لم ينل كتاب من العناية والاهتمام مثل ما ناله كتاب الله – تعالى – القرآن الكريم ، سواء من حيث بيان معانيه ، وتفسير ألفاظه ، وشرح مقاصده، أو من حيث استنباط أحكامه ، واستخلاص حكمه وأسراره ، أو من حيث جمالية الخط ، وفنية الكتابة وفق القواعد المقررة في كل علم وفن . وعندما أنشأت المملكة العربية السعودية مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة ، كانت الغاية السامية منه مواصلة النهج الذي سارت عليه الأمة الإسلامية منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو : خدمة كتاب الله – تعالى - ، والعناية به ، والاهتمام به طباعة ، وتفسير وترجمة لمعانيه ، ونشراً له ، وتطويراً لطريقة كتابته ، وتحسيناً لخطوطه ، وقد قطع المجمع في ذلك شوطاً بعيداً ، وحقق – بفضل الله – نجاحات عظيمة، مما جعله محط ثقة المسلمين في جميع أنحاء العالم. واستمراراً لهذا النهج العظيم فقد وافقت القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية على تنظيم ملتقى علمي يجتمع فيه أشهر خطاطي المصاحف الشريفة في العالم الإسلامي ، وأكثرهم خبرة وتجربة في هذا المجال ، يلتقون في طيبة الطيبة لتبادل الخبرات ، وتعاطي التجارب ، وتلاقح الأفكار والرؤى ، وعرض كل واحد منهم أفضل ما توصل عليه في جمالية الخط ، ووضوحه وبيانه ، مما سيكون له – بإذن الله تعالى – أثر جميل ، ووقع حسن في تطوير خطوط المصاحف ، والبلوغ بها إلى أقصى درجات الكمال ، مما سينعكس على سهولة قراءة كتاب الله – تعالى - ، وترغيب المسلمين للإقبال عليه ، وزيادة قراءته . نسأل الله – تعالى – أن يؤتي هذا الملتقى ثماره المطلوبة ، ونتائجه المرجوة ، وأن يجزي حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، وسمو ولي عهده الأمين ، وسمو النائب الثاني – حفظهم الله ورعاهم – على عنايتهم العظيمة ، واهتمامهم البالغ بكل ما فيه خدمة الإسلام والمسلمين ، وبخاصة كتاب الله – تعالى – وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . والحمد لله أولاً وآخراً . وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للشؤون الإدارية والفنية