** طوابير من النجوم الكرويين الذين تكتظ بهم دنيا الملاعب.. يعبرون خلالها الميادين والساحات والمساحات.. ولكنهم يخرجون من أبوابها الخلفية كما دلفوا بواباتها الرسمية دون حضور لافت أو رسم (بصمة) مضيئة يستحقها هذا الركض والمشوار. ** وفي خضم هذه الطوابير من النجوم التي تحضر وتغيب يبقى في الأفق البعيد القليل من الاسماء التي تستحق الاحتفاء والتقدير.وقليلون - كذلك - من يبقى حاضراً وسامقاً في ذاكرة المتابعين والمحبين مهما ركلته الاضواء وغيبته الايام والسنين بفعل التوقف عن دوائر الركض والابداع والامتاع. ** واليوم يُطلّ علينا بتاريخه الكروي المشهود محمد أبو عراد الشهري وهو يسجل آخر أوراقه الكروية يعلن اسدال الستار عن رحلته الطويلة وعلاقته المثيرة مع كرة القدم عقب مشوار حافل بالمستوى الفني المتميز والمتألق وبعد أن ترك له مع الخصوم بصمة مختلفة ومنفردة وبارعة في اسلوبه وتعاملاته وهو يدك أصعب الدفاعات ويحقق أهدافه بالطريقة التي تعجبه ولا تعجب خصومه حتى أضحى هدافاً خطيراً وذكياً تهابه كل الأندية. ** وفي حضرة هذا الوداع الحزين لأبي عراد يبقى له في الذاكرة الرياضية والأبهاوية على وجه التحديد مساحة كبرى من التقدير والاحتفاء والذي أعاد لها قدرة وامكانات هداف نادي (الوديعة) سابقا محمد يحيى رحمه الله، والذي لم يحضر نجم بارع يشبهه غير محمد ابو عراد، إنه في النهاية يستحق مثل هذا التتويج التاريخي الكبير نظير ما قدمه لناديه (أبها) من مشوار بالانتصارات والدموع.