قال دبلوماسيون غربيون ان سوريا المتهمة بانتهاك حقوق الانسان على نطاق واسع رفضت الضغوط التي مارسها عليها عدد من وفود الاممالمتحدة للانسحاب من السباق للحصول على عضوية مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة.وسوريا من بين أربع دول مرشحة لعضوية مجلس حقوق الانسان الذي يضم 47 دولة لتمثيل منطقة آسيا الى جانب الهند واندونيسيا والفلبين. وأيدت المجموعة التي تمثل آسيا في الاممالمتحدة الدول الاربع كما أيدتها جامعة الدول العربية. وقال مبعوثون غربيون ان حملة القمع العنيفة التي شنتها سوريا ضد المحتجين المناهضين للحكومة دفعت بعض أعضاء الاممالمتحدة الى القول انه لا يحق لها الانضمام الى مجلس حقوق الانسان في الوقت الذي تواجه فيه اتهامات بارتكاب انتهاكات شديدة.وقال السفير الفرنسي لدى الاممالمتحدة جيرار آرو "الوقت حقا غير مناسب لعضوية سوريا في مجلس حقوق الانسان." وحثت منظمة هيومان رايتس ووتش التي تتخذ من نيويورك مقرا الجمعية العامة للامم المتحدة التي تجري التصويت على عضوية مجلس حقوق الانسان يوم 20 مايو ايار على رفض ترشح سوريا للعضوية.وقالت بيجي هيكس المسؤولة في هيومان رايتس ووتش في بيان "ترشح سوريا هو إهانة لكل من يتعرض لعمليات القمع الوحشية التي تقوم بها وإهانة لكل مؤيدي حقوق الانسان في كل مكان ويجب ان ترفض بحسم."ولم تتحرك اي من المجموعة الاسيوية او جامعة الدول العربية لتسحب رسميا تأييدها لترشح سوريا. وقال دبلوماسيون لرويترز ان وفودا اسيوية وعربية وغربية حثت سوريا رغم ذلك في هدوء على الانسحاب من السباق.لكن بشار جعفري السفير السوري لدى الاممالمتحدة قال للصحفيين ان دمشق لم تغير خططها لخوض السباق للحصول على مقعد في مجلس حقوق الانسان. وذكر دبلوماسيون ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها الاوروبيين يشجعون دولا عربية وآسيوية اخرى للترشح ضد سوريا لخوض السباق على مقعد مجلس حقوق الانسان. وعلى الرغم من اظهار البعض اهتمامه بالامر لم تتقدم اي دولة رسميا للترشح ضد سوريا. ومن ضمن الدول المرشحة لمنافسة سوريا على المقعد الكويت ومنغوليا ونيبال. ويقول دبلوماسيون غربيون ان جامعة الدول العربية قلقة من ان تخسر مقعدا في المجلس لصالح دولة آسيوية أخرى اذا فشلت سوريا في الحصول على أغلبية الاصوات في الجمعية العامة التي تضم 192 دولة خلال الاقتراع الذي يجري أواخر الاسبوع القادم. وكانت الولاياتالمتحدة قد رفضت تحت قيادة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الانضمام الى مجلس حقوق الانسان بزعم انه أداة للقوى المناهضة لاسرائيل في الاممالمتحدة. لكن قبل عامين عدل الرئيس الامريكي باراك أوباما الموقف قائلا ان الولاياتالمتحدة يمكنها تحسين الموقف في مجلس حقوق الانسان من الداخل. ويقول دبلوماسيون في الاممالمتحدة ان واشنطن وقوى غربية اخرى قد تقاطع مجلس حقوق الانسان اذا انضمت سوريا الى عضويته. ويشكو مسؤولون أمريكيون وأوروبيون من ان جامعة الدول العربية التي أيدت مؤخرا تعليق عضوية ليبيا في مجلس حقوق الانسان بسبب الصراع الدائر مع المعارضة لم تتخذ موقفا قويا ضد سوريا.