تصوير: عبدالمنعم عبدالله .. قلب الاتحاديون كامل التوقعات والقراءات الفنية التي سبقت اللقاء الذهابي الكبير بين الهلال والاتحاد ضمن مجريات دور النصف النهائي لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال واحرز فوزه المؤزر والثمين على منافسه ونظيره الهلال بثلاثية نظيفة على استاد الأمير فيصل بن فهد بالعاصمة الرياض. بادر الاتحاديون بتحقيق هدفهم المبكر في الدقيقة (الخامسة) عن طريق باولو جورج واضاف الهدف الثاني ومن ركلة جزائية محمد نور عند الدقيقة 82 فيما اختتم مهرجان الأهداف الصفراء المحترف باولو جورج في الدقيقة 84، وبهكذا نتيجة ثقيلة ينتظر الفريقان مباراة الذهاب لحسم الفريق المتأهل لمباراة الختام. الشوط الأول ظهر الاتحاديون منذ مطلع هذا اللقاء أكثر جرأة وضغطا هجوميا من خلال العمق والأطراف مستثمرين الضعف العناصري للدفاعات الهلالية بغياب اسامة الهوساوي واستطاع المحترف الاتحادي باولو جورج من احداث نقلته الجانبية من الجبهة اليمنى بعد تجاوزه المتألق للزوري والمرشدي وتحويلها بكل اقتدار للجزائري زاييه الذي اطلقها عنيفة ومركزة في الشباك الهلالية تستقر على يسار حسن العتيبي عند الدقيقة (الخامسة). وبأثر احراز الهدف الاتحادي المبكر بدأ الطاقم الهلالي أكثر حضورا واصرارا على ارسال الكرات الطولية مع تنشيط مناطق الأطراف من خلال الزوري والكوري وي ونغ وممارسة الضغط الصريح على دفاعات الاتحاد الذي قابلها بكثير من اليقظة والتصدي لهذه التطلعات الزرقاء بكل اقتدار وسط مساندات من محاور الفريق أحمد حديد وسعود كريري واللذين حجبا العديد من الاسقاطات الرأسية والجانبية الهلالية والتي فشلت في الوصول لورقة التعديل. ومع هذا التكثيف الاتحادي لمواقعه الخلفية حفاظا على مرماه من احراز التعادل اعتمد مهاجموه على الكرات الخاطفة والمرتدة برع فيها النمري ومحمد نور. بالمقابل استمرت المحاولات الهجومية الهلالية في حضورها وانطلاقاتها من كامل الاتجاهات مع التركيز أحيانا على لغة التسديد المباشر من مختلف المسافات بقيادة الروماني رادوي والذي لم يكن كثيرا في مستوياته وتجلياته. ومع هذه المحاولات الهجومية البائسة ظل الاتحاديون محافظين على اقفالاتهم الدفاعية والاحكام الصارم على تحركات المحياني والفريدي واللذين استسلما كثيرا لهذه الرقابة الواضحة والخروج في النهاية الى التفوق النتائجي عبر هذه الحصة والذي فرضها الاتحاديون فعلا بعد ان اطلق حكم المباراة كالروس صافرته معلنا نهاية هذا الشوط بتقدم الفريق الاتحادي بهدف نظيف فرمل الكثير وقلب الموازين مقابل لا شيء للفريق الهلالي. الشوط الثاني استهل الهلاليون بدايات هذه الحصة بابدال فني مطلوب ومنتظر بدخول السويدي ولهامسون وذلك أملا في تعزيز ادواته الهجومية والوصول لورقة التعديل مبكرا امام الفريق الاتحادي الصعب. وبفعل هذا الابدال للمدير الفني الهلالي كالديرون اتضحت النزعة الهجومية الهلالية وفرض السيطرة الامامية وممارسة الضغط الصريح على مرمى مبروك زايد اهدر خلالها الفريدي العديد من الفرص السانحة والمفتوحة والذي تألق زايد في اليقظة لها والتصدي لخطورتها أكثر من مرة. وظلت التجليات الميدانية الهلالية حاضرة وخطيرة وفعالة تمارس معطياتها بالانتشار والتحرير الطولي والعرضي والتوغل الهجومي من العمق والأطراف زادها حراكا بدخول المصري أحمد علي بديلا للمباراة ورغم هذه السيطرة الميدانية (الصرفة) إلا أن الخطوط الدفاعية الاتحادية ظلت صامدة ومتألقة تكرس المزيد من التغطيات والاغلاقات والاحكامات الدفاعية عطلت خلالها الكم الوافد من الفرص الهلالية والتي فشلت في هز الشباك الاتحادية واللحاق بورقة التعديل المنتظر. بالمقابل اعتمد الهجوم الاتحادي على الكرات الطولية والاسقاطات العرضية بعد تعزيزه بدخول نايف هزازي بديلا عن عبدالملك زاييه ومساندة نور وباولو جورج والتي مثلت خطورة متباينة في العمق الدفاعي الهلالي والذي يعاني كثيرا من الضعف الادائي بغياب اسامة هوساوي. الهدف الاتحادي الثاني ومن كرة ذكية ساقطة لباولو جورج من الجبهة اليسرى يعترضها الكوري لي ونغ بيده وبإثرها يحتسب حكم اللقاء الاسباني ركلة جزائية عند الدقيقة 82 يتصدى لها محمد نور ويودعها بكل ثقة على يمين العتيبي. جورج يحرز الهدف الثالث اعقبها انطلاقة سريعة لباولو جورج من الجبهة اليسرى يتوغل فيها دفاعات الهلال ويرسلها مركزة نحو المرمى الهلالي تستقر في الزاوية العلوية على يسار حسن العتيبي. وفي الدقيقة 88 يشهر حكم اللقاء الاسباني كالروس بطاقته الحمراء للسويدي ولهامسون عقب احتكاكه غير القانوني مع مشعل السعيد. ووسط هذا الانقلاب النتائجي المتسارع والذي اتجه لمصلحة الطاقم الاتحادي وحسم مباراة الذهاب بنتيجة ثقيلة رغم السيادة الميدانية التي سجلها الهلاليون عبر مراسم هذا الشوط.. ورغم هذا إلا أن المباراة اتجهت في النهاية لمصلحة الاتحاد بفوزه الكبير وبواقع ثلاثة أهداف نظيفة مقابل لا شيء للفريق الهلالي الذي لم يزل يعيش دائرة التطلعات في خطف ورقة التأهل الصعبة عبر مجريات مباراة الاياب.