تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - افتتح معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري مساء أمس المؤتمر الدولي الثاني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد والمعرض المصاحب الذي تنظمه وزارة التعليم العالي ممثلة بالمركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد وذلك في فندق الفيصلية بالرياض . وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم . ثم ألقى وكيل وزارة التعليم العالي للشئون التعليمية رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر الدكتور محمد بن عبدالعزيز العوهلي كلمة رحب في مستهلها بمعالي وزير التعليم العالي والحضور . وأوضح الدكتور العوهلي أن التعليم الإلكتروني رافد أساسي داعم لمنظومة التعليم وعنصر أساسي يدفع بعجلة التنمية إلى مجتمع المعرفة ويحولها إلى صناعة مجتمعية وخصوصا في عصر المعلوماتية الذي يتوجه العالم كله إليه ليشارك في اكتساب معارفه وانتاجها ومعالجتها والإفادة من تطبيقاتها على الواقع، وهو العصر الذي يقوم في اقتصادياته وقراراته وسياساته على المعرفة التي هي أساس البنيان . وقال : " يأتي المؤتمر الدولي الثاني للتعليم الالكتروني والتعليم عن بعد ليفيد من التجارب العالمية الحديثة ، فيأخذ أفضل ما لديها ويتجنب الاشكاليات التي وقعت فيها، ومن ثم يقدم اسهاما جديدا ، ممزوجا بالخبرة الوطنية ، ومن هذا المنطلق نؤكد ضرورة التنسيق بين المؤسسات التعليمية والقطاع الخاص في مجال التعليم والتدريب الالكتروني حتى نقطف ثمارا وطنية يانعة ". ووصف المؤتمر بأنه انجاز وثمرة للنجاح الذي حظي به المؤتمر الدولي الأول الذي كان عدد المشاركين فيه أكثر من 5000 مشارك في حين تجاوز عدد المسجلين في المؤتمر الدولي الثاني 9700 مسجلا ، وقال " بلغ عدد المتحدثين في المؤتمر 109 متحدثين وباحثين دوليين ومحليين ، ينتمون إلى سبعة عشر دولة ، فيما بلغ عدد ورش العمل 24 ورشة ،". بعد ذلك ألقى معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري كلمة نقل خلالها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - ونائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود و صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وتمنياتهم للمؤتمر الدولي الثاني للتعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد في تحقيق أهدافه وتطلعاته . وقال " إن وزارة التعليم العالي من منطلق مسؤوليتها واضطلاعا بشرف القيام بواجبها تجاه الوطن والمواطن تجتهد في دعم مسيرة التطور العلمي والمعرفي الذي تشهده المملكة سواء فيما وصلت إليه الجامعات السعودة من مستوى أكاديمي مرموق أو من خلال دعم التوجهات العلمية والبحثية واستلهام الخبرات العلمية الناجحة من أجل تعزيز العملية التنموية الشاملة وتحفيز بيئة حاضنة ومناسبة للتوجه الواعي نحو الاقتصاد المعرفي" . وأضاف " أن الوزارة اهتمت بكافة عناصر التعليم العالي وشجعت التكامل بين أركان العملية التعليمية من أجل الوصول الى مخرجات كفؤة ومنافسة في شتى المجالات. مبينا أن التوسع الكمي الذي شهدة قطاع التعليم العالي خلال الأعوام القليلة الماضية كان نتيجة دراسة وتخطيط وعمل دؤوب على مدى سنوات استند الى ايمان لا يشوبه شك بأن الانسان هو الثروة الحقيقية والاستثمار الأمثل في المستقبل وأن التعليم العالي هو خيار استراتيجي امثل للنهوض بالوطن وقد توج ذلك قرارات سامية من خام الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود شملت أمورا عديده أسهمت في تلك المكانة المرموقة التي يتسم بها التعليم العالي في المملكة مع ازدياد عدد الجامعات الى 32 جامعة حكومية وأهلية تستوعب برامجها العلمية والتطبيقية نحو 92 في المئة من خريجي المرحلة الثانوية وتزايد عدد المبتعثين من ثلاثة الآف الى أكثر من 100 الف طالب وطالبة. وأوضح