سلمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في ظل الاهتمام والعناية المستمرة من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بقضايا القوى العاملة الوطنية، وادراكاً لأهمية المعالجة الجذرية المتكاملة لاختلالات سوق العمل، وانطلاقاً من مسؤوليات وزارة العمل والمهام المنوطة بها، فقد قامت الوزارة خلال الفترة الماضية بمراجعة شاملة لكافة قضايا القوى العاملة والتوظيف في المملكة بهدف معالجة تلك القضايا وفق أسس منهجية وعملية متكاملة ورؤية واضحة تؤدي إلى تحقيق أهداف الوزارة في زيادة فرص توظيف القوى العاملة الوطنية في القطاع الخاص وخفض معدلات البطالة وترشيد الاستقدام بما يتوافق مع الاحتياجات الفعلية لمشاريع التنمية بالمملكة، وكذلك حث المؤسسات والشركات الخاصة وتشجيعها على دعم وتعزيز جهود الدولة رعاها الله والمشاركة الايجابية الفعالة معها في مجال تأهيل وتوظيف العمالة الوطنية. وفي اطار تطوير استراتيجية عمل الوزارة الشاملة فقد دشنت مؤخراً - ضمن مبادرات وآليات هذه الاستراتيجية - البرنامج التحفيزي لتوطين الوظائف "نطاقات" في المنشآت الخاصة والذي تم اعداده ليكون معياراً جديداً لتحقيق السعودة.تعتمد فكرة هذا البرنامج على تصنيف المنشآت إلى أربعة نطاقات أعطيت ألواناً مختلفة هي الأحمر، الأصفر، الأخضر والممتاز، بحيث تكون المنشآت الأقل توظيفاً في الدرجتين الأحمر والأصفر بينما يتم تصنيف المنشآت الأعلى توطيناً في درجة الأخضر والممتاز. ويتسم برنامج "نطاقات" بالمزايا والخصائص الآتية: 1) العدالة: يعتمد البرنامج على مبدأ العدالة الكمية والكيفية في التعامل مع المنشآت العاملة في سوق العمل السعودي، وذلك من خلال اقرار نطاقات تختلف باختلاف النشاط، وباختلاف حجم المنشأة مقارنة بالمنشآت العاملة في نفس النشاط. 2) الشفافية: تعمل الوزارة على إتاحة الفرصة لكافة المنشآت للاطلاع على موقفها في برنامج "نطاقات" والمزايا التي تستحقها وفقاً لذلك، مما يساعد المنشآت على إدارة ملفاتها وتحديد مستقبلها وفق معطيات تصنعها الإدارات التنفيذية لهذه المنشآت. 3) الواقعية: يقوم البرنامج على وضع حدود فاصلة بين النطاقات بناءً على ما تحقق في الواقع خلال السنوات الماضية، وليس بناءً على ما كان يجب أن يتحقق. 4) المصداقية: يعتمد البرنامج على بيانات واقعية مستقاة من مصدرها دون تدخل مباشر، حيث تستقي بيانات العمالة الوطنية من قاعدة بيانات التأمينات الاجتماعية، بينما يتم الحصول على بيانات العمالة الوافدة من المركز الوطني للمعلومات بوزارة الداخلية. 5) المرونة: يُمكن البرنامج وزارة العمل من مراقبة ما يتحقق بالفعل في سوق العمل، وبالتالي تحريك النطاقات باتجاه يتوافق مع معطيات السوق فكلما زاد عدد طالبي العمل السعوديين، يتم تحريك الحد الأدنى للنطاق الأخضر إلى الأعلى لتحفيز المنشآت على توظيف المزيد من الأيدي العاملة السعودية.. 6) التحفيز: يشجع البرنامج المنشآت على توظيف المزيد من الأيدي العاملة السعودية. فكلما زاد معدل توظيف السعوديين زادت المزايا الممنوحة للمنشأة وبالتالي تتحسن قدرتها على تحقيق معدلات أعلى من النمو. ومن منطلق الشراكة الاستراتيجية والتعاون القائم بين مختلف الأجهزة الحكومية، ورغبةً من الوزارة في تعضيد جهودها في مجال توطين الوظائف في القطاع الخاص واصلاح اختلالات سوق العمل. فقد وددت أن أضع سعادتكم في صورة ما تقوم به الوزارة من جهود في هذا المجال، مع ترحيب الوزارة الدائم بدعمكم ومساندتكم حتى تتمكن من تحقيق الأهداف والغايات النبيلة التي نسعى إليها جميعاً. وتفضلوا بقبول خالص تحياتي,,, نائب وزير العمل عبدالواحد بن خالد الحميد