افتتح معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة مساء أمس بمركز الملك فهد الثقافي في الرياض الأيام الثقافية الأوزبكية ، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الثقافة والإعلام ، ونائب وزير الثقافة والرياضة بجمهورية أوزبكستان أخميدوف باخودير . وقد بدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بالقرآن الكريم . ثم ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام كلمة رحب فيها بالوفد الأوزبكي وأشار إلى أهمية الأيام الثقافية المتبادلة في إبراز الوجه الثقافي والتراث الشعبي للحضارات ، وتعزيز تبادل المعلومات بينها مما يؤدي إلى تقارب وتمازج الثقافات المختلفة . وقال إن إقامة مثل هذه الأيام الثقافية تعد مناسبة إشعاع ثقافي له آثاره الإيجابية على المديين القريب وهي تعد قنوات إعلامية مباشرة تنقل للمجتمعات الأخرى عمق تاريخ وحضارة الدول وجسور قوية تربط الشعوب ببعضها. وأِشار معاليه إلى أن المملكة العربية السعودية ترحب بالإخوة الكرام من جمهورية أوزبكستان تلك الجمهورية التي تضم أقاليم عريقة في التاريخ الإسلامي منها بخارى وسمرقند وطشقند وأنديجان وغيرها ، حيث قدمت تلك المناطق علماء أجلاء أثروا التراث الإسلامي بجهدهم وإنتاجهم ، فكانوا مصابيح أضاءت للعالم الإسلامي الطريق في مختلف علوم الحديث والتفسير والطب والفلك ، وكان منهم الإمام البخاري والبيروني وابن سينا والترمذي وغيرهم من أعلام التراث الإسلامي الذين حفرت أسماؤهم ذاكرة التاريخ الإسلامي ، وأصبحت علومهم مراجع ذات قيمة كبرى ليس لها منافس في مجالها. ولفت معاليه النظر إلى أن أهمية أوزبكستان الجغرافية تكمن في كونها تقع في قلب آسيا وذات أغلبية إسلامية تصل لأكثر من تسعين بالمئة وتعد أكبر دولة من حيث العدد السكاني في وسط آسيا . وقال معاليه إن وزارة الثقافة والإعلام في المملكة وهي تعمل في إطار تنمية العلاقات الثقافية مع الدول الإسلامية الصديقة تقوم بذلك من منطلق الأهمية التي توليها قيادتها الرشيدة لتطوير التعاون الثقافي مع الدول الشقيقة والصديقة إيمانا منها بأهمية ذلك في دعم العلاقات في شتى المجالات.واختتم معاليه كلمته بقوله:نحن في المملكة ننظر إلى أن إقامة العلاقات الثقافية سواء كانت بيننا وبين جمهورية أوزبكستان أو غيرها يأتي امتدادا لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -للحوار بين أتباع الأديان والحضارات الداعمة للتقارب بين الشعوب وتضييق الهوة بينها ، ونؤمن إيماناً تاماً بأن الدور الثقافي له أهمية كبيرة في تعزيز التواصل بين شعوب العالم . ثم ألقى نائب وزير الثقافة والرياضة بجمهورية أوزبكستان أخميدوف باخودير كلمة رحب فيها بالحضور ، فأشار إلى أن هذا الأسبوع الثقافي هو احتفال ونشاط يتيح إمكانية للتعرّف على الثقافة الأوزبكية وفنونها ، منوهاً بالعلاقات الأوزبكية والسعودية , متطرقا إلى العلاقات القديمة بين شعوب المنطقتين , فقال إنه في عهد الطريق الحريري نشأت العلاقات ليس في المجال التجاري والاقتصادي فقط بل في المجالات الثقافية والإنسانية أيضا .وأكد أن تبادل الزيارات بين ممثلي المملكة وأوزبكستان تعبر عن رغبة الطرفين في توسيع وتعميق العلاقات ، مؤكدا أن الشعب الأوزبكي ينظر باحترام بالغ إلى تاريخ المملكة على أنه ذي عصور عديدة وثقافة غنية وشعب محب للعمل وذي موهبة . ثم قام معالي وزير الثقافة والإعلام بتكريم رئيس وأعضاء الوفد الأوزبكي . كما قام نائب وزير الثقافة والرياضة بجمهورية أوزبكستان بتقديم هديتين تذكاريتين لمعالي وزير الثقافة والإعلام وسمو مساعد وزير الثقافة والإعلام . عقب ذلك قص معالي وزير الثقافة والإعلام شريط افتتاح المعرض المصاحب وتجول في جنباته التي اشتملت على معرض للصور عن جمهورية أوزبكستان ومعرض للمنتجات اليدوية والحرفية وصور وأعمال تشكيلية تعكس التراث والموروث الشعبي الأوزبكي . ثم انتقل الجميع إلى مشاهدة عدد من العروض للفلكلورات الشعبية والموروث بأوزبكستان . الجدير بالذكر أن الأيام الثقافية الأوزبكية سوف تقدم عروضها اليوم وغداً في الرياض قبل الانتقال إلى جدة لمواصلة العروض يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي بأبرق الرغامة بجدة. وعقب الحفل أدلى معالي وزير الثقافة والإعلام بتصريح صحفي عبر فيه عبر فيه عن سعادته بإقامة الأيام الثقافية الأوزبكية في المملكة و استقبال نائب وزير الثقافة والرياضة بجمهورية أوزبكستان في المملكة العربية السعودية والوفد المرافق له في هذا الأسبوع الثقافي . وقال " نحن نعتز جدا بهذه العلاقة بين المملكة العربية السعودية وأوزبكستان ونعدها امتدادا لعلاقات تاريخية طويلة متجذرة في التاريخ نعتز بها كثيرا " ، موضحا أن المملكة ستقيم أياما ثقافية في أوزبكستان . حضر الحفل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الدكتور عبدالله الجاسر ووكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للشؤون الهندسية الدكتور رياض نجم ومدير عام وكالة الأنباء السعودية عبدالله بن فهد الحسين ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية المهندس صالح بن عبدالعزيز المغيليث وعدد من المسئولين في الوزارة . تجدر الإشارة إلى أن جمهورية أوزبكستان التي تقع على مساحة 448 كلم مربع ، تعد القلب الثقافي والتاريخي لوسط آسيا وتتضمن أكثر من 4000 موقع تاريخي ، إضافة إلى مدن طريق الحرير القديمة ومنها سمرقند وبخارى و كييفا ، وهي تربط ما بين أوروبا وشرق آسيا ، وكانت مركزا ومشهدا للتجارة والحرف . وتعد "طشقند" عاصمة أوزبكستان واحدة من أقدم المدن في العالم ويصل عدد سكانها 2.5 مليون نسمه ويعود تاريخها للقرن الأول قبل الميلاد . وكلمة "طشقند" تعني " مستوطنة الحجر " وعبر القرون بدلت "طشقند" اسمها عدة مرات إلى ( شاش ، شيش ، شيخانت ، بنكنت ) ، وعرفت باسمها الحالي منذ القرن الحادي عشر ، وهى الآن المركز الرئيسي للعلوم والثقافة في أوزبكستان وآسيا الوسطى .