معاليه أن البرامج الأكاديمية في الجامعات والبعثات الخارجية ركزت على حاجات سوق العمل كما قطعت مؤسسات التعليم العالي شوطا كبيرا في تحقيق الجودة والاعتماد الاكاديمي، حيث يتم حاليا إنشاء 12 مدينة جامعية جديدة في أنحاء المملكة لتكون مراكز علمية وتنموية لنهضة معرفية تتناسب مع هذا الاهتمام الكبير بالتعليم العالي حتى تكون في مستوى طموح المواطن. وأشار الدكتور العنقري إلى أن التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد حظي بأهمية خاصة لدى الوزارة ويتجلى ذلك في الاهتمام بإنشاء المركز الوطني للتعليم الالكتروني والتعليم عن بعد ليكون واقعا يجسد رؤية المملكة بمستقبل التعليم العالي الذي يقوم بتوطين تقنية المعلومات والاتصال في مؤسسات التعليم الجامعي ليصبح التعليم الالكتروني جزءا أساسيا في العملية التعليمية ومن ثم توطين تلك التقنية في مختلف مؤسسات القطاع العام والخاص. وقال " إن المركز بجهوده الصادقة تمكن في تحويل طموحات الوزارة إلى حقائق وأرقام فأنشأ مجموعة من البرامج والانظمة لإدارة محتوى التعلم، منها نظام جسور الادارة للتعلم الالكتروني والمكنز السعودي للوحدات التعليمة ومركز سنيد الذي يسعى الى تمكين الجامعات من القيام بتطوير مراكزها الذاتية لدعم وارشاد تطبيقات التعلم الالكتروني والتعليم عن بعد، اضافة الى الكثير من الفعاليات والمبادرات والدورات التدريبية الداخلية والخارجية والمكتبة الرقمية التي تضم اكثر من 114 الف كتاب رقمي وكل ذلك دعما علميا للجامعات السعودية دفعا بها الى الصفوف المعرفية المتقدمة على مستوى الجامعات العالمية. بعدها شاهد معاليه والحضور عرضا مرئيا لفيلم وثائقي يجسد جهود وزارة التعليم العالي والمركز الوطني للتعليم الالكتروني والتعلم عن بعد . إثر ذلك ألقى نائب الرئيس للتعليم بجامعة إيديث كوان غرب استراليا الدكتور رونالد أوليفر كلمة أعرب عن شكره لوزارة التعليم العالي وللمركز الوطني للتعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد ، وعد التعليم الإلكتروني مجالا حيويا يتطور بشكل متواصل ، وأعرب عن سعادته بالمشاركة في نشاطات المؤتمر مرحبا بعقد علاقات ومعارف جديدة ، مع المهتمين في هذا المجال الحيوي . ثم أعلن المستشار بوزارة التعليم العالي مدير المركز الوطني للتعلم الالكتروني نائب رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر الدكتور عبدالله بن محمد المقرن الفائزين بجائزة التميز في التعلم الإلكتروني الجامعي في إصدارها الأول من أفراد ومؤسسات بفرعين من فروعها. وأشار إلى أن الفرع الأول التميز في الوحدات التعليمية وسيكون للأفراد، و الفرع الثاني التميز في إثراء المحتوى الرقمي للمقررات للجامعات السعودية. وبين الدكتور المقرن أن الفائز بالمركز الأول في فرع التميز في الوحدات التعليمية الدكتور عبدالعزيز بن محمد الجلال رئيس قسم الفيزياء بجامعة الملك فهد ، كما فازت بالمركز الثاني الدكتورة سهام بنت سلمان الجريوي أستاذ تكنولوجيا التعليم المساعد ، والفرع الثاني من الجائزة إثراء المحتوى للمقررات الرقمية للجامعات السعودية، و فازت به جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وتسلم الجائزة وكيل الجامعة للدراسات العليا للبحث العلمي الدكتور سهيل نشأت عبدالجواد ، مؤكداً أنه سيتم فتح صفحة جديدة بالإصدار الثاني للجائزة بعد نجاح الإصدار الاول و ستكون في ستة فروع، ومعلومات الفروع والشروط والتسجيل كافة في موقع الجائزة الإلكتروني. ثم كرم معالي الدكتور العنقري عددا من الجهات التي أسمهت في رعاية المؤتمر في إصدره الثاني . بعد ذلك افتتح معالي وزير التعليم العالي المعرض المصاحب الذي يضم 44 جهة عارضة من الجامعات والشركات والمؤسسات المتخصصة في مجال التقنية الرقمية والتعليم الالكتروني والاتصالات ، وتجول معاليه في أروقة المعرض واطلع على محتوياته ومطبوعاته .