أكد صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد نائب الرئيس العام لرعاية الشباب أن الرياضة السعودية مقبلة على خطوات تطويرية ستساهم في دفع عجلة التقدم لها، جاء ذلك في معرض حديث سموه لبرنامج أصداء رياضية والذي بث على شاشة القناة السعودية الأولى. وأوضح الأمير نواف بأن فريق عمل تطوير المنتخبات الوطنية والذي تم اختياره مسبقا سيقوم بدراسة كاملة لكافة المسببات التي أدت إلى غياب الرياضة السعودية عن المنافسات مشيرا إلى أن أعضاء الفريق تم اختيارهم بناء على خبرات روعي فيها الحياد وسيرهم الذاتية الطيبة والدليل أن أعضاء الفريق كلهم من خارج العاملين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب باستثناء سعود العبدالعزيز وكيل الرئيس العام بحكم موقعه في الرئاسة مبينا سموه أن رئاسته للفريق من باب دعمه له مع إعطاء كافة أعضاء الفريق الحرية الكاملة لتحديد مكامن الخلل في المنتخبات ومن ثم تحديد المسببات والرفع بالآراء والتوصيات للرئيس العام لإقرارها مع متابعة التوصيات والقرارات التي تنتج عن عمل الفريق، مؤكدا أن الفريق سيعقد العديد من الاجتماعات على مدار العام لمتابعة تنفيذ القرارات على أرض الواقع وسيتم الإعلان عن نتائج الدراسات في حينها. وبين الأمير نواف بن فيصل بأن هناك دراسة لإنشاء إدارة مستقلة للمنتخبات الوطنية تعمل على مدار العام مهمتها مناقشة المدرب في برامجه قبل إقرارها مع إعطاء المدرب الصلاحية الكاملة وعدم التدخل في عمله لأن هذا خطا أحمرا لايمكن تجاوزه بعد إقرار برنامجه المناقش. وأشار الأمير نواف بن فيصل إلى أن لجان وأمانة اتحاد كرة القدم ستشهد العديد من الخطوات التطويرية في طريقة عملها مع غربلة شاملة لبعض الأسماء في بعض اللجان وتطوير الإطار العام لعمل كل لجنة لتتوافق القرارات في الاتحاد السعودي لكرة القدم مع قرارات الفيفا مشيدا في الوقت ذاته بجهود الدكتور صالح بن ناصر والدكتور ماجد قاروب وأحمد عيد الذين أطلعوا على قرارات الفيفا ونقلوها للملكة من أجل تطبيقها في كافة لجان اتحاد القدم. واعترف سمو نائب الرئيس العام بأن عام 2009 م كابوسا للكرة السعودية بعد خروج منتخبنا الوطني الأول من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010م وفقدان الاتحاد للقب دوري أبطال آسيا بخسارته من بوهانج الكوري في النهائي رافضا في ذات الصدد الانتقادات العنيفة التي تعرض لها اتحاد القدم بعد إخفاق المنتخب الأول في التأهل لنهائيات كأس العالم موضحا للمنتقدين بأن المنتخب الوطني الأول لكرة القدم لم يكن سيئا للدرجة التي هولها البعض والدليل أنه لعب على نهائي كأس آسيا وخسر من المنتخب العراقي الشقيق الذي يستحق التهنئة باللقب بعدها لعب على نهائي كأس الخليج وخسر من البلد المضيف عمان بركلات الترجيح ويستحق الأشقاء التهنئة بالبطولة بعدها تعرض لعدد من العوامل المؤثرة في تصفيات كأس العالم لو تعرض لها أي منتخب في العالم لغادر المنافسة مبكرا ولا نريد أن نوغل في الحديث عنها لعدم جدواه ومع ذلك واصل المنتخب المنافسة للتأهل للمونديال حتى آخر رمق وخرج بالتعادل من المنتخب البحريني الشقيق في آخر لحظات اللقاء ويجب أن نؤمن بأن كرة القدم تحمل خيارين لا ثالث لهما إما الفوز أو الخسارة وهذا ما يجب أن نتقبله ونؤمن به وبصراحة لم يتعرض المنتخب لخسائر قاسية ولم يقدم مستويات هزيلة بالشكل الذي لا يقره أحد حتى نقسوا على اللاعبين بعد خروجهم من المنافسات. وعن فقدان الاتحاد للقب كأس آسيا قال سموه الاتحاد قدم مستويات فنية عالية في البطولة الآسيوية وحتى في اللقاء الختامي لم يكن اللاعبون سيئون بل على العكس قدموا مستوى كبير وأهدروا العديد من الفرص والحظ والتوفيق لم يحالفان الفريق للظفر باللقب وأرى بأن لاعبي الاتحاد يستحقون التتويج عطفا على الأداء المشرف الذي ظهروا به. وشدد الأمير نواف بن فيصل على أن هناك متابعة ستخضع لها كافة الأندية بعد تهيئة الأجواء الملائمة لها من عقود رعاية ودخل النقل التلفزيوني ووجود قانونيون فيها لذا يجب عليها الالتزام بما يردها من تعليمات تخدم المصلحة العامة والاهتمام بكل الأعمال المناطة بها مؤكدا بأنه سيتم تفعيل الجمعيات العمومية للأندية بالشكل الذي أقرت من أجله والعمل على مشاركة الجميع في اختيار الإدارات ومناقشتها، مشيرا إلى أنه في المستقبل القريب سيتم اختيار لاعبي المنتخب وتفريغهم من أنديتهم بناء على إلتزام الأندية بالتعليمات حيث سيتم استدعاء اللاعبين المختارين من الأندية للمنتخب بناء على إلتزام الأندية بالبرامج اللياقية والمواظبة على أداء التمارين الصباحية والمسائية قبل المعسكرات بخمس أيام على أقل تقدير بينما سيضطر المنتخب إلى استدعاء اللاعبين غير الملتزمة أنديتهم ببعض البرامج قبل المعسكرات بفترة طويلة قد تصل لثلاثة أسابيع لأن المنتخب لا يمكن أن يعتمد على لاعبين غير جاهزين فنيا ولياقيا. وذكَر الأمير نواف بأن الإنجازات السابقة التي تحققت للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم كانت بسبب طول فترة المعسكرات ولعب أكبر قدر ممكن من المباريات الودية والدليل وصول الأخضر لدور ال16 في أول مشاركة عالمية له في مونديال أمريكا 94 حيث عسكر في تلك الفترة واستعد للمونديال قبل انطلاقته بستة أشهر. وأشاد الأمير نواف بالجهود التي تبذلها هيئة دوري المحترفين وكافة العاملين بها وقال في هذا الصدد إن العاملين في هيئة دوري المحترفين بذلوا جهودا جبارة يشكرون عليها على الرغم من قصر فترة إنشاء الهيئة التي تعتبر وليدة ورغم ذلك عمل أفرادها وفق خطة محكمة ومدروسة مسبقا وطبقوا كل ما هو مطلوب على أرض الواقع ويلاحظ حجم العمل الذي قاموا به من خلال قوة المنافسة في دوري المحترفين مطالبا من المتابعين في الرياضة السعودية إنصاف عمل الهيئة ومساءلتها في حال لم تنفذ ما وعدت به من أعمال. وألمح الأمير نواف بأن برنامج الأمير سلطان بن فهد للقدرات الوطنية المبتعثة لدراسة الماجستير حسب برامج الفيفا سيعود بالنفع والفائدة المرجوة منه في المستقبل للرياضة السعودية بشكل عام لوفرة القدرات السعودية المؤهلة والقادرة على المشاركة في خدمة الوطن بإخلاص. وحول مدى استفادة رعاية الشباب من الزيارات التي قام بها الأمير نواف بن فيصل لعدد من الدول الأوربية ودول أمريكا الجنوبية قال سموه : بلا شك تم الاستفادة بشكل كبير من زيارات الدول المتقدمة في مجال الرياضة وخرجنا منها بعدة فوائد حيث استفدنا من فرنسا التوقيع مع الخبير جيرارد المستشار الفني للاتحاد الفرنسي ومن انجلترا التوقيع مع ريك بيري المستشار الإداري ومن البرازيل مشاركة بطل دوري الشباب في الموسم المنصرم الهلال في بطولة ساوباولو ومن ايطاليا إقامة دورة للحكام الواعدين الذين سيقوم عدد منهم في المشاركة في تحكيم عدد من المباريات في ايطاليا كل ذلك نجاحات حققناها وبمشيئة الله نجني ثمارها في القريب العاجل ونطمح في المزيد من الاستفادة من الاتفاقيات الموقعة مع الدول المتقدمة. وعن تواجد الحكم الأجنبي والهجوم الشرس الذي يتعرض له الحكم السعودي قال الأمير نواف : تواجد الحكم الأجنبي ضرورة ملحة من الأندية ونحن نلبي كل طلب يخدم المصلحة العامة ولكن الاستمرار على الحكام الأجانب ليس حلا ناجحا بل يجب إعطاء الحكم السعودي الثقة وكل حكام العالم يخطئون وهم جزء من منظومة الرياضة فكما يخطئ المسؤول ورئيس النادي والإداري والطبيب والمدرب واللاعبين أيضا الحكم معرض لنفس الخطأ مشيرا إلى أن الهجوم غير المبرر من المنتمين للأندية على الحكام ناتج عن ضغوطات يتعرضون لها وبالتالي ليس أمامهم للتفريغ عن الإخفاق سوى رمي التهم على الحكام حتى تخف الضغوطات على إدارات الأندية وهذا جانب سلبي لا نتمناه يستمر ويجب على مسؤولي الأندية محاسبة مدربيهم ولاعبيهم وإداريهم في حال إخفاقهم ولا يحملوها للحكام لأن الحكم من غير المعقول أن يتعمد هزيمة فريق معين وبالمناسبة في الدول المتقدمة لا يمكن السماح لأي شخص بانتقاد الحكم مهما كان حتى ولو بالتلميح وهناك عقوبات صارمة للمتجاوزين وبصراحة ما يتعرض له الحكم من هجوم غير مبرر نرفضه وبشدة لأن كل أبناء هذا الوطن الغالي لهم الحق في أخذ حقوقهم كاملة والدولة رعاها الله كفلته لهم وسنحاسب كل من يتطاول على الحكام والعاملين في لجان اتحاد القدم ونحن سبق وأن أقرينا ميثاق الشرف الذي وقعه كل رؤوساء الأندية في المملكة للحد من التجاوزات. وعن مدى تأثير الإعلام الرياضي على الرياضة السعودية قال الأمير نواف : لاشك أن الإعلام مفيد من ناحية ومضر من ناحية أخرى فمن إيجابياته المساهمة في إعطاء المساحة الكبيرة لتغطية المنافسات السعودية وبالتالي يستفيد المستثمرون في الرياضة من خلال تواجد أسماء شركاتهم في كل الصحف بشكل يومي إضافة إلى البرامج التلفزيونية في القنوات المحلية والخليجية والعربية ومن سلبياته التركيز على الأخطاء وتحجيمها والإفراط في النقد بسبب وبدون سبب وجهل البعض من الصحفيين ببعض القرارات المتخذة وهنا أوضح بأن بعض الإخوان الصحفيين انتقد عمل فريق تطوير المنتخبات وهو فريق لم يجتمع بعد مضيفا بأن المملكة العربية السعودية يوجد بها مساحة من الحرية وتقبل الانتقادات وبالذات في المجال الرياضي والمسؤولين أبوابهم مفتوحة وقلوبهم لكل رأي مفيد يخدم المصلحة العامة محذرا في الوقت ذاته من استغلال بعض الإعلام الخارجي لأسماء محلية من أجل انتقاد الرياضة السعودية عبر منابره لتحقيق أغراض معينة ومبينا أن المسؤولين عن الرياضة يرحبون بكل انتقاد يهدف إلى التطوير بل يتقبلوا المفيد من الآراء بكل رحابة صدر موجها رسالة للإعلاميين بضرورة وضع مخافة الله أمامهم عند انتقادهم لعمل ما. وتطرق الأمير نواف لبعض الخطوات التطويرية للإعلام الرياضي وقال اتحاد الإعلام الرياضي الذي أقر مسبقا سيتم الأخذ فيه بتطوير الإعلاميين من خلال دورات تقام لهم إضافة إلى تنظيم الصحفيين المكلفين بتغطية البطولات التي يشارك فيها المنتخب والأندية مبينا أن بعض الدول نلاحظ ضمن وفودها في البطولات عدد كبير من الإعلاميين بينما في المملكة يكون العدد أقل وهذا ما سنعمل عليه مستقبلا لكي نحقق الهدف المأمول ونكون مثل تلك الدول. ورفض الأمير نواف بن فيصل ما تقوم به بعض الأندية من طلب الاستئناف من سمو الرئيس العام ونائبه على بعض القرارات المتخذة من بعض لجان اتحاد القدم وقال هناك لجنة الاستئناف من المفترض أن يتم الالتجاء إليها حال الاعتراض على قرار معين وفي حال الموافقة على الحكم الصادر من أي لجنة من قبل لجنة الاستئناف وعدم تقبل النادي للقرار بناء على قوانين مشرعة فهناك لجنة لفض المنازعات في اللجنة الأولمبية السعودية هي من سيأخذ القرار المنصف ويفصل بين لجنة الاستئناف والأندية. وأقر الأمير نواف بن فيصل على عدم اهتمام الأندية بالفئات السنية لكرة القدم على الرغم من تخصيص مبالغ لهم من عقود الرعاية منتقدا بعض الأندية التي تختار غير المؤهلين لتدريب هذه الفئات الضروري العناية بهم من أجل مجاملتهم لأن بعضهم قد يكون لاعب سابق أو قريب من إدارة الأندية موضحا بأنه في المستقبل سيتم مراقبة العاملين في الفئات السنية مع تحديد فئات المدربين والدرجات الحاصلين عليها والدورات من أجل تفعيل الاهتمام بالقاعدة السنية السليمة. وأختتم الأمير نواف بن فيصل حديثه في البرنامج قائلا : كل العاملين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب بقيادة سيدي الأمير سلطان بن فهد يعملون بلا كلل ولا ملل لخدمة الوطن الغالي وفق التوجيهات الكريمة من حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز الذين يولون القطاع الرياضي والشبابي جل اهتمامهم ونأمل في القريب العاجل أن نشاهد منتخباتنا وأنديتنا تنافس على البطولات المحلية والعالمية والقارية وتحقق الإنجازات.