رحب البرلمان العربي باتفاق المصالحة والوفاق الوطني الفلسطيني الذي وقع في القاهرة أمس بين حركتي فتح وحماس والفصائل الفلسطينية الأخرى تحت رعاية مصرية. وأوضح رئيس البرلمان العربي على سالم الدقباسى في تصريح له اليوم أن التوصل إلى هذا الاتفاق الذي ساهمت فيه جهود كل من المملكة العربية السعودية ودولة قطر وسوريا ومصر والبرلمان العربي يعد انتصاراً حقيقياً للشعب الفلسطيني ويطوي صفحة مؤلمة من الانقسام الفلسطيني وخطوه على الطريق نحو إعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية والتوجة نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. كما أكدت السفارة الأمريكيةبالقاهرة أن الإدارة الأمريكية ستستمر في العمل مع الحكومة الفلسطينية الحالية وأنه سيتم تقييم الوضع حال تشكيل حكومة جديدة على أساس تكوينها وسياستها. وأوضحت السفارة في بيان لها امس أن المفاوضات تعتبر الطريق الوحيد لكافة الأطراف لتحقيق طموحاتهم. وأضافت تعقيبا على توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية في القاهرة اليوم أن الولاياتالمتحدة ستستمر في الضغط على كافة الأطراف لحل القضايا الجوهرية في إطار اتفاق للسلام مؤكدة دعم الولاياتالمتحدة للجهود المبذولة لتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني في غزة. ولفتت السفارة الأمريكية إلى دعوة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لكل من رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث المصالحة الفلسطينية والتطورات الأخيرة. رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة باتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين والتوافق الفلسطيني الشامل حول هذه المصالحة من خلال مشاركة جميع الفصائل الفلسطينية في التوقيع على هذا الاتفاق بالقاهرة . وأكد السفير الإماراتي لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية محمد بن نخيرة الظاهري دعم بلاده للفلسطينيين في كل ما يوحد صفوفهم ويعزز مواقفهم من أجل استرداد حقوقهم وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأعرب الظاهري عن أمله في أن يشكل هذا الاتفاق قاعدة متينة لتوحيد الصف الفلسطيني وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في إنهاء الإنقسام إلى غير رجعة ونبذ الخلافات الداخلية وتوحيد الجهود والقدرات حتى ينال حقوقه المشروعة. كما رحبت دولة قطر باتفاق المصالحة الفلسطينية الذي تم التوقيع عليه في القاهرة بين الفصائل والقوى الفلسطينية برعاية جمهورية مصر العربية. وأعرب وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة قطر أحمد بن عبدالله آل محمود عن أمله في أن يسهم هذا الاتفاق في تعزيز وحدة الصف والكلمة بين الفلسطينيين بما يحقق طموحات الشعب الفلسطيني ويحفظ وحدته الوطنية. ورحب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري بتوقيع اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس الذي جرى في القاهرة اليوم معتبرا أنه خطوة مباركة في سبيل حماية وحدته الوطنية وإقامة دولته المستقلة. وأوضح الرئيس الحريري في تصريح له امس ان الاتفاق يضع حدا لمسلسل الانقسام والخلافات ويوفر أسباب الانتقال نحو مرحلة جديدة من العلاقات ترتكز إلى الحوار الداخلي وتؤسس لنشوء سلطة فلسطينية موحدة وحقيقية تكون قادرة على مواجهة التحديات والضغوط الاسرائيلية. وأضاف أن الحكومة اللبنانية التي تعبر عن ترحيبها بتوصل الفلسطينيين إلى هذا الاتفاق تؤكد على وجوب توفير الرعاية العربية الكاملة له وتدعو المجتمع الدولي إلى التجاوب مع متطلبات الوحدة الوطنية الفلسطينية وعدم إعطاء إسرائيل أي فرصة للانقضاض على هذه الوحدة وتعطيل مفاعيل الاتفاق. وأعرب الرئيس الحريري عن تطلعه بأن تشكل المصالحة الفلسطينية حافزا للاعتراف بحقوق شعب فلسطين وأن لا تتحول بفعل الموقف الاسرائيلي إلى حلقة جديدة من حلقات التضييق على الفلسطينيين. من جهة أخرى ناشد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر امس الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي إلى دعم اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين مؤكدا أن المصالحة يمكن أن تقود إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط. وأوضح كارتر في تصريحات صحفية نشرت امس أن دعم الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي لهذا الاتفاق يمكن أن يساعد الديمقراطية الفلسطينية وإقامة أسس الدولة الفلسطينية الموحدة في الضفة الغربية وقطاع غزة.وأكد أنه في حال تجاهل هذا المصالحة فإن الأوضاع في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة يمكن أن تتردى وتقود إلى موجة جديدة من العنف. ورحب الأردن باتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية الذي تم في القاهرة أمس وأكد العاهل الأردني عبدالله الثاني مواصلة بلاده ومساندتها في دعم الفلسطينيين سياسيا واقتصاديا خلال المرحلة المقبلة وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض الفلسطينية. وشدد العاهل الأردني على أن بلاده ستواصل دورها في حماية المقدسات ورعايتها إضافة إلى دعم صمود المقدسيين والتصدي لكل الإجراءات الإسرائيلية الأحادية التي تستهدف تغيير هوية المدينة وعروبتها. ووصف رئيس القائمة العراقية رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي الاتفاق الذي أبرم في القاهرة امس بين منظمة فتح بزعامة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وبين حركة حماس بقيادة خالد مشعل بالخطوة الأولى على طريق تشكيل الحكومة الفلسطينية الانتقالية الموحدة. وقال علاوي في رسالتي تهنئة إلى عباس ومشعل أن الاتفاق هو دليل للنظرة الواضحة لأهمية المرحلة التي تمر بها دولة فلسطين والمنعطف التاريخي الذي يحتاج الى إرادة قوية وحازمة. ورحبت اليمن بتوقيع إتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين الذي تم في القاهرة اليوم. واعتبرت الحكومة اليمنية التوقيع على ذلك الإتفاق بأنه خطوة صحيحة وهامة تخدم المصالح العليا للشعب الفلسطيني وتعزز تطلعاته في سبيل استرداد حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.وأعرب مصدر مسؤول في حكومة تصريف الأعمال عن تطلع بلاده بأن يؤدي هذا الإتفاق إلى توحيد الصف الوطني الفلسطيني وإزالة الآثار التي خلفتها مرحلة الإنقسام وبما يفوت الفرصة على كل المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى إستلاب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتمزيق وحدته الوطنية. على صعيد آخرأجرى رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إسماعيل هنية عددا من الاتصالات الهاتفية مع كلا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان عبدالله شلح ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل هنأهم بمناسبة تحقيق المصالحة في العاصمة المصرية القاهرة أمس. وأعرب هنية عن استعداده لبذل الجهود اللازمة من أجل تطبيق المصالحة على الأرض سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة. كما قالت أمانة سر المجلس الثوري لحركة فتح أن الاتفاق بين حركتي فتح وحماس الذي تم في القاهرة أمس بداية الطريق نحو الوحدة والحرية والاستقلال الفلسطيني وإعادة اللحمة بين مختلف المؤسسات والأطر الحكومية من خلال تشكيل حكومة التوافق.وحذرت الأمانة في بيان وزعته اليوم من محاولات الأعداء والمتضررين من وضع العراقيل أمام المصالحة. وأوضحت الأمانة أن ملف المصالحة سيحتل حيزاً واسعاً في مناقشات أعمال دورتها المقبلة.وقد أطلق السائقون في غزة امس الأربعاء أبواق سياراتهم احتفالا بالمصالحة بين حركتي فتح وحماس وكان الفلسطينيون قد شهدوا آمالهم في الاستقلال وإقامة دولة تتبدد وسط العداء الناجم عن أربع سنوات من الشقاق بين فتح وحماس.ويدعو الاتفاق الى تشكيل حكومة مؤقتة من مستقلين للاعداد للانتخابات البرلمانية والرئاسية خلال عام. ولوح آلاف الفلسطينيين في غزة بالأعلام الفلسطينية وهتفوا "تحيا الوحدة" احتفالا بالحدث قبل أن يذيع التلفزيون صور مراسم توقيع الاتفاق من القاهرة. وقال الطالب أحمد ابو عرار انها كانت "رسالة للاحتلال الاسرائيلي بأن تهديداتكم لن تردعنا عن تحقيق المصالحة." وقالت زميلته أماني رباح ان الشكوك والمعاناة ستفسح الطريق ليحل مكانها التفاؤل. وأضافت "اليوم يرى الناس ان هناك قدرا من الأمل .. شيئا مختلفا عن الماضي. الشعب الفلسطيني سعيد وخاصة في قطاع غزة." وفي رام الله العاصمة الادارية للضفة الغربية كان المناخ أقل حماسا حيث تجمع بضع عشرات فقط من الأشخاص يحملون الأعلام في وسط المدينة للاحتفال بتوقيع الاتفاق. وبين هؤلاء موفق عبد الفتاح (35 عاما) الذي يعمل في مجال العلاج الطبيعي الذي قال ان الثورات التي اندلعت في عدة أماكن بالعالم العربي هذا العام جعلت الفلسطينيين يتفاءلون بأن الاتفاق سينفذ. واضاف عبد الفتاح "ليس هناك شيء مستحيل. لا يوجد امكانية لانهاء الاحتلال بدون المصالحة ... الثورات التي حصلت وتحصل في العالم العربي تجعلنا متفائلين بتطبيق الاتفاق اضافة الى التغيير الذي حصل في مصر." لكن جمال غانم (42 عاما) وهو مدرب قيادة سيارات قال انه يعتقد ان الاتفاق سيفشل. واضاف "لا اتوقع ان يكون هناك تنفيذ للاتفاق. سيكون هناك ضغط خارجي ومن الطابور الخامس لعدم تنفيذ هذا الاتفاق".وتابع غانم "لا يوجد هناك ما يؤشر على انه سيتم تنفيذ الاتفاق لم نرى الافراج عن المعتقلين (من حماس لدى السلطة في الضفة الغربية ومن فتح لدى حماس في غزة)." ولم يكن هناك أنصار لحماس في الاحتفال في رام الله. ولم يفهم الفلسطينيون لماذا لم يوقع الرئيس محمود عباس زعيم حركة فتح وخالد مشعل زعيم حماس الذي يقيم في دمشق اتفاق المصالحة علنا. وقال مصدر فلسطينيبالقاهرة "الخلاف استمر طوال الليل بشأن مكان جلوس الزعيمين لكن يبدو أن مشعل وافق في النهاية على عدم الجلوس على المنصة حتى لا يفسد الاحتفالات". وقال مساعدون ان التوقيع الرئاسي ليس ضروريا. وفي لفتة لاثبات حسن النية سمحت قنوات التلفزيون التابعة لفتح وحماس في كل من غزة والضفة الغربية لبعضها بنقل مراسم توقيع اتفاق المصالحة على الهواء مباشرة الى مناطق الجانبين للمرة الأولى منذ عام 2007.وقال حسن أبو حشيش من المكتب الصحفي التابع لحماس في غزة ان هذا البث كان "تصريحا لمرة واحدة". كما تغيرت لغة وسائل الاعلام حيث استخدم مقدمو برامج تلفزيون حماس تعبير "الرئيس محمود عباس" بدلا من وصف "عباس الرئيس المنتهية ولايته".