قال مسؤول عسكري كبير في القيادة الجديدة لليبيا لرويترز إن آخر مرة رصد فيها معمر القذافي كان متجها إلى الحدود الليبية الجنوبية وذكرت مصادر عسكرية في فرنسا والنيجر أن عشرات المركبات التي تقل قوات موالية للقذافي عبرت الحدود إلى النيجر. وقال هشام أبو حجر الذي ينسق جهود البحث عن القذافي إن الانباء تشير إلى انه ربما كان في منطقة قرية غات بجنوب ليبيا على بعد نحو 300 كيلومتر الى الشمال من الحدود مع النيجر قبل ثلاثة ايام. وقال ابو حجر في مقابلة الليلة قبل الماضية «انه خارج بني وليد فيما اعتقد. آخر مرة رصد فيها كان في منطقة غات. رأى الناس السيارات تسير في ذلك الاتجاه.. وعلمنا من مصادر كثيرة انه يحاول المضي جنوبا باتجاه تشاد او النيجر.» وقالت مصادر عسكرية من فرنسا والنيجر إن جيش النيجر رافق قافلة تضم نحو 250 مركبة إلى مدينة أجاديز الشمالية. وصرح مصدر عسكري فرنسي بأن القذافي ربما ينضم إلى القافلة في الطريق إلى بوركينا فاسو المجاورة التي عرضت اللجوء على الزعيم الليبي المخلوع. وعبرت الولاياتالمتحدة عن اعتقادها بأن القافلة تقل مسؤولين كبارا من نظام القذافي وحثت النيجر على اعتقال أي شخص قد يكون عرضة للملاحقة القضائية بشأن مزاعم بارتكاب جرائم خلال الثورة الليبية. وأمس الثلاثاء قال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا إن القذافي «هارب» لكن عند سؤاله في وقت لاحق في برنامج تلفزيوني عما إذا كان القذافي لا يزال في ليبيا رد قائلا «لا أعلم. أعتقد أنه اتخذ كثيرا من الخطوات كي يضمن ان يتمكن في النهاية من الخروج إذا ما اضطر لذلك.. لكن فيما يتعلق بأين أو متى أو كيف يحدث ذلك .. فإننا لا ندري.» وأكد موسى ابراهيم المتحدث باسم القذافي انه لم يغادر البلاد. وقال لرويترز عبر الهاتف من مكان غير معلوم إن القذافي في ليبيا في مكان آمن ويتمتع بصحة جيدة للغاية ومعنوياته مرتفعة. وقالت القوات المناوئة للقذافي التي أنهت حكمه الطويل منذ نحو أسبوعين إنها تعتقد أن نحو 12 مركبة أخرى عبرت الحدود ربما تحمل ذهبا وأموالا نهبت فيما يبدو من فرع للبنك المركزي الليبي في مسقط رأس القذافي. وتنفي فرنسا والنيجر وبوركينا فاسو وحكام ليبيا الجدد وحلف شمال الأطلسى أي معرفة بمكان القذافي أو بأية صفقة للسماح له بالخروج من البلاد أو الحصول على ملجأ من ملاحقة الليبيين أو المحكمة الجنائية الدولية التي تطلب محاكمته بشأن ارتكاب جرائم حرب. وقال وزير داخلية النيجر عبده لابو في مؤتمر صحفي «حسب علمي لم يكن هناك مئات من العربات عبرت الى النيجر.» لكنه أكد التقارير بشأن السماح لمنصور ضو القائد الامني للقذافي بدخول البلاد لأسباب انسانية وقال انه المسؤول الليبي الوحيد الذي استقبلته النيجر. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان الأمر متروك لليبيين ليقرروا مكان أي محاكمة لكن لا يجب السماح للقذافي بان يفلت. واضاف «سيتعين أن يواجه العدالة بسبب الجرائم التي ارتكبها خلال الاثنين والاربعين عاما الماضية.» وحثت وزارة الخارجية الأمريكية النيجر على القبض على أي مسؤول من نظام القذافي يدخل أراضيها. وذكر مصدر عسكري فرنسي أن القذافي (69 عاما) وابنه سيف الاسلام ربما ينضمان إلى القافلة في وقت لاحق في طريقهما إلى بوركينا فاسو. ونفت بوريكنا فاسو ذلك وقالت انها لم تتلق طلبا للجوء من الزعيم الليبي المخلوع وانه ليس من المتوقع أن يلجأ اليها. وقال وزير الاتصالات الان ادوارد تراوري لتلفزيون رويترز «ليس لدينا علم بأنه موجود في بوركينا... لكن في حالة وصوله إلى حدودنا سنتخذ اجراءاتنا.»