يحاول النظام السوري للتملص من أزمته الاستفادة إلى أقصى حد من الانقسام في مجلس الامن ومن اخطاء الولاياتالمتحدة في الحرب على العراق. لذلك فهو يستغل المطالبة بالحماية الدولية التي أطلقتها الانتفاضة الشعبية يوم الجمعة الماضي لإعلان حرب على التدخل الخارجي من خلال الدعوة التي التعبئة العامة التي ستربك نشطاء الانتفاضة وتوفر للنظام مبررات إضافية لرفع درجة العنف ضد المدنيين.ويتخذ النظام من اعتراض روسيا على تطبيق حلف الأطلسي للقرار الدولي بشأن ليبيا وسيلة لتعطيل مجلس الأمن ومنع أي قرار يتضمن عقوبات آو يمهد لإرسال مراقبين دوليين أو إحالة مسؤولين سوريين إلى المحكمة الجنائية الدولية.كما أنه يستخدم التطورات التي أعقبت احتلال العراق من حرب أهلية واستشراء لإرهاب تنظيم «القاعدة» وتهجير للعديد من الفئات وبالأخص المسيحيين لتخويف الأقليات داخل سوريا من علويين ومسيحيين و دروز و اسماعيليين مما يمكن أن تتعرض له إذا فقدت الحماية التي يوفرها لها النظام نفسه. وفيما استنتج وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه و رئيس الوزراء البريطاني ديفد كامرون من محادثتهما مع الروس أن موقف موسكو ازداد تصلبا في رفض تكرار التجربة الليبية وأنه يعول على نظام دمشق وحده للقيام بإصلاحات سياسية، جاءت تصريحات لبطريرك الطائفة المارونية اللبنانية بشاره الراعي في باريس قبل أيام بمثابة إسقاط لمخاوف مسيحيي الشرق على الأزمة السورية إذ أشار إلى معاناة مسيحيي العراق وإلى ما يحتمل أن يتعرض له مسيحيو سوريا إذا انزلق الوضع إلى حرب أهلية . ، لا بد أن تنعكس أيضا كما قال على مسيحيي لبنان. وقد دعا البطريك بدوره إلى إعطاء النظام السوري فرصة لإجراء الإصلاحات. وبمعزل عن وجاهة موقف روسيا أو البطريرك اللبناني إلا أن أصحابها يتجاهلون أن النظام يستخدمها للمضي في القتل لا في الإصلاح إنقاذا لنفسه. ثم أن التفاف الأقليات من حوله لن يشجعه على إصلاح باتجاه الديمقراطية بل يقوي تجذره في الديكتاتورية.