لخصت سعادة المدرب جمال بلماضي بالهدف الثاني لفريقه لخويا في المباراة التي تغلب فيها 3-صفر على أم صلال الجمعة مسيرة فريقه المذهلة في دوري نجوم قطر لكرة القدم التي توجها بانتزاع اللقب. وضمن لخويا وهو فريق تأسس حديثا تابع لقوة الأمن الداخلي التي تحمل الاسم نفسه احراز لقب الدوري القطري للمرة الأولى في تاريخه في أول موسم له في الدرجة الاولى عقب ترقيه من الدرجة الثانية. وفي ظل وجود اندية عريقة مثل الغرافة بطل الدوري في السنوات الثلاث السابقة والسد صاحب الرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب كان الحديث قبل بداية الموسم عن فوز فريق صاعد من الدرجة الثانية ولا يملك قاعدة جماهيرية دربا من الخيال. ومع تعيين مدرب اعتزل كرة القدم حديثا ولا يملك خبرة تدريبية كبيرة ويقترب عمره من عمر بعض لاعبي الفريق كان مجرد بقاء لخويا في دوري الأضواء سيعد انجازا. لكن عين الجزائري بلماضي الثاقبة في ابرام صفقات انتقال ناجحة والنهج الهجومي الذي اتبعه لخويا منذ ظهوره الأول بين الكبار هذا الموسم قادا الفريق لتفجير ما قد يعد أكبر مفاجأة في تاريخ الدوري القطري. وتوج لخويا عروضه الجميلة - التي تعتمد على التمرير السلس في وسط الملعب وخط هجوم ثلاثي لا يضم مهاجما صريحا - بالهدف الثاني الرائع الذي سجله ارونا دينداني مهاجم ساحل العاج في شباك أم صلال في مباراة التتويج بعد تبادل للكرة داخل منطقة الجزاء مع مواطنه بكاري كوني. وقال بلماضي (35 عاما) - الذي ارتسمت ابتسامة على وجهه وصفق اعجابا بهدف كوني - مؤخرا «ليس من الممكن أن يتراجع مستوى خمسة اندية دفعة واحدة.. وجود لخويا في الصدارة جاء لأنه الأقوى والأفضل بينما بقية الفرق المنافسة ما زالت خلفنا.» وأضاف المدرب الجزائري «نتائج لخويا هذا الموسم ليست طفرة أو مجرد مصادفة بل جاءت بعد تعب وجهد لأن الجميع في الفريق يعمل باحترافية.» وترك بلماضي - الذي لعب لأندية من بينها اولمبيك مرسيليا ومانشستر سيتي وساوثامبتون - العنان لعواطفه بعد هدف كوني بعدما بدا متحفظا بشأن فرص فريقه في احراز اللقب رغم الانتصارات المتتالية ونادرا ما احتفل مع لاعبيه بهدف أو فوز. لكن الحماس الذي يتحلى به ووقوفه في المنطقة الفنية طوال زمن مباريات لخويا بث روح الانتصار في لاعبيه ومثل الفوز 2-1 على الأهلي فريق الذيل الشهر الماضي نقطة تحول أساسية في سباق المنافسة على اللقب. وكانت النتيجة تشير للتعادل 1-1 وفي ظل طرد المهاجم محمد رزاق في الشوط الأول بدت انتصارات لخويا في طريقها للتوقف وهو ما سيعني تقلص فارق الصدارة مع دخول المسابقة مراحلها النهائية. لكن المدافع المغربي عبد السلام وادو - الذي لعب دورا محوريا في مسيرة لخويا الناجحة نحو اللقب بقيادته للدفاع مع الفرنسي العملاق دامي تراوري - أحرز هدف الفوز في اللحظات الأخيرة ليضع فريقه على مشارف التتويج. ويقول بلماضي «يعلم الجميع أنني لست قلقا عليهم وعلى مستواهم لأنهم يعلمون جيدا كيف يتعاملون مع المباريات المهمة.» وأظهر لخويا مؤشرات قوية على رغبته في لعب دور أكبر من المتوقع منه في أول موسم في الدرجة الأولى عندما بلغ على نحو مفاجيء المباراة النهائية لكأس الشيخ جاسم - وهي بطولة تقام قبل انطلاق الموسم في المعتاد - قبل الهزيمة أمام العربي. وبدأ لخويا - الذي أبرم سلسلة من الصفقات الجيدة قبل انطلاق الموسم تضمنت التعاقد مع وادو ودينداني وكوني وجاسور حسنوف لاعب منتخب اوزبكستان والحارس بابا مالك - مشواره في الدوري بانتصار كبير 4-صفر على السيلية بعد أن سجل له المهاجم محمد رزاق اربعة أهداف. ولم تقلل الهزيمة في الجولة الثانية أمام الغرافة من حماس لخويا ومضى من انتصار لاخر لينفرد بالصدارة حتى حقق فوزا مهما على الغرافة في 11 فبراير شباط ليزيل أي شكوك حوله كمرشح بارز للقب. ورغم خسارة مفاجئة في الجولة التالية أمام الخريطيات إلا أن لخويا استعاد الانتصارات سريعا ليضمن احراز اللقب لأول مرة قبل جولة واحدة من النهاية. وسيحول لخويا اهتمامه بعد ذلك الى كأس ولي العهد ثم كأس أمير قطر لكن ربما يفكر بلماضي الان فيما هو أهم بالفعل - دوري أبطال اسيا.