حينما نقترب من قصيدة الوقوف على باب عاد في ديوان الشاعرة آمال بيومي " وقوفا على باب عاد " نصدم للوهلة الأولى من اول جمله تلتقي بها عيوننا . من رحم الموت أولد شمس تُسيّر نحو المغيب طلع بدا للحصاد مغروسة خطوتي في الفَناء من وإلى أين تنحدر الخطوات ؟ هكذا كما هو الطلع الذي ينبؤنا بالحصاد . . فالحصاد يعني الموت ولكنه يعني الحياة أيضا حيث يخلق من الموت الحياة . . هذه الصورة الجمالية المتناقضة نجدها تتطابق مع قصيدة " الاختيار " للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد حينما ضج قائلا : ما أسرع ما تركض للموت تختصر الدرب إليه وتهيم عليه كأن الموت كذا . . شربة ماء تشربه ثم تغفو كم هي عجيبة ثنائية الموت والحياة هذه ! هناك مفردة اخرى الا وهي : أي هذا الزمان ! في كل الصراعات التي عاشتها الشعوب والتي تتعلق بالتغير الاجتماعي والثقافي نجد للزمن حجه قويه بفعل الاعراف التي تقادمت وأصبحت بحكم الزمن ترسم معالم السلوك وتضبطها حتى في حالات التمرد ! هذا الزمن الذي حملنا الحكايات وبقايا الدموع . .هذا الزمن الذي نصطرع معه دائماً وندعوه الى رسم عين مكحله بالسؤال . . والسؤال كما قلنا لابد يفضي إلى الحركه والتمرد يوما ما . لاحظوا في " يوم ما " أيضا هو زمن ، ولكنه زمن دعته الشاعرة الى رسم معالم حياتها ! إنها تدعونا إلى استلال روحه بدلاً من الحكايات التي حملها الجاهلون إلينا ومضوا عنها تاركين لنا بقايا الدموع الحارقه للعيون الجالبه للعمى ! وهكذا تبرز لنا معالم جديدة للتعامل مع هذا الزمن بقول الشاعرة آمال : أريق من الوقت جدته ومن الأرض دورتها ! وهكذا استفاقة تختلف عن مثيلاتها ، استفاقة تتكئ على الجدة في الوقت . ثم نصطدم ثانية بعودة غريبه : أعود إلى الزمن المتصخر !!! عاد ثوت في كهوف طفولتنا نقيم على قبرها مدة تقطع الصخرتين صرخة من فم الطفل أطلقها وأطل السؤال . . تطلع في الصمت من حوله يستحق الذعر أعطافه هز سيدنا رأسه قال " قصوا ذؤابته فأطعنا ! ولعاد هنا معنى يتقاطع مع القحط ، والرياح العاتيه والخيام المخلوعه ، والجلد المتناثر والفناء الأبدي بفعل الأعاصير . ربما يكون لعاد فحوى مكاني الدلالة يوحي بعمق المأساة متصلاً بالزمن والمكان لا يقوى على مسح المعالم الجغرافيه في توصيف حاله كهذه . . وربما يكون لها معنى معنويا يفضي إلى اللا حياة كي يعيد للسؤال قدسية الجواب وهذه حالة تكررت عند مسرحية " الباب " ل " غسان كنفاني " وهي تعالج ضعف الناس أمام الأقوياء لأنهم يبدؤون مسيرة التحدي من الصفر دائما . وتقول آمال : قفزتم سراعاً من الموت ارتضيتم بدلاً عنه هناك مقطع جميل للشاعر عبد الإله الصائغ يتقاطع مع هذه المفردات في قصيدته " الصفير " في ديوانه مملكة العاشق : والزمن الطالع من محجة السبات ولاهث تتسخ الزهرة في كفيه هل علق الجزار غير الشاة؟ فالخائف من الموت لا يرتضي بدلا عنه إلا هو فعلا ، فسطوة الموت دائما تعتلي الخائفين منه ، وحلا لا ينتقي إلا العائذيم به . قصيدة الوقوف على باب عاد ، قد تفضي إلى التمرد كما وظفه الأديب غسان كنفاني في مسرحية " الباب " فأي الطرق نسلك في دورة الحياة الجديدة ، وكيف نريق من الوقت جدته كي نتعامل معه كما يجب تلك مسائل تحتويها هذي القصيدة وتختزلها بمفردات غاية في الجمال موحيه بالتناقضات محملة بالهموم التي تسلب الروح ألقها ولكنها تستفيق ما بين الفينة والفينة كي تعلن تمردها الأبد تجاه هذا الموت فجدائل الشمس لها علاقة وطيدة بطائر الفينيق الذي يصحو من غفوة الموت فوق دائرة الشمس عبر الأزمان المتعاقبة . فالضياء والحياة أسطورة لا تنتهي أبدا حسين الجفال Abcd02000@ hotmail. com