هذه المقولة لشيخ المعلقين الأستاذ محمد رمضان الذي كان دائماً ما يرددها عبر وسائل الإعلام وفي أحاديثه الودية معي ، وكنت دائماً ما أحاول أن أتجنب التعمق في مقولته هذه كوني لا أتخيل الوحدة تصبح كحراء مع كامل تقديري و احترامي لهذا النادي المكي ، ولكنها في واقع الأمر نظرة ثاقبة من رجلِ خبير يرى و يشاهد واقع الحال وما سيؤول إليه المآل لهذا النادي العريق الذي يعاني من قرابة النصف قرن . ** وأكرر مقولة أخرى ذكرتها في العديد من المناسبات حيث قلت ( بأن العجائب لا تحدث إلا في زمن التونسي ) و أتذكر حينها أن مقولتي هذه لم ترق للعديد من الوحداويين أو بمعنى أدق للتونسيين وأعني ( عشّاق التونسي ) ، ولو استعرضنا أعجب و أغرب ما حدث للوحدة لوجدنا أن العديد من ( المصائب والعجائب والغرائب ) التي أصابت الوحدة كانت في عهده الميمون أو كان له تواجد وحضور مؤثر فيها . ** لم تكن مقولة أستاذنا محمد رمضان مبنية على فراغ ، فالوحدة منذ عقود من الزمن وهي تعاني من ( انعدام ) الموارد المالية وتعيش على ( الفتات ) الذي يجود به أعضاء الشرف الذين يعدون على أصابع اليد الواحدة ، ناهيك عن المعارك و التكتلات التي لا تنتهي و لن تنتهي بين كافة الأطياف الوحداوية والتي أصبحت سمة متلازمة مع الوحداويين وتجري في عروقهم مجرى الدم . ** ولم تكن مقولتي مبنية على أحقاد شخصية مع التونسي فالله يشهد أنني لم ألتق به في مناسبة عامة أو خاصة على مدى سنوات إلا مرتين أو ثلاث وليس بيني و بينه أي علاقة شخصية أو اتصال مباشر أو غير مباشر، ولكني تيقنت بأن هذا الرجل لا يملك من الفكر الرياضي شيئاً من خلال شواهد كثيرة ، ورغم الدفاع المستميت من محبيه من كونه عاشقاً للوحدة ، إلا أنني أرى أن عشقه للوحدة مقارنةً بما قدمه من دعم وليس ( ديونا ) لا يرتق لأن يقال عنه عاشقاً لهذا الكيان بقدر ما قد يكون ابتلاءً ابتليت به الوحدة بوجوده فيه . ** بعض الوحداويين متفائلُ بعودة الوحدة لدوري الأضواء في الموسم القادم برغم من عدم تفاؤلي بالعودة ، فأندية الدرجة الأولى ليست بالسهلة ويحظى معظمها باهتمام إداراتها بها ، فهناك أندية في الدرجة الأولى عسكرت في القاهرة وغيرها ولعبت مباريات ودية مع أندية قوية وجلبت من اللاعبين المميزين الكثير، في الوقت الذي يعسكر نادي الوحدة في الطائف لمدة أسبوع فقط ويلعب مع وج ودياً ، ولو فرضنا بأن الوحدة عاد لدوري الأضواء في الموسم القادم فمن يضمن للجماهير الوحداوية عدم هبوطه مرةً أخرى في ظل ( السوبر ماركت ) للاعبين حسب وصف الأخ طلعت الذي يحدث بنادي الوحدة ؟ . على الهامش خسارة منتخبنا أمام أستراليا على أرضنا و بين جماهيرنا لا بد أن تجعل المسؤولين عن الرياضة يعيدون النظر في آلية نظام الاحتراف لدينا ، فما شاهدته من تعالي لاعبي المنتخب ( المحترفين ) على الكرة وانعدام الروح يجعلني أردد ( رحم الله أيام الهواية ) فقد كان تمثيل المنتخب بالنسبة للاعبي تلك الفترة هو قمة الطموح ، أما الآن فما يبدو واضحاً للعديد من المتابعين أن اللاعبين المحترفين يعطون أنديتهم الاهتمام الأكبر، وهي لعمري كارثة تحتاج لحلول جذرية ، والحل من وجهة نظري هو الاعتماد على الأسماء الشابة ( غير المعروفة ) واللاعبين الموهوبين الذين لم يصابوا بعد بهوس الاحتراف الزائف سواءً في دوري زين أو الدرجة الأولى أو حتى الثانية واستقطابهم وتدريبهم لتمثيل المنتخب والبعيدة كل البعد عن الفكر العقيم للاحتراف الذي يمتلكه العديد من لاعبينا المحترفين والذين أصبح أقل اهتماماتهم للأسف هو ارتداء شعار الوطن .