تفتح بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا واحد صفحة جديدة في تاريخها الطويل عندما تستضيف سنغافورة اول سباق ليلي، وهو سيشكل المرحلة الخامسة عشرة من بطولة موسم .2008 وبقدر حماوة المنافسة على اللقب بين سائق ماكلارين مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون وسائق فيراري البرازيلي فيليبي ماسا، يرتفع معدل الحماسة مع دخول السائقين ومعهم جميع مشاهدي سباقات الفئة الاولى، في تجربة جديدة وفريدة من نوعها حيث سيكتب سائق واحد اسمه في التاريخ كاول فائز في سباق يقام تحت الاضواء الكاشفة . وتأخذ مسألة استضافة سنغافورة لسباق ليلي ابعادا اكثر مما قاله مالك الحقوق التجارية للبطولة بيرني ايكليستون عن ان اقامة السباق في الفترة المسائية يهدف الى الحفاظ على المعدل المرتفع للمشاهدين في القارة الاوروبية لان توقيت قارة اسيا لا يتناسب عموما مع مشاهدي " القارة العجوز " الذين يضطرون عادة للنهوض باكرا من اجل متابعة السباقات المقامة بعيدا من اوروبا، اذ يمكن القول ان جائزة سنغافورة تأتي ضمن توجه ادخال الجديد الى فورمولا واحد التي ستشهد في الموسم المقبل ايضا تعديلات اضافية، على سياراتها تحديدا ستجعل الصورة مغايرة نسبيا . وبغض النظر عن التجربة الجديدة للسائقين بالقيادة ليلا، فان حلبة " مارينا باي " بحد ذاتها ستشكل تجربة اخرى بالنسبة لهم كونها حلبة جديدة رسمت في قلب الشوارع بمسار بعكس عقارب الساعة ( تمتد في قلب العاصمة على مسافة 067 ر 5 كلم ). واذ يؤكد السائقون الذين تفحصوا الحلبة مساء امس بان الانارة ممتازة ولا يفترض ان يواجهوا اي مشكلات بسبب اقامة السباق في الفترة المسائية، فان الحذر سيكون موجودا مع توقع هطول الامطار وسط الرطوبة الموجودة في الاجواء . وبالطبع سيكون عنوان السباق " لويس هاميلتون ضد فيليبي ماسا " ، اذ يتقدم الاول على الثاني بفارق نقطة واحدة، وهما يسعيان لتخطي خيبتيهما في جائزة ايطاليا الكبرى على حلبة مونزا حيث فاز بالسباق الماطر سائق " سكوديريا تورو روسو " الالماني سيباستيان فيتيل محققا مفاجأة كبيرة ومسجلا اسمه في التاريخ كأصغر سائق فائز في تاريخ الفئة الاولى . وبالتأكيد سيركز هاميلتون وماسا على حد سواء بشكل اكبر خلال نهاية الاسبوع الحالي، انطلاقا من التجارب الرسمية السبت، مع رصدهما طبعا انهاء السباق احدهما قبل الاخر، وهي نتيجة قد تمنح صاحبها خطوة مهمة نحو احرازه اللقب العالمي للمرة الاولى في تاريخه . ولم يخف هاميلتون الذي بدا اكثر السائقين حماسا لسباق سنغافورة، حذره من امكان حدوث مفاجآت، وخصوصا انه لا يعرف تماما ما ينتظره على حلبة " مارينا باي " ، لكن هدفه بحسب قوله التغلب على ماسا من دون ان يسقط براعة الاخير وامتلاكه سيارة جيدة . وقال هاميلتون : " سباق سنغافورة الليلي على حلبة جديدة لم يختبرها اي منا لا يمنح افضلية لاحد على منافسيه، لكن سنبلي حسنا، وانا شخصيا علي التضحية بكل شيء في السباقات الاربعة الاخيرة . فعلا اثق بقدرتي على الفوز باللقب ". ويلفت ان تصريح ماسا كان مشابها كثيرا لاقوال منافسه، مشددا على ضرورة السعي نحو الافضل حتى نهاية الموسم : " قدمنا اداء جيدا، لكننا نبقي اقدامنا على الارض ونعمل بشكل مكثف يوميا . كل ما علي فعله هو التأكد من بقائي امام هاميلتون ". واعتبر ماسا ان تسجيل افضل زمن خلال التجارب التأهيلية سيكون عاملا حاسما لتحديد هوية الفائز بالمركز الاول : " يوم السبت سيكون مهما . لم اقد سابقا على حلبة سنغافورة، لكن الاكيد ان التخطي سيكون صعبا وحتى اصعب من حلبة فالنسيا اذا اردنا المقارنة، وذلك لان الخطوط المتوازية اقصر ". ورغم ان هناك اماكن لتخطي السيارات الاخرى في سنغافورة، الا ان كونها حلبة شوارع فهذا الامر سيصعب من المهمة، وخصوصا مع التصميم الحديث للسيارات، وهذا ما اشار اليه ماسا الفائز على حلبة الشوارع في فالنسيا هذا الموسم بالقول : هذه الايام ليس من السهل تخطي الاخرين في فورمولا واحد، وخصوصا في ظل النظام الهيدروليكي الموجود في السيارات ". ويريد هاميلتون عبر الفوز الاحد تخطي خيبة حرمانه من المركز الاول في جائزة بلجيكا الكبرى، وثم تثبيت عقوبته بعد طلب الاستئناف الذي تقدم به الى الاتحاد الدولي لرياضة السيارات " فيا " ، وهو قد يستفيد من امكان عدم توفير سائق فيراري الاخر بطل العالم الفنلندي كل ما يملكه من اجل تأمين فوز زميله ماسا، لكن بحسب مدير الفريق الايطالي ستيفانو دومينيكالي سيعمل الاثنان من اجل المصلحة العامة . لكن لا يخفى ان " الرجل الجليدي " الذي يتخلف بفارق 21 نقطة عن المتصدر، يسعى الى اثبات نفسه من جديد وتذوق الانتصارات، واعادة احياء اماله في الحفاظ على اللقب على غرار ما فعل الموسم الماضي حيث كان يتخلف بفارق 17 نقطة قبل سباقين على النهاية، وعاد ليتوج على حلبة انترلاغوس في البرازيل . ولم يعلن رايكونن ابدا انه سيسعى الى مساعدة ماسا، قائلا : " لم تنته حظوظي بعد، لكن الامر يحتاج الى معجزة . لن انسى ما حصل العام الماضي واريد تكرار السيناريو مجددا ".