أكد محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي حمد بن سعود السياري أنه ليس هناك تعديل في السياسة النقدية للمملكة العربية السعودية مبينا أن حفز النمو الاقتصادي هو تحد دائم ومستمر لكبح جماح التضخم مما يتطلب اتخاذ سياسات نقدية ومالية تتغير مع المتغيرات . وقال في مؤتمر صحفي عقده بمقر المؤسسة امس لالقاء الضوء على التقرير السنوي ال 44 للمؤسسة الذي تشرف بتقديمه يوم الاثنين الماضي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هناك تحديات عديدة وأساسية تواجه الاقتصاد السعودي منها تنويع القاعدة، وتحقيق كفاية الاقتصاد . . ولكن التحدي الأكبر هو معدل التضخم . وتوقع أن يستمر النمو هذا العام مشيرا إلى أن القطاع الخاص نما بنسب جيدة ونمت أيضا الصادرات غير البترولية معتبرا ذلك مؤشرات إيجابية على نمو الاقتصاد وقال إن هناك تحديات أخرى تتصل بالوضع في المملكة منها طموحات النمو، وإيجاد فرص العمل، وتنويع القاعدة الاقتصادية لافتا إلى أن كل هذه احتياجات لها أهمية كبرى . وفيما يتصل بالسيولة لدى البنوك المحلية أفاد محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي أكد أنه ليس هناك شح في السيولة لدى البنوك السعودية مدللا على ذلك بنمو الاقراض وتوفر السيولة لدى البنوك كما يمكن قياسها من خلال الموجودات التي تودعها لدى المؤسسة . . وقال إلا أن بعض البنوك قد يرغب في التوسع وهذا يتعارض مع سياساتنا للحد من النمو السريع وبالتالي الحد من التضخم . . ذلك أننا ننشد المحافظة على نمو معقول للاقتصاد . وبشأن تأثير أزمات الاقتصاد العالمي على البنوك السعودية قال معاليه نحن جزء من الاقتصاد العالمي وليس هناك تأثير مباشر يقلق، ذلك أن وضع البنوك السعودية جيد وكفاية رأس المال لديها عالية . . ومن جانب آخر تتخذ المؤسسة دوما إجراءات احترازية للمحافظة على متانة النظام المصرفي السعودي وحمايته من التعرض للصدمات لافتا النظر إلى أن هذه الاجراءات كانت عاملا مهما للمحافظة على الاستقرار المالي في المملكة بفضل الله . وبشأن استثمارات المؤسسة الخارجية أفاد حمد السياري بأنها تدار بسياسة متحفظة للغاية في وقت تتم فيه المحافظة على قدر مناسب من السيولة . وبشأن التضخم اوضح أن التضخم في المملكة كان عند 1ر11 في يوليو الماضي وتراجع في أغسطس الماضي إلى 9ر10 مشيرا إلى تطورات مهمة على المستوى الدولي منها موجة غلاء الأسعار عالميا، وتكلفة الشحن إلى المملكة والتأمين حيث زادت بنسبة 100 في المائة مبينا أن الشحن والتأمين يستحوذان على أكثر من نصف ثمن إيرادات المملكة تقريبا . وأبان أن الانفاق الحكومي في المملكة لم ينخفض بل زاد وقال هذا له ضغوطه على الخدمات، كما زادت الطاقة الاستيعابية للاقتصاد المحلي، يضاف إلى ذلك ضغط التضخم الذي يسببه الطلب على المساكن ملمحا إلى في هذا الصدد إلى أن استجابة العرض للطلب في مسألة الاسكان تأخذ فترة قد تصل إلى عامين مما يسبب ضغوطا تضخمية على الاقتصاد . وفضل محافظ مؤسسة النقد عدم التدخل في وضع حد أعلى لايجارات المساكن، وقالكانت لدينا تجربة في السابق ولم يكن أثرها إيجابي، ونفضل التعامل مع موضوع التضخم في الاسكان من خلال تعزيز قوى العرض بتشجيع توفير وتمويل المساكن . وتعليقا على سؤال عن وجود نية لطرح عملة جديدة من فئة الف ريال أكد أنه ليس لدى المؤسسة نية في ذلك . وعن رأيه في الاجراءات التي تنوي الحكومة الأمريكية إتخاذها لمواجهة المشكلات المالية التي تهدد النظام المالي فيها قال إنها إجراءات جريئة وفي الاتجاه الصحيح، وتتناول لب المشكلة . . ولكن من المبكر الحكم عليها ذلك أن الموافقات بشأنها هناك لم تكتمل بعد . وبين أن هذه الأزمة لها تأثيرها على الاقتصاد العالمي بشكل عام وبالتالي فنحن بالمملكة كوننا جزء من الاقتصاد العالمي سنتأثر بهذه الأزمة بشكل محدود لافتا النظر إلى أن تعامل البنك الأمريكي المنهار مع البنوك السعودية محدود كما أن الأهم في هذا الموضوع هو أن البنوك المحلية بالمملكة العربية السعودية مشغولة بالتوسع داخليا ولذلك فتأثير ما حدث لبعض البنوك الأمريكية على البنوك في المملكة يظل محدودا . وفيما يتعلق بالوضع المالي لشركات التأمين في المملكة قال إن التأمين لدينا جديد، والحكم يظل مبكرا على هذه الشركات، فهي ماتزال في بداية نشاطها .