تصوير - مازن الضمدي .... اكد عدد من المواطنين واصحاب معارض السيارات معاناتهم من المياه الجوفية وتسربات المجاري، والتي شكلت منذ حوالى عامين مستنقعاً دائماً ظل يهدد بيئة معارض السيارات جنوبي جدة.. وقالوا في لقاءات اجرتها معهم (البلاد) ان صوت معاناتهم وصل الى الجهات الرسمية، لكن لا نتائج على الارض، وبقيت المعاناة قائمة والمستنقع المائي يفوح بالرائحة الكريهة ويحتضن البعوض والحشرات والبكتيريا، التي كان من نتائجها بحسب ما قال لنا احد تجار المعارض اصابة عاملين من عماله.. وهنا التفاصيل. منذ سنتين في البداية تحدث الينا (سعد بن مسفر العتيبي) صاحب معرض سيارات فقال: ان هذا المستقنع المائي عمره الآن حوالى عامين، ولقد قمنا في مرات سابقة بتغطيته بالاتربة، ثم لم يلبث ان انبعت من جديد، حيث كانت تبرز المياه مجدداً بعد كل مرة ندفنه فيها. وعندما عجزنا عن ايقاف نزيف المياه المتدفق، قمنا بتشكيل عقوم حوله لمحاصرته، ومنعه من التمدد، والتوسع الى مساحات اكبر، حيث كان يمتد الى ابواب معارض السيارات. بيئة خطرة واضاف العتيبي: ان وجود هذا المستنقع شكل بيئة خطرة مليئة بالآثار السلبية على الصحة العامة، فانأ مثلا مرض عندي اثنان من عمال بحمى الضنك، نتيجة مجاورتنا للمستنقع، هذا بالاضافة الى كونه مؤذياً للمناخ العام للمنطقة هنا. لم تحل المشكلة واشار العتيبي الى ان الامانة قامت قبل حوالى اربع سنوات بسفلتته الشوارع في منطقة المعارض، لكنها لم تضع حداً لمشكلة هذا المستنقع خصوصا والمياه الجوفية عموما، والتي ربما خالطتها مياه المجاري ومياه محطات غسيل السيارات، لان هذا المكان منخفض، وصار بؤرة تتجمع فيها المياه المتسربة من كل الاتجاهات، كما انني لا استبعد ان يكون خزان المياه الكبير الموجود قرب المعارض قد حدث له بعض التسريبات، وصار رافداً يمد هذا المستنقع الدائم بالمياه. مياه راكدة اما (حريبان غلاب العتيبي) فقد اوضح لنا ان المنظر بوجود هذه المياه الراكدة هو منظر غير حضاري حيث يجول في اسواق المعارض مئات الناس يومياً، وبينهم بطبيعة الحال زوار من خارج جدة، الامر الذي يعكس مشهداً سلبياً للجهات الرسمية الخدمية المسؤولة. واضاف: ان المياه الراكدة هنا اعاقت ولازالت تعيق حركة السيارات وحركة العمل في المعارض، حتى انها اغلقت شارع مهماً، وصارت الحركة محصورة في الاتجاه الآخر من هذا الشارع. وقال: اننا نعاني حقيقة من الروائح الكريهة التي تنبعث من هذه المياه الراكدة، ولك ان تلاحظ وجود الطحالب في اسفل المستنقع كدليل على تقادم عمره، وتأخر امانة جدة لشهور عديدة في معالجته. واعرب عدد من تجار السيارات عن انزعاجهم الشديد من تأخر امانة جدة عن معالجة ذلك المستنقع المائي، وقالوا لقد خسرنا أموالاً كثيرة في بناء معارضنا، وتحصينها بشكل ممتاز، وعمل الديكورات لها وسفلتتها، لكن البلدية في المقابل لم تؤد دورها للاسف.. بمعنى اننا قمنا بتنفيذ المطلوب منا كاملا، وظل دور البلدية ناقصاً. رأي الزبائن والزوار وسألت (البلاد) عدداً من البائعين الذين كانوا يتسوقون في معارض السيارات قريبا من المستقنع فأعربوا لنا عن دهشتهم من بقاء هذه المياه الراكدة كل هذه الفترة الزمنية الماضية، خصوصا ومخاطر حمى الضنك تلقي بظلالها على جدة، ومثل هذه المياه الراكدة تعتبر عاملا مساعداً لخطر البعوض وبالتالي خطر اصابة الناس بحمى الضنك. وقالوا: ان الحلول الوقتية او الجزئية لا تجدي مع حالة كهذه، بل لابد من عمل علمي هندسي متكامل يعالج المشكلة من جذورها واقترحوا - كمثال - عمل تمديدات ارضية تمتص المياه الجوفية الى مكان بعيد عن الاسواق والمعارض، وتعمل بأسرع وقت ممكن على تجفيف ارضية المكان. طوارئ الأمانة وقال لنا احد العاملين بمعرض سيارات مجاور للمستنقع: اننا سبق وان اتصلنا على رقم طوارئ الامانة (940) لعدة مرات، وكنا نسمع وعودا بانهاء المشكلة ومعالجتها، غير اننا لم نر افعالا على الارض للاسف الشديد. بلدية الجنوب وقال لقد قمنا نحن وآخرون ومنذ فترة بعيدة باشعار بلدية الجنوب (فرع امانة جدة) المسؤول عن منطقة المعارض، وقدمنا طلبا يوضح تضررنا ومعاناتنا من مستقنع المياه هذا، ولكن لم تجد التجاوب المطلوب.. كما اننا سبق وان اشعرنا شيخ المعارض بالمشكلة، ومازالت الامور كما هي معاناة متواصلة ليلا ونهارا مع روائح كريهة، ومشهد غير حضاري، وخطر بيئي يهدد الصحة العامة. مناشدة الأمين وناشد في ختام كلمته معالي امين محافظة جدة بالعمل على ارسال فريق من الامانة يقف على الوضع ميدانيا، ويسجل حجم الخطر والمتاعب التي يعاني منها سوق المعارض القريب من هذه المياه الراكدة، وقال إننا أملنا كبير في الله تعالى ثم في أمين محافظة جدة.