أكد المشاركون في مؤتمر العمل البلدي الخليجي أهمية إنشاء مركز تدريب بلدي خليجي لإعداد كوادر وطنية خليجية في مجال العمل البلدي, كما دعا المشاركون في المؤتمر الذي تنظمه وزارة الشؤون البلدية والقروية حالياً في الرياض إلى تأسيس جمعيات مهنية هندسية خليجية. وناقش كل من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي الفيصل رئيس المركز السعودي للدراسات الاستراتيجية ومعالي أمين منطقة المدينةالمنورة المهندس عبدالعزيز الحصين ومدير إدارة البلديات والإسكان بالأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي عيد الخالدي وعضو مجلس إدارة جمعية هندسة الطرق الخليجية الدكتور صالح السويلمي "العمل البلدي الخليجي المشترك.. رؤى مستقبلية". واستعرض سمو الأمير فيصل بن تركي التحديات التي تواجه العمل البلدي في دول المجلس من إرث عمراني متقادم وبنية تحتية التي تحتاج إلى إعادة تأهيل , إلى جانب الطلب المتزايد على الطاقة في المدن , بالإضافة إلى النمو السكاني المتزايد ومايقابله من طلب كبير على الأراضي والمساكن, مؤكداً سموه إلى تطوير المجالات الاقتصادية الجديدة في المدن لتوفير فرص عمل أكبر للشباب لمواكبة تسارع الخطط التعليمية في الدول الخليجية. وحث سموه على معالجة قضايا الطلب المتزايد على الطاقة في المدن الخليجية وترشيد استخدامها , داعياً إلى البدء في عملية تصحيحية استراتيجية في مجال البيئة العمرانية للوصول لمدن مستدامة ذات كثافة سكانية مركزة , والاستفادة من الخبرات العالمية لتدريب كوادر وطنية لمواجهة التحديات الجديدة. من جانبه أكد مدير إدارة البلديات والإسكان بالأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي عيد الخالدي أهمية إنشاء مركز تدريب بلدي لإعداد كوادر وطنية خليجية في مجال العمل البلدي , كما وتطرق إلى انجازات دول مجلس التعاون الخليجي المتعلقة بالعمل البلدي ومجال البيئة , وتطوير مرافق الخدمات على الطرق السريعة التي تربط دول المجلس. من جهته أوضح معالي أمين منطقة المدينةالمنورة المهندس عبدالعزيز الحصين التحديات التي تواجه دول المجلس ومشكلات المدن , متطرقاً إلى تجربة المجالس البلدية. ودعا عضو مجلس إدارة جمعية هندسة الطرق الخليجية الدكتور صالح السويلمي الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي إلى تأسيس جمعيات مهنية هندسية خليجية, إلى جانب عمل آليات الجمعيات المهنية الهندسية الخليجية, مستعرضاً برامج التعاون وتبادل الخبرات الخليجية, كما تحدث عن دور القطاع الهندسي الخاص في تطوير العمل البلدي الخليجي. وكشف وكيل الرئيس العام لشئون البيئة بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور سمير بن جميل غازي خلال ترؤسه الجلسة الأولى التي بعنوان "التغيرات المناخية وآثارها على التنمية الحضرية" عن عقد المملكة مؤتمراً يناقش قضية الكوارث الطبيعية لوضع استيراتيجية وطنية لها. وحذر الدكتور زكاي سن من جامعة اسطنبول بتركيا في الجلسة الأولى من الاعتماد على نماذج الدول الصناعية بالتلوث معللاً ذلك بخصوصية المجال لعمل التطورات العمرانية والاقتصادية والصناعية والزراعية الخاصة بكل دولة. وعرّف عميد كلية الآداب بجامعة الملك سعود الدكتور فهد الكليبي في ورقته "نظرة أخرى للتغيرات المناخية" بالمتغيرات المناخية، مستعرضاً شواهد عالمية حول حدوث متغيرات مناخية. وتطرق إلى التغيرات المناخية في المملكة من خلال دراسة السجل المناخي للمملكة خلال نصف قرن ماضية, مشدداً على أن الاستهلاك المفرط للموارد الطبيعية مثل مواد الخام الصناعية يؤثر سلباً على البيئة. وبورقة عمل بعنوان " التغيرات المناخية وآثارها على التنمية الحضرية .. سلطنة عمان نموذجاً" أقر مساعد مدير عام التخطيط والدراسات بوزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه بسلطنة عمان جمعة خلفان الفليتي أن التغيرات المناخية التي تهدد المناطق الحضرية تشكل تحدياً جديداً للبلديات والجهات المعنية بإدارة المدن, بما يتطلب طرحاً ومناقشة لتطوير الأداء في العمل البلدي لمواجهة التغييرات المناخية والحد من مخاطرها لحماية المدن وسكانها, مؤكداً أهمية تحليل أسباب الكوارث لتأثيراتها السلبية. وأكد وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية المساعد للأراضي والمساحة المهندس محمد الراجحي في ورقته التي بعنوان "دور التصوير الجوي في توجيه التنمية الحضرية .. البعد البيئي" أهمية المعرفة الدقيقة بالتضاريس للتخطيط الحضري والتصميم الهندسي للبنى التحتية للمدن, مشيراً إلى أن استخراج بيانات التضاريس من الصور الجوية باستخدام تقنيات قياس الصور"الفوتوجرامتري" بدأ في خمسينات القرن الميلادي الماضي لإنتاج خرائط طبوغرافية ذات مقياس كبير. وقال : إن أهم التحديات لعلماء الطبيعية في العقود القادمة هي فهم كيفية تطور مناطق الكثافة السكانية عبر منظومة التداخلات فيما بين التصرفات البشرية والعوامل البيئية , لافتاً النظر إلى سعي مسئولوا المدن لإيجاد طرقاً جديدة لإدارة ومراقبة المظهر العام للمدن في ظل ازدياد الضغط البشري على المسطحات المدينية, مؤكداً ضرورة حماية البيئة الطبيعية والمستحدثة من قبل الإنسان والمحافظة عليها. وفي ورقة بعنوان "التخطيط السليم في المناطق لدرء أخطار السيول" أكد مدير الإدارة العامة للدراسات والتصميم مدير الإدارة العامة للأودية وتصريف السيول بأمانة منطقة المدينةالمنورة المهندس جمال سندي أن الأمانة أعدت دراسات هيدرولوجية لمسارات الأودية بالمنطقة للاهتمام بظاهرة الاعتداءات على مسارات ومجاري الأدوية , وظواهر التقلبات المناخية والبيئية. وعد كل من الدكتور صالح الشمري والدكتور محمد الرويلي والدكتور تارك رشيد في ورقتهم التي بعنوان "نظام الإدارة المتكاملة لمخاطر السيول المفاجئة" الكوارث الطبيعية من أكبر المشاكل والتحديات التي تواجه الدول في العصر الحديث إذ تحاول معظم الدول الحد منها باستخدام العلوم والتقنيات الحديثة , مؤكدين أن الكوارث الطبيعية هي أحدث استثنائية يصعب تلاشي آثارها حيث لاتوجد امكانية لاحتوائها أو التقليل من خسائرها بشكل استباقي. وأكدوا إمكانية تحقيق الإدارة المتكاملة لمخاطر السيول من خلال ربط ودمج إدارات الأزمات الخاصة بالكوارث الطبيعية مع أهداف وقواعد التنمية المستدامة والتخطيط العمراني للمدن, مبرزين أهمية استخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد بالإضافة لأنظمة أخرى لعمل إدارة متكاملة لمخاطر السيول.