قال المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد في مصر انه مستعد لاستخدام القوة لانهاء الاحتجاجات في ميدان التحرير بعد ان حاول جنود ابعاد المتظاهرين مما أثار اشتباكات ذكرت مصادر طبية ان شخصين قتلا فيها. واستخدم جنود الجيش والشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة لابعاد المتظاهرين عن الميدان الذي كان مركزا للاحتجاجات التي أطاحت بحسني مبارك يوم 11 فبراير شباط. ودوت أصوات طلقات نارية في أنحاء الميدان في العملية التي جرت في الليلة الماضية. وقال اللواء عادل عمارة في مؤتمر صحفي انه سيتم اخلاء ميدان التحرير بكل حزم وقوة لضمان عودة الحياة الى طبيعتها. وتفجر غضب المحتجين في ساعة مبكرة من صباح السبت عندما حاول الجيش ابعاد المتظاهرين من التحرير أثناء حظر التجول بين الثانية والخامسة صباحا.وقالت مصادر طبية ان 13 رجلا اصيبوا بأعيرة نارية توفى اثنان منهم. وقال الجيش ان القوات التي دخلت الميدان لم تستخدم الذخيرة الحية وان الجنود لم يطلقوا أي طلقة. واعتقل الجيش 42 شخصا اثناء ساعات حظر التجول في الساعات الاولي من. وقال عمارة "العديد من المتواجدين أشاروا الى وجود بعض العناصر تم التعرف عليهم ينتمون الى جهات تدعم الثورة المضادة وتوقد جموع المتظاهرين وتعمل على إجهاض ثورة 25 يناير والوقيعة بين القوات المسلحة والشعب." وأضاف ان بعض هذه العناصر كان بينهم اشخاص يرتدون زي القوات المسلحة. وقال ان ثمانية أشخاص دخلوا ميدان التحرير وهم يرتدون الزي العسكري بطريقة غير مشروعة. وقالت الولاياتالمتحدة التي تقدم لمصر 1.3 مليار دولار سنويا في صورة مساعدات عسكرية انها تشعر بالقلق ازاء الاحداث في ميدان التحرير. وقالت السفارة الامريكية في بيان "شاهدنا تقارير مثيرة للقلق عن استخدام قوة مفرطة في الليلة الماضية في ميدان التحرير ونبحث الموقف. نحث المجلس الاعلى للقوات المسلحة على اجراء تحقيق شامل في الوقت المناسب."وقال ابراهيم عبد الجواد وهو ضابط سابق ذكر انه تحدث الى مجموعة من جنود يرتدون الزي ان 15 ضابطا في الخدمة انضموا الى احتجاج التحرير امس الجمعة. وقال انه تم القاء القبض على 11 منهم. وتدفق مئات الاف المصريين الى ميدان التحرير في أكبر تجمع حاشد منذ 18 فبراير شباط عندما نزل الملايين في انحاء مصر للاحتفال بسقوط مبارك. وفي مشاهد تذكر بالاحتجاجات التي أسقطت مبارك تم احراق ثلاث عربات تابعة للجيش في الميدان وامتلأت الطرق بالحجارة من اعمال العنف في الليلة السابقة.وينفي الجيش الاتهامات بالبتاطؤ ويقول انه يحمي البلاد من أي محاولة من جانب مسؤلين سابقين لتقويض الاصلاح. وفي خطوة جديدة قال الجيش انه سيجري تغييرا لبعض المحافظين الذين عينوا في عهد مبارك.وضاق مصريون كثيرون ذرعا بالاحتجاجات التي يقولون إنها تضر بالاقتصاد ويريدون انهاء الاضطرابات. وتضرر الاقتصاد حيث هرب السياح وأحجم المستثمرون.وقال المحلل والناشط السياسي والأستاذ الجامعي حسن نافعة "الجيش في موقف صعب. ما حدث يوم الجمعة هو نتيجة سوء الإدارة في توجيه الثورة إلى."وأضاف "الجيش يحاول إيجاد توازن بين تنفيذ الإصلاحات وتطهير النظام القديم وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي. الجيش يعرف جيدا أن الكثيرين من الأشخاص البارزين من عصر مبارك يسيطرون على الاقتصاد ولهم جذور عميقة في المجتمع. ولذلك فإنه يتخذ إجراءات محسوبة." وقالت جماعة الإخوان المسلمين في بيان إنها تدين أي محاولة "لإحداث شقاق أو وقيعة بين الشعب وجيشه." وأضافت "لا يخفى على أحد أن هناك من يسعى لذلك من فلول النظام البائد وبعض المتحمسين الذين لا يقدرون المواقف ولا العواقب." وأشاد بيان الجماعة بالجيش ووصفه بأنه حامي الامة. وقال المجلس في صفحته على موقع فيسبوك إنه امر بضبط واحضار ابراهيم كامل العضو البارز في الحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يتزعمه مبارك بعدما "وردت معلومات عن تورطه في اعمال تحريض وبلطجة من بعض اتباعه وإثارة الجماهير في ميدان التحرير" يوم الجمعة. وقال المجلس إنه سوف يستمر "بكل حسم وقوة وراء فلول النظام السابق والحزب الوطني الديمقراطي" التي تتورط في مثل هذه الانشطة لحفظ الامن.وأدان ائتلاف شباب الثورة الذي دعا للاحتجاجات التي أسقطت مبارك ما وصفه بالبطء من المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مجال الاستجابة لمطالب الثورة ودعا النشطاء إلى العودة إلى ميدان التحرير والاعتصام في الميدان. وسحب بعض المحتجين أسلاكا شائكة تركها الجيش دون استخدام لسد الطرق المؤدية إلى ميدان التحرير وبدأوا يفحصون بطاقات هوية من يتوافدون إلى الميدان كما كان يحدث إبان الاحتجاجات التي نظمت للاطاحة بمبارك. ومبارك وأفراد أسرته ممنوعون من السفر إلى خارج البلاد ويقيم مبارك (82 عاما) في شرم الشيخ.