وافق برلمان قازاخستان بالاجماع أمس الجمعة على إجراء استفتاء على مد فترة حكم الرئيس نور سلطان نزارباييف للبلاد لعقد ثالث مما يتيح للزعيم المخضرم ان يتفادى انتخابات الرئاسة المقررة العام القادم. ومن شأن الاستفتاء الوطني الذي وصفته الولاياتالمتحدة بأنه "انتكاسة للديمقراطية" ان يمهد الطريق أمام بقاء نزارباييف في سدة الحكم بالتزكية حتى عام 2020 في أكبر اقتصاد في منطقة وسط آسيا. وقال البرلماني يرلان نجماتولين في اشارة الى الاسم الاصلي للرئيس "الجماهير تريد ان يواصل نور سلطان ابيشيفيتش بناء دولتنا وتقوية اركانها وإن ارادة الشعب هو القانون ذاته." وقالت المفوضية المركزية للانتخابات إن منظمي "المبادرة الشعبية" لدعم الاستفتاء جمعوا اكثر من خمسة ملايين توقيع - وهو ما يمثل 55 في المئة من جمهور الناخبين في البلاد - وسلموها إلى المفوضية. ويعتبر ذلك دعما قويا للحركة التي نمت بسرعة كبيرة من مجرد منتدى للمواطنين في أواخر ديسمبر كانون الأول. ويرى بعض المحللين في الاستفتاء محاولة لتجنب تنافس أعضاء من النخبة السياسية لنزارباييف البالغ من العمر 70 عاما وهم من أنصاره لكن يمكن ان يكونوا منافسين اقوياء في الانتخابات الرئاسية لعام 2012. ونزارباييف عامل الصلب السابق الذي يطلق عليه العديد من ابناء شعبه لقب (بابا) هو الرئيس الوحيد الذي عرفته قازاخستان منذ استقلالها. ويقول العديد من المستثمرين ان غياب خطة لخلافة نزارباييف هو التهديد الأكبر للاستقرار السياسي لتاسع أكبر دول العالم من حيث المساحة. واشرف نزارباييف على استثمارات أجنبية يزيد حجمها على 150 مليار دولار خلال ما يزيد على عشرين عاما حكم خلالها قازاخستان اكبر منتج في العالم لليورانيوم.