تصوير - المحرر .. أدت موجة المياه الجوفية التي تجتاح عدة مبانٍ في حي الرغامة بجدة إلى إنهاك السكان، ودفعهم إلى حافة اليأس من أي علاج حقيقي يمكن له أن يبعث الطمأنينة إلى نفوسهم بأن يستقرون مطمئنين داخل مساكنهم، وفي هذا الصدد التقينا بالمواطن (محمد العيدروس) الذي تقع داره على شارع الرغامة مباشرة، وتجولنا حول وداخل مسكنه، وخرجنا بهذا التقرير الذي يوضح حجم المأساة. سنتان من العذاب يقول المواطن (محمد العيدروس) إن المشكلة ليست وليدة اليوم ولكنها معضلة قائمة منذ حوالي سنتين، عندما لاحظنا نحن السكان وأنا من بينهم أن موجات من المياه الجوفية بدأت تداهم منازلنا، وهو الأمر الذي دفعنا إلى طلب النجدة من كل من: أمانة جدة، الدفاع المدني، هيئة المساحة الجيولوجية، المجلس البلدي، وامارة منطقة مكةالمكرمة.. ولقد زار المكان بعض مندوبين وممثلين للجهات الرسمية، وفي كل مرة كان يقدمون وعوداً - ما عدا المساحة الجيولوجية التي اعتذرت لعدم الاختصاص بحسب رأيهم - ولم نجد إلا الوعود، بينما لا زالت المياه الجوفية، ثم بعد ذلك مياه الصرف الصحي تتحرك تحت مساكننا، وتهدد أساسات مساكننا، وتخترق خزانات المياه في بيوتنا، حتى أصبحنا لا نتوضأ من مياه الخزان. بحيرات وسط التلال وواصل المواطن العيدروس حديثه ل (البلاد) قائلاً: هذه المياه الجوفية جاءت تقريباً بعد سيول وأمطار جدة الأولى، حتى أن تلك الأمطار قد شكلت بحيرة أو أكثر من بحيرة هناك، ونحن في الواقع نشفطها بالوايت على حسابنا، ولكن مع ذلك لم يؤثر ذلك في تقليل حجمها الكبير، لأن كميتها الضخمة كمياه وسط حفرة ضخمة بين التلال هي بالتأكيد أكبر من طاقتنا نحن كمواطنين، وكان الأمر يحتاج إلى تدخل سريع وفوري من أمانة جدة، ليس الآن ولكن منذ شهور طويلة مضت، غير أنه للأسف لم يحدث التجاوب المطلوب والمأمول من أمانة جدة. مياه خطرة بالشارع وقال إن مما هو ملاحظ أن هناك مبان تتبع لشركة بن لادن غرب مساكننا وتصل إلى محيطها المياه الجوفية التي صارت تتدفق على سطح الأرض منذ سنتين، وكان أن قامت الشركة باجراء منفرد - دون التنسيق مع أمانة جدة بتصريف المياه عن محيط مبان الشركة، الأمر الذي جعل انسياب المياه يتعثر، وبذلك تكونت بحيرة مياه أمام بيتي من الناحية الغربية في الشارع العام/ شارع الرغامة.. مع ما يشكله ذلك من اعاقة للسير في شارع مهم للحركة المرورية، وكذلك من تأثير على الأسفلت، وأيضا في توالد الحشرات والبعوض، والذي سنكون نحن المساكن المحيطة به أول المتضررين. جولة داخل الفيلا وخلال جولة (البلاد) داخل فناء وبعض حجرات الدور الأرض في مسكن المواطن العيدروس، اطلعنا أولاً على خزان المياه، ووجدنا أن المياه الجوفية قد تسببت في احداث ثقوب واضحة في الجدار الخرساني الجانبي للخزان، وصارت تتدفق منه، مختلطة بمياه الخزان، الأمر الذي جعل لون المياه مختلفاً، في احتمال كبير لأن تكون تلك المياه الجوفية مخلوطة بمياه الصرف بحيث يفقد كل أحد الاطمئنان إلى سلامة مياه كتلك سواء في الوضوء، أو حتى غسل الملابس وأدوات الطبخ ونحو ذلك. تشققات الأعمدة وقال لنا المواطن العيدروس وهو يطلعنا على عدد من الأعمدة الخرسانية لمسكنه من داخل البيت بالدور الأرضي، ولاحظنا أثر المياه الجوفية على تلك الأعمدة، حيث أدت إلى فصل اللياسة عن جسم العمود، بل وإلى حدوث شقوق طولية ومتعرجة في جسم العمود الخرساني، الأمر الذي يثير الريبة والمخاوف من انهاك الأعمدة الخرسانية، وفرضية خطر تداعيها في أي لحظة، وما يمكن أن يؤدي ذلك إلى سقوط البيت على الأرض أو جزء منه. مناشدة أمين جدة وقال السيد العيدروس إنني أناشد معالي أمين جدة التدخل الفوري السريع لانقاذ أسرتي وبيتي من خطر محقق، وكذلك بيوت جراننا التي بينها من يعيش المعاناة، ولن يكون ذلك حقيقة إلاّ من خلال العمل لا الوعود، عمل حقيقي على الأرض، يؤدي إلأى وقف اجتياح المياه الجوفية لمساكننا، وايقاف الخطر المحدق بها قبل حدوث الأسوأ. احذر من سقوط البيت وأضاف: أنا حقيقة أحذر من سقوط منزلي على أسرتي، وأهيب بالدفاع المدني أن تكون له كلمة في هذا الشأن، وكذلك المجلس البلدي والذي للأسف حضر مندوب منهم إلى هنا، ولكن لم نجد منهم سوى الوعود، الأمر الذي يجعلني أعيد الثقة في مجلسنا البلدي الموقر، فكيف بنا نحن السكان الذين نطلب منه الوقوف معنا، ثم لا نجد التجاوب المطلوب، في حين أن من بديهيات عمله أن تكون له كلمة وموقفاً. علامات هندسية خطيرة وفي ختام حديثه لنا قال المواطن محمد العيدروس، لقد راودتني حقيقة فكرة أن أبيع هذه الفيلا، وأرحل من هذا المكان، رغم أن (شقى عمري) كله قد وضعته في هذا المسكن، لكن هل انتظر حتى يسقط فوق رؤوسنا، لقد تعبت حقيقة من كثرة المراجعات والمطالبات للجهات الرسمية، ولكن لم أجد تجاوباً فعلياً. والواقع أنه بدأت تظهر علامات هندسية وأخطار واضحة في مبنى مسكني تنذر بأنه على وشك الخطر، ولعل في نشر هذا الموضوع عبر جريدتنا العزيزة (البلاد) مناشدة ومطلب مهم لنا إلى المسؤولين لانقاذنا من هذه المعضلة الكبيرة.