يؤكد العديد من الأطباء أن خمس أفراد المجتمع مصابون بمرض القولون العصبي، أي أن حوالي عشرين شخصا من كل مائة شخص مصابون بهذا المرض. وفي أمريكا وحدها تدل الإحصائيات على أن هذا المرض هو السبب وراء ثلاثة ملايين زيارة للطبيب في كل عام، وأن نصف مراجعي عيادة القناة الهضمية هم مرضى القولون العصبي الذي يعد من الأمراض المزمنة التي تستمر سنوات عديدة تبدأ مع أولى مراحل الشباب في الغالب, وتتضح أكثر في عمر ما بعد الأربعين، ولا توجد مضاعفات خطيرة له على المدى البعيد, وتنخفض شدة الأعراض, وتكرارها باتباع بعض الأسس العلمية والصحية. يُعرَف القولون بأنه اسم للأمعاء الغليظة, والتي تمتد علوا من أسفل الجهة اليمنى في التجويف البطني إلى ما تحت الأضلاع, ثم عرضا إلى الجهة اليسرى, ثم نزولا إلى أسفل الجهة اليسرى في الحوض. وتتكون من مجموعة عضلات دائرية وطولية تتقلص بصورة منتظمة, بحسب ما يصلها من نبضات عصبية عن طريق الجهاز العصبي غير الإرادي, وبحسب كمية ونوعية الطعام. أما مرض القولون فيراد به (القولون العصبي) وهو اضطراب يحدث في عمل القولون بسبب عصبي- في الغالب- فيؤدي إلى انقباضات قوية, ومتكررة لعضلات القولون ينتج عنها ألم شديد في معظم أجزاء البطن, ويصاحب ذلك اضطراب في وظائف الإخراج- أحيانا إمساك, وأحيانا إسهال- مع شعور بالامتلاء, والانتفاخ في البطن, واحتباس الريح, وقد يشكو المريض أيضا من حموضة, وحرارة في المعدة, وآلاما متنوعة في الجسم كله. ويشير العديد من الأطباء المختصين إلى أن مرض القولون العصبي يصيب الإناث أكثر من الذكور بنسبة 3 إلى 1 ولم يعرف السبب وراء ذلك على وجه التحديد. وأيضاً يكثر اضطراب القولون لدى الأشخاص الذين يميلون إلى القلق, ويتميزون بالدقة والصرامة, والذين يكبتون مشاعرهم, ويحبسونها في أنفسهم, وأولئك الذين يصابون بمرض الاكتئاب النفسي. ويُنصَح مرضى القولون بضرورة الراحة النفسية حتى لا يؤدي القلق والتوتر إلى اضطراب الهضم. كما يراعى الحصول على قدر كاف من النوم أثناء الليل. وفي حالات الانتفاخ يفضل النوم على الجانب الأيسر والاسترخاء مع عدم الامتلاء في أي وجبة وتوزيع الطعام على عدة وجبات صغيرة، فمن الأفضل تناول أربع وجبات في اليوم ببطء، ومضغه بعناية. كما يجب أيضاً العناية بنظافة الفم والأسنان واستشارة طبيب الأسنان بانتظام كل ستة شهور. كما يجب تركيب طاقم أسنان مناسب بديل لأي أسنان مخلوعة لضمان كفاءة عملية مضغ الطعام. ومن الضروري تجنب التدخين وشرب الكحوليات (الخمور) خاصة قبل الوجبات أثناء خلو المعدة من الطعام. كما ينصح أيضاً بممارسة الرياضة مثل المشي، وشرب من لتر ونصف إلى لترين من الماء، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف، وتجنب القهوة والشاي والابتعاد عن كل المعلبات والمصنعات. ولكن عند حدوث النوبات الحادة، حيث يزداد الإسهال وكثرة الدم معه فإنه ينصح بالامتناع كلياً عن الطعام الصلب والاكتفاء بالسوائل على أن تكون من العصير الطازج المعصور بالبيت كعصير الجزر، والتفاح، والبابايا، وأن لا يترك لمدة أكثر من بضع ساعات؛ حيث إن الإنزيمات الموجودة فيه تتلف مع مرور الوقت. وأيضاً تناول شوربة الخضار، مع ضرورة الامتناع عن العصائر الحامضية مثل البرتقال، والليمون، والكريب فروت...إلخ. ويستمر هذا النظام من ثلاثة إلى أربعة أيام، بعدها يضاف وبالتدريج البطاطس المسلوقة والمهروسة، ويمكن أكل الموز الناضج جداً، وبعدها يؤكل الأرز المسلوق بالماء فقط على أن يكون لينا، ثم يُضاف لشوربة الخضار العدس أو الفاصوليا وباقي أنواع البقوليات.