقت وأصبحت الطالبة المثالية على المعهد و حصلت على المركز الأول في مرحلتي الدراسية. دعم الأهل عائلتي كانت الداعم الرئيسي لي فلم يشعروني يوما بأني فقدت بصري أو تغيرت عن ما سبق ، وبالنسبة للجامعة فقد دعمتني الدكتورة جيهان يسري ولها فضل كبير علي في زيادة ثقتي بنفسي ولم تكن تعاملني بطريقة مختلفة عن زميلاتي ودائما تقول لي بأني أستطيع عمل أي شيء وبإمكاني أن أبدع فيه ، وبشكل عام واجهت الكثير من الصعوبات ليس لعجز وإنما التجاهل والتهوين حيث يواجه ذوي التحديات البصرية مشكلة عدم توفر المناهج الجامعية على أقراص أو مطبوعات برايل مما يصعب علينا الجمع والكتابة ، وعدم توفر الإصدارات الحديثة من برنامج إبصار وغيرها في الأجهزة الحاسوبية مما يضيع علينا الكثير من الفائدة ، فالكفيف لا يحتاج شفقة أو إحسان من الناس بل أذن صاغية وتطبيق على أرض الواقع فلدينا قدرات عالية ومهارات لا يعترف بها سوى العقلاء وأي شخص يتهم الكفيف بالعجز والتخاذل فهو جاهل . طموح وهدف التحقت بقسم الاعلام في جامعة الملك عبدالعزيز و أطمح بأن تكون لي بصمة في المجتمع من خلال تخصصي ، فأنا لا أريد ملء صفحات الصحف ولا ساعات البث في الراديو والتلفزيون بل أريد خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة ومساعدتهم في إيصال صوتهم وطموحاتهم وأهدافهم وانجازاتهم والدفاع عن حقوقهم و تحقيق من يحتاجونه على أرض الواقع وتفعيل دورهم في مجتمعهم الذي لطالما حلمت بأن يتغير ويصبح أكثر وعيا وثقافة ويتذكر كل فردمنه بأن هناك أشخاص حوله يعيشون ويعانون ضياع الحقوق