المضمون: (فشل تركيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كان مثابة إهانة وطنية. إحساس النفور من أوروبا أصبح القوة التي تحرك أردوغان ليبسط أشرعته شرقا).سلاح البحرية العثماني كان أحد الأسلحة البحرية الكبرى، وليس فقط في البحر المتوسط. في العام 1516، بفضل أسطولها الفاخر، بدأت الإمبراطورية العثمانية باحتلال سوريا وتوجهت بعد ذلك نحو شمال إفريقيا حيث احتلت الجزائر، مصر، تونس وأجزاء من الإمبراطورية الإسبانية. ومن الهوة عاد هذا الأسطول في نهاية الأسبوع إلى البحر. وكشف مسؤول تركي كبير النقاب عن أن سلاح البحرية التركي سيعزز تواجده جدا في شرقي البحر المتوسط في أعقاب تقرير بالمر. ووصف "إستراتيجية (بحرية) أكثر عدوانية" ضد "زعرنة سلاح البحرية الإسرائيلي". أنقرة غاضبة. بالتأكيد من إسرائيل، ولكن غاضبة أكثر من بالمر. أنقرة أردوغان تستخدم المشاعر أيضا في إدارة السياسة الخارجية. وقد ساعدها هذا في رفع مستوى مفهوم الانتهازية (انظر سوريا) ولكن يوجد حد إلى أين يمكن لأردوغان أن يسير. للكونغرس الأمريكي، مثلا، سيكون أصعب عليه قليلا الوصول إليه اليوم. تركيا في عصر أردوغان كشفت في دافوس 2009 بوصلتها في كل ما يتعلق بتوجيه العلاقات مع إسرائيل، عندما ثار أردوغان بالذات على أحد أكبر المحامين لتركيا في العالم، الرئيس بيرس. فشلها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كان مثابة إهانة وطنية. إحساس النفور من أوروبا أصبح القوة التي تحرك أردوغان ليبسط أشرعته شرقا. فجأة أصبح العالم العربي جذابا سواء كان زعماؤه قبل "ربيع الشعوب العربي" أم الشعوب بعد "الربيع". أسطول 2010 (مرمرة) أدى، ومن كان يصدق، إلى أمرين إيجابيين أيضا: "نجاحه" قزم ذاك الذي أبحر بعده، ولكنه أساسا منح إسرائيل أحد الإنجازات القليلة في الأممالمتحدة منذ قرار التقسيم. فتقرير بالمر يقرر بأن الحصار البحري على قطاع غزة هو وسيلة أمنية مشروعة لمنع تهريب الوسائل القتالية. فهل كان وفد إسرائيل إلى الأممالمتحدة يحلم على الإطلاق في أن يمرر في الأممالمتحدة مثل هذا التصريح؟ "ربيع الشعوب العربي" خلق فراغا سلطويا في القيادة العربية. أردوغان، الذي يسعى إلى الدخول إلى هذه الخانة، يفهم جيدا ما هو القاسم المشترك للجماهير: استعراض العضلات أمام إسرائيل. اعتذار إسرائيل لن يغير شيئا. بل العكس كان سيسهل الدعاوى ضد قواتنا في العالم، يضعف مكانتنا الإقليمية ويقزم إنجازات تقرير بالمر. الاعتذار هو كالاعتراف – فلسفيا، حتى لو لم يكن قانونيا. تركيا اليوم لا تبحث اليوم عن المصالحة، بل تبحث عن الإهانة. في 14 آب ألقى أردوغان خطابا تحدث فيه عن فقدان الصبر بعد صوم رمضان في الحرب ضد الإرهاب الكردي في بلاده. في هذه الأثناء، قد تكون وزارة خارجيته ترتب له حملة استكمال في غزة. وعلى ذكر الأسطول، فإن الأتراك – كما ينبغي الاعتراف – لن يغضبوا، كما آمل إذا ذكرناهم أيضا بمعركة لبنتو (1571) التي كانت هزيمتهم الأولى في البحر.