أقامت لجنة التراث والفنون الشعبية بالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون فرع الدمام، مساء أمس الاثنين ، أمسية شعرية، ضمن حفل ختام الدورة الأولى الشاملة في الشعر الشعبي، بمسرح الجمعية الدمام، بحي الأثير، مقابل بوابة تلفزيون الدمام الجنوبية، والتي يشارك بها كلٍ من الشعراء راكان سياف العتيبي، علوش المطيري، مؤيد السويكت، محمد الربع، سلطان القحطاني، سالم الدريهم، منور العوني، على المحسن وسلمان السويلم. استمرت هذه الدورة التدريبية شهرا كاملا، قدم من خلالها "أساسيات الشعر، العروض، البحور، الوزن، القافية، وكتابة النص الغنائي، والاوبريت، والشعر الحر، التفعيلة، والصورة، والفكرة، والإبداع، والابتكار". تناوب على تقديم هذه الدورة المحاضرين "عبدالرحمن البجيدي، محمد عيضه، علي الدرورة، ومحمد عيسى". وتأتي هي إحدى برامج لجنة التراث والفنون الشعبية التي يرأسها الشاعر فالح الدهمان، الذي يشير إلى أن هذه الدورة هي الأولى على مستوى مناطق المملكة كافّه، والتي تأتي ضمن أهداف اللجنة المرجوة تجاه أفراد المجتمع، في الاهتمام بالمواهب الشعرية، واتجاههم إلى الطريق الصحيح وتثقيفهم ثقافة أدبية بحيث ينهي الدارس هذه الدورة وهو مستفيدا دروس في أساسيات الشعر والتعرف على الفنون التي يشملها . ويضيف الدهمان قائلا : أن لجنة التراث والفنون الشعبية فرع الدمام ستعلن عن الدورة الثانية خلال الشهر القادم، شاكرا ومقدما الثناء لكل من وقف وشارك ودعم الدورة التدريبية، شاكرا مدير الفرع السابق عبد الناصر الذي دعم الفكرة وسهلها وكذلك مدير الفرع الحالي راشد الورثان ومدير الأنشطة جبران الجبران على دعمهم وثقتهم التي نستمد منها حافزا قويا لمواصلة العمل من أجل الارتقاء إلى المستوى المطلوب بالمهام التي أوكلت الينا ونسأل الله دائما التوفيق والنجاح . المدرب محمد عيضه، أوضح أن تقديمه في هذه الدورة تأتي مساهمة منه في الحراك الذي تتبناه جمعية الثقافة والفنون بالدمام وهي بعنوان (محاولة لفهم الإبداع والابتكار) وفلسفة الحالة الإبداعية ومحاولة تبرير صفة الإبداع، وأنها حالات إبداعية مدعمة بشواهد شعرية منتقاة بعناية، وهي محاولة كان التفكير والتمحيص فيها بصوت عال مع المجموعة، لأن من أهم أهدافها تعزيز أو تحفيز استقلالية الذائقة والشخصية الأدبية للمتلقي من خلال تفهم اختلافاتنا واستيعابها قبل ائتلافاتنا. ويضيف أن الجدية والالتزام هي السمة الغالبة على المشاركين في هذه الدورة, وكان تفاعلهم ونقاشهم الدائم إثراء كبير لنا كمجموعة. المدرب عبدالرحمن بن عبيدالله البجيدي، قدم مادة أساسيات الشعر الشعبي وما يتعلق بالعروض وطواريق الشعر الشعبي، وكانت أهدافها تمهيد الطريق للموهوبين الذين لديهم ملكة الشعر للولوج إلى علم الشعر بخطاً ثابتة على أساس علمي وكذلك إتاحة الفرصة للشعراء المتمكنين من التوسع في الثقافة والمعرفة الشعرية، مشيدا في مستوى المتدربين و تفاعلهم مع المادة بشكل مذهل يشعر بنجاح هذه التجربة ، مؤكدا أن من ضمن المتدربين أسماء لها حضور جيد في الساحة وسيكونون مؤثرين في الساحة لتضافر أساسهم العلمي مع موهبتهم الرائعة. كما قدم الباحث علي الدرورة، الموال أساسه وبداياته واشهر مؤديه، بالإضافة إلى الدوبيت والأبودية والميمر والعتابا، وهي من الفنون الشعبية، بالإضافة إلى تقديمه النص الغنائي وكيفية كتابته وطرح العديد من القصائد المغناة وكيفية كتابة الاوبريت والقوالب الشعرية. الشاعر المتدرب علوش بن زمام، شارك لأجل معرفة بحور الشعر وكيفية وزن القصيدة، مستفيدا من هذه المشاركة التي وجد فروقا في كيفية التعامل مع البحور. الشاعر علي المحسن، الذي يكتب الموال وبعض النصوص الغنائية، يشيد بما قدم من مادة أكاديمية شعرية لما يتمتع به المدربين من روح عالية لتفهم أراء الدارسين وتوجيههم بالطرق الصحيحة لما يخدم مسيرتهم الشعرية، بالإضافة إلى الاستفادة من حيث تنوعها في تعلم البحور الشعرية والتفعيلات وحالات الإبداع، ملاحظا التغير في كتاباته وثقافته الشعرية من حيث بناء القصيدة على الأوزان العلمية وليس كما في السابق الكتابة بالسليقة، متمنيا أن تعقد مثل هذه الدورات مستقبلاًَ لكلا الجنسين مع التوسع في تقديم مواد الدورة وبالتالي زيادة وقت الدورة. الشاعر سلطان بن عبدالله آل مرزوق، يقول عن مشاركته في هذه الدورة كون هذه الدورة تعقد لأول مرة بهذا الشكل والمستوى والمضمون على مستوى المملكة العربية السعودية والخليج هذا بحد ذاته دافع للالتحاق بمثل هذه الدورة للتعرف على مضامينها، أما من الناحية الشعرية فأنا شخصياً وكثير جدا من الشعراء كان الشعر لدينا بمثابة موهبة ولدت مع الشاعر وخلال السنوات التي مضت كنت أقول الشعر، واكتبه بالفطرة وبشكل يتوافق مع اللحن مما يعني سلامة القصيدة في الوزن والقافية، إلا انه ينقصه كالكثير من الشعراء الإلمام ببعض النواحي الفنية وكذلك بحور الشعر كاملة وتفعيلاته، وتعليم القالب الشعري وكذلك العديد من النواحي الفنية الخاصة ببناء القصيدة، ومطورا لثقافته الشعرية، ومشيدا آل مرزوق بالمحاضرين وحضورهم القوي في الساحة الشعرية الأمر الذي يزيد من ثقة الملتحق بالدورة. الشاعر علي سالم عيسى الدريهم، يرى أن الأسباب التي دفعته للالتحاق بالدورة هي حب الشعر الفصيح والنبطي وكذلك كتابة الشعر باحتراف ومعرفة البحور الشعرية ونقد القصائد من خلال وزن القصيدة والقافية، وان المادة المقدمة تحقق أهداف طلاب الدورة من وجهة نظره ويعتقد أنه وجهة نظر الجميع من خلال حديثه معهم، وان ماقدم من قبل المحاضرين الذين تميزوا من الإبداع والإتقان والأخلاق والمستوى العالي، مستفيدا الكثير الكثير في أساسيات الشعر وعلم العروض والقافية والتفاعيل وأمور كثيرة جدا، وكذلك الإبداع في الشعر ومحفزاته وقد وجد فرق كبيرا قبل الالتحاق بالدورة في تطوير ثقافته الشعرية ومعرفة أمور كثيرة كان جاهلها في الشعر . وتأتي هذه الجهود في إطار حرص جمعية الثقافة والفنون في الدمام ودورها لتطوير وتنمية الحركة الثقافية والإبداعية في المنطقة بتنويع العديد من الأنشطة للعام الحالي والتي لاقت نجاح كبير في المنطقة والتي تشمل جميع الفئات السنية.