تتميز الدراما الخليجية في شهر رمضان ومن الابداع المميز الذي قدمته هذا العام هو المسلسل الخليجي " ظل الياسمين " بقصتها المؤثرة والقريبة من الواقع، حيث أبدعت الكاتبة وداد الكواري في صياغة تفاصيلها واحداثها والمواقف المشوقة والمشاهد العاطفية المؤثّرة التي تنقلها إلى وجداننا ببراعة كاميرا المخرج المُتمكّن أحمد المقلة، يلعب دور البطولة كل من : خالد أمين، وشهد ياسمين، وابراهيم الصلال، ومرعي الحيان، وفاطمة عبدالرحيم، تدور احداث " ظل الياسمين " في الفترة الممتدة من خمسينات وثمانينات القرن الماضي، وتتمحور حول الفتاة اليتيمة " ياسمين " التي تعيش مع جدها المتسلّط والكبير في السن، تقع " ياسمين " في حُب شاب يعيش في حيها ويدعى " مهنا " وعندما يتقدّم لخطبتها يواجَه بالرفض من قِبَل الجَد الذي يُفضِّل عليه رجلاً آخر من أبناء عمومتها، على الرغم من أن الأخير يكبرها بعشرات السنين .ويكون الجد بذلك قد أعطى الأفضلية للعريس الهرِم حتى على حساب شقيقه الأصغر " طلال " الذي تقدّم هو الآخر لخطبتها متنافساً بذلك مع شقيقه للفوز بقلب " ياسمين " .وتنتقل " ياسمين " برفقة زوجها الهرِم وجدّها للعيش في منطقةٍ بجوار البحر، وسرعان ما تبدأ مظاهر الإثراء المفاجئة وغير المشروعة بالظهور على زوجها المتوسط الحال، فيما بدا وكأنه نتيجة لعلاقته بأحد الرعايا الإنجليز الأثرياء والمتنفذّين، لتبدأ مرحلة جديدة في حياة " ياسمين " .ولا سيّما بعد أن تُرزق بمولودها الوحيد " جاسم " الذي تكرّس له حياتها ووقتها وجهدها وحنانها .يحملنا المسلسل من جيل الآباء إلى جيل الأبناء والأحفاد، حيث يظهر أبناء وبنات كلّ من " مهنا " و " طلال " بالإضافة إلى " ياسمين " وابنها " جاسم " . كل ذلك يدور وسط حلقة من العِبر الأخلاقية والرسائل الإجتماعية الهادفة التي تطال مواضيع حساسة كزواج كبار السنّ بالشابّات، وتبعات التسلّط في الرأي والتعنّت، وما ينتج عنهما من آثار مدمّرة على العائلة، بالإضافة إلى عقوق الأبناء وتنكّرهم لذويهم وعقاب الله العادل